افرجت السلطات السودانية امس عن زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن عبدالله الترابي والمعتقلين السياسيين.وجاء في القرار الرئاسي الذي أوردته وكالة الانباء السودانية أن إطلاق سراح السجناء يشير إلى بداية عهد جديد في تاريخ السودان السياسي. وقال الترابي في تصريحات صحفية عقب الافراج عنه إنه يرد إطلاق سراحه إلى الضغوط العالمية والداخلية، مضيفا إن القوى في السودان توازنت الآن، توازنت غربا وجنوبا وشمالا فاعتدل السودان شيئا ما ولكن لابد من استكمال اعتدال السودان واستكمال الحريات ورد السلطة إلى الشعب. وخرج الترابي من المعتقل الى مقر حزبه حيث استقبل استقبالا كبيرا وبدا في صحة جيدة تسبقه ابتسامته (البيضاء) المعهودة التي شغلت مناوئيه وعجزوا عن تفسيرها كما ابتسامة المونليزا الشهيرة. وكان السودان قد تعهد في اغسطس بالافراج عن كل المعتقلين السياسيين في اجراء قال محللون انه قد يكون محاولة لزيادة المساندة للحكومة في الوقت الذي تجرى فيه محادثات سلام مع جماعة المتمردين الرئيسية في الجنوب لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ خمسين عاما تقريبا تخللت عشر سنوات هدوء في عهد الرئيس جعفر محمد نميري وقال مصدر رسمي سوداني أصدر الرئيس مرسوما بالافراج عن كل السجناء السياسيين وقال عبد الله حسن احمد الامين العام المساعد للحزب صدر مرسوم رئاسي امس الاثنين يتعلق بالافراج عن زعيم المؤتمر الوطني الشعبي الشيخ حسن الترابي وعدد من المعتقلين الاخرين ويرفع الحظر عن نشاطات الحزب.واكد ان المرسوم الذي وقعه الرئيس عمر البشير يسمح باعادة فتح المقر العام للحزب وصدور صحيفته مجددا. وكان الترابي قد اعتقل في فبراير عام 2001 بتهمة التحالف لاسقاط نظام البشير بالقوة المسلحة مع حركة التمرد التي ظل يحاربها لاكثر من عشر سنوات ثم ظلت الحكومة تمدد اعتقاله وسط رضا وتفهم دولي عام لاعتقال الترابي دون ان يهم احد بشرعية او عدم شرعية اعتقاله. والترابي (71سنة) استاذ القانون الدستوري سابقا في جامعة الخرطوم زعيم مخضرم مثير للجدل عرف بدهائه السياسي وقدرته الفائقة على الاقناع. صعد نجمه بعد ثورة اكتوبر الشهيرة ضد حكم الفريق ابراهيم عبود عام 1964 ثم اصبح رقما صعبا في جميع المعادلات والتسويات السياسية التي جرت في السودان حتى دبر من وراء الكواليس الانقلاب الذي جاء بالاسلاميين للسلطة برئاسة العقيد عمر حسن البشير في انقلاب ابيض عام 1989م. ويأتي إطلاق سراح الترابي الذي أمضى أكثر من عامين متنقلا بين السجن والاقامة الجبرية في إطار انفراج سياسي يشهده السودان في عقب توقيع الاتفاق الأمني بين الحكومة السودانية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق. وكان الترابي في السابق أحد رموز نظام الانقاذ الحاكم في السودان كما كان يمثل المرجعية الدينية والسياسية للنظام قبل أن يدب الخلاف بينه وبين الرئيس عمر البشير في صراع على السلطة في ديسمبر 1999.