بدأت مشكلة الهجرة الافريقية من المغرب نحو اسبانيا تأخذ أبعادا خطيرة فى الايام الاخيرة نظرا لطابعها المأساوى مما استدعى تدخل أطراف متعددة من ضمنها الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبى للبحث عن حل لا يراه المراقبون الا بتنمية مناطق افريقيا الفقيرة مثل دول الساحل الافريقى0 وتعود الهجرة السرية من المغرب نحو اسبانيا ولاحقا باقى الدول الاوروبية الى نهاية الثمانينات عندما فرضت الدول الاوروبية تأشيرة الدخول اليها على مجموع دول افريقيا وكان الحل ظهور عصابات فى شمال المغرب وجنوباسبانيا متخصصة فى تنظيم ما يعرف بقوارب الموت وهى قوارب صغيرة تنقل ما بين 20 وخمسين مهاجرا من شواطئ المغرب الى جنوباسبانيا أو جزر الخالدات وفى بعض الاحيان تغرق وتخلف قتلى ومفقودين ويعتقد أن عدد الذين فقدوا حياتهم خلال 15 سنة الاخيرة يناهز خمسة الاف شخص0 وكان فى البدء المغاربة وحدهم يقومون باجتياز مضيق جبل طارق وانضم اليهم الافارقة لكن تشديد الحراسة فى الشواطئ جعل نسبة القوارب تتراجع وبالتالى بدأ الافارقة يتجمعون فى شمال المغرب فى مخيمات عشوائية بالقرب من مدينتى سبتة ومليلية وهما مدينتان تحتلهما اسبانيا ويطالب المغرب باستعادتهما0 وجاء فى تقرير ل / الجمعية المغربية للاعلام فى اسبانيا / بشأن هذه الظاهرة / منذ بدء وصول المهاجرين الافارقة الى المغرب فى بداية التسعينات كانوا يفضلون قوارب الموت لكن مع تشديد الحراسة فى مضيق جبل طارق وجزر الخالدات بقى المهاجرون سجناء فى المغرب وأنفقوا كل ما لديهم من أموال فكان الحل هو الهجوم على سبتة ومليلية الوصول الى المدينتين يعنى قيام السلطات الاسبانية بنقلهم الى باقى المدن الاسبانية 0/ وكانت دائما تحدث عمليات تسلل الى سبتة ومليلية ولكن كانت فردية أو جماعية لا تتعدى الخمسة أو الستة أشخاص ومن نهاية أغسطس الماضى أصبحت عمليات منسقة ويشارك فيها ما بين 500 و700 مهاجر وتمكن أكثر من الفين من التسلل الى المدينتين وكانت الحصيلة ثقيلة منذ أغسطس حتى الان 14 قتيلا وقرابة 300 جريح وترحيل أكثر من الف الى الحدود الجزائرية من طرف المغرب مما أثار انتقادات الجمعيات الحقوقية مثل / أمنستى أنترناشونال / وأطباء بلا حدود0 وحركت هذه المأساة ضمير العالم الامين حيث طالب العام للامم المتحدة كوفى عنان بتدخل فورى وارسال بعثة الى منطقة مليلية الاثنين المقبل وسيقوم الاتحاد الاوروبى بالدور نفسه لكن الرباط ومدريد تصران على أن وضعهما الجغرافى كبوابتين بين افريقيا وأوروبا حولهما الى ضحية وتطالبان بمشروع تنموى خاص بافريقيا على شاكلة مشروع مارشال الذى خصصته الولاياتالمتحدة للدول الاوروبية بعد الحرب العالمية الثانية لانقاذها من الدمار0 وتظهر جميع المعطيات أن ظاهرة الهجرة الافريقية ستتزايد وستتخذ أبعادا خطيرة فدول مثل مالى تعيش مجاعة حقيقية والنجير فى وضع متأزم للغاية والحروب الاهلية مستمرة فى ليبريا وساحل العاج ونسبيا فى الكونغو وعدم الاستقرار يميز باقى الدول الافريقية ويبقى الحل أمام شباب هذه الدول هو الهجرة نحو أوروبا عبر المغرب0 // انتهى // 1334 ت م