بدأت في الاسبوع الماضي تعقيبي على اقتراح توماس فريدمان اضافة دولار واحد لسعر جالون البنزين في الولاياتالمتحدة وحاولت تفنيد الهدف الاول من الاقتراح وهو تمويل اعادة اعمار العراق. اما بالنسبة للهدف الثاني فاني اشارك فريدمان امله بأن تقلل امريكا من اعتمادها على بترولنا مضيفا بأني آمل ان نقلل نحن من اعتمادنا على حاجتهم له. تحدثت مرة مع باحث من كوريا الجنوبية لا اذكر اسمه كان في زيارة لجامعة الملك فهد منذ عدة سنوات وكانت اسعار البترول في الحضيض آنذاك، فعاب علينا في المملكة تهافتنا على بيع بترولنا بأرخص الاسعار بينما لو اننا اعتمدنا على تصنيعه لحصلنا على اضعاف اضعاف ما نحصل عليه من دخل منه ولرشدنا استخراجه لان الاسراع في استخراجه يؤثر سلبا على الاستفادة القصوى من مكامنه. توافقا مع هذا المبدأ بدأت جامعة الملك فهد منذ ثلاث سنوات مشروعا مشتركا مع اليابانيين وارامكو السعودية لتطوير طريقة جديدة لتكرير الزيت الثقيل ليكون لقيما للصناعات البتروكيميائية. وقد أرسى سمو ولي العهد - حفظه الله - حجر الاساس لوحدة التكرير النموذجية في زيارته الأخيرة للجامعة، واتوقع انها الآن في مراحلها النهائية. أتمنى ان نكثف الابحاث في هذا الاتجاه وان يكون هذا جزءا من قرار استراتيجي بالعمل على تقليص بيع البترول الخام تدريجيا، والتركيز على تصنيع منتجاته. هذا بالطبع يتطلب من الدول المستهلكة ان تقوم هي كذلك بتقليل اعتمادها على البترول السعودي كمصدر للطاقة. والهدف هو ان يقلل كل منا اعتماده على الآخر في هذا المجال. لم يذكر فريدمان ان المملكة تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تحرص باستمرار على ان تظل اسعار البترول ضمن حدود معقولة، وانها لذلك تحافظ مع ما في ذلك من تكاليف باهظة - على طاقة اضافية للانتاج لتحقيق هذا الهدف. هو لا يذكر ذلك لان ولاءه لعقيدته الصهيونية يمنعه من ذلك بالرغم من ان سياسة المملكة هذه هي في صالح بلده. نحن نرى في فريدمان واضرابه ليس ازدواجا في الولاء بل ولاء كامل لاسرائيل وادعاء بالولاء للولايات المتحدة.