كتب المعلق الصهيوني الأمريكي المعروف توماس فريدمان تعليقا في جريدة النيويورك تايمز يعقب فيه على قرار منظمة أوبك تخفيض الانتاج, واضح من التعليق مدى غضبه على دول أوبك, ولكن بما ان المملكة هي الهدف الأثير للصهاينة أمثاله للهجوم فقد خصها بحقده من بين دول أوبك, ما علينا فلقد تلقت المملكة الكثير من هذا الحقد الرخيص ولكنها ستظل صخرة صامدة على مر الزمان وان كره الكارهون. في ذلك التعليق قدم فريدمان اقتراحا ارى انه جدير بالتنفيذ, وهو اضافة دولار واحد لسعر كل جالون بنزين يباع في الولاياتالمتحدة, كضريبة وطنية, كما سماها لتغطية مصاريف اعادة اعمار العراق, وهو يتوقع ان هذه الضريبة ستحقق دخلا سنويا اضافيا يبلغ حوالي 110 بلايين دولار تغطي تكلفة اعادة اعمار العراق ويتبقى الكثير لأعمال طيبة أخرى عديدة حسب زعمه (لعل الأعمال الطيبة التي يشير إليها هي تمويل بناء الجدار الشاروني والمستوطنات الصهيونية والسلاح العدواني لاسرائيل الخ). هو بالطبع يفترض ان المبلغ المطلوب لاعادة اعمار العراق يلزم توفيره في سنة واحدة فخلط بين التمويل للمشروع الذي سيتطلب تنفيذه عدة سنوات والسيولة السنوية المطلوبة. وهذا اما انه دليل على جهل فاضح في هذه الامور لدى فريدمان او انه تجاهل متعمد لأن تضخيم الضريبة على هذا النحو سيساعد لو نفذ الاقتراح على تأجيج الغضب الشعبي في الولاياتالمتحدة على المملكة حتى لا يتضاءل. بالطبع لم يطلب فريدمان تدبير ولو جزءا من المبلغ عن طريق تخفيض المعونة السنوية المالية والعينية الضخمة التي تبتزها اسرائيل سنويا من دافع الضريبة الأمريكي فهذا ليس واردا في ذهنه. ودليل آخر على ان الغرض من هذا الاقتراح هو تأجيج الغضب على المملكة هو انه في بداية مقاله انتقد قرار تخفيض اوبك للانتاج لأن هذا القرار لم يأخذ في الاعتبار حاجة الاقتصاديات الغربية للخروج من الانكماش الحالي, ثم يقترح ضريبة سترفع حتما سعر الوقود بنسبة أعلى من الارتفاع الذي قد يحصل نتيجة لقرار أوبك, وسيكون تأثيرها على اقتصاد الولاياتالمتحدة أشد وأنكى.