ينهي وزراء داخلية وممثلو حكومات عشر دول في ضفتي المتوسط بحث التنسيق الامني لمحاربة الارهاب والمخدرات والهجرة السرية بين بلدانهم اليوم في الرباط . ويشارك في أعمال المؤتمر الوزاري لمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط الذي يطلق عليه (حوار 5 زائد 5) في اشارة لخمسة بلدان من شمال المتوسط ونظيرتها في المغرب العربي كل من فرنسا واسبانيا وايطاليا والبرتغال ومالطا والمغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليببا بالاضافة الى مراقبين عن المنظمة الدولية للهجرة وجامعة الدول العربية والأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي والمكتب الدولي للشغل والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية والبنك العالمي. واستأثر موضوع الهجرة السرية بأكبر قدر من النقاش خلال المؤتمر بالنظر الى التداعيات المقلقة لهذه الظاهرة والتي باتت مشكلة يومية وبالذات للسلطات المغربية التي يفد الى ترابها المئات من المواطنين الافارقة جنوب الصحراء الكبرى متحينين الفرص لعبور مضيق جبل طارق في زوارق صغيرة بحثا عن الفردوس الاوروبي. وكانت السلطات الاسبانية قد اعلنت مؤخرا انه تم خلال الاشهر الثمانية الاولى لسنة 2003 اعتقال وترحيل 70 الف مهاجر بدون وثائق اقامة رسمية الى خارج التراب الاسباني غالبيتهم من افريقيا جنوب الصحراء وتفكيك 500 شبكة لتهريب المهاجرين السريين أي بزيادة 13 في المائة بالمقارنة مع الرقم المسجل سنة 2002. ويرى المراقبون ان الطرف الاوروبي سيسعى مرة اخرى الى الضغط من أجل تنظيم الهجرة من جنوب المتوسط في اتجاه الشمال وطلب تعاون واسع من طرف بلدان الجنوب للتحكم في مد الهجرة وأيضا التسريع بتوقيع اتفاقيات ترحيل المهاجرين. وفي هذا الاطار ينظر للمغرب خصوصا بحكم قرب حدوده مع الاتحاد الاوروبي حيث لا تتجاز 15 كلم عند مضيق جبل طارق على أنه حجر الزاوية في لعب دور الحارس الجنوبي للحدود مع الاتحاد الاوربي الذي عقد وزراء داخلية مجموعة الدول الخمس الكبرى في الاتحاد الاوروبي مؤتمرهم الاثنين الماضي في لا بول غرب فرنسا والذي أكدوا فيه عزمهم على اصلاح وحدة الشرطة الاوروبية يوروبول واقرار المواصفات البيولوجية على جوازات السفر وتعزيز اجراءات المراقبة على الهجرة