الشجاعة .. هذه الكلمة البراقة التي تهز الوجدان .. كم منا يمتلكها ؟؟؟! كم منا يحتويها داخل الذات وخارج الهيكل البشري ؟ وهل الشجاعة فقط بقوة الجسد وضخامة الجسم ؟؟! تختلف معاني الشجاعة وبين مفرداتها تنفرد المعاني وتتبعثر المقاصد والادراكات شحاعة (الكلمة .. القول .. المواجهة .. الصراحة .. الأقدام .. الأعلان .. التحدي .. العناد .. المكابرة .. المدلول) إلى مالا نهاية من التعريفات وهنا نقف عند الشجاعة الذاتية لدى البشر من جميع الفئات والأعمار والشخصيات والتكوينات .. ولعلنا نفعل هذا الجانب الهام عند تنشئة وتربية أولادنا وتدريب أجيالنا .. حين يرى البعض منا أنها بمثابة الوقاحة أو الخروج عن الأدب أو منافية للذوق والحس ..!! ولكن هناك من يقف وقفة جادة لهذه التفاهات فيبدأ أولا في غرس الشجاعة وتعميق جذورها وتعهدها بالرعاية والتشجيع لتنمو وتكبر وتثبت قاعدتها ثم ترسخ ومعها يرسخ العديد ممن المفاهيم التربوية السليمة .. نحتاج ويحتاج أطفالنا .. مجتمعاتنا .. وأفرادنا .. في جميع علاقاتهم إلى هذه الشجاعة الذاتية التي تتعود معها الذات منذ نعومة الأظافر إلى المواجهة الحقيقية بعيداً عن أمتعة الزيف والتملق والخداع !! لو تأملنا لحظات قليلة فيما حولنا اليوم لوجدنا أنه بات من الصعوبة بحق التعمق والتغلغل داخل النفس أو كشف النوايا لأن نزعات معاكسة ترسم دوربا متخالفة معها .. فيقع الكثير منا تحت طائلة المكر والخديعة خاصة إذا كان الفرد من ذوي الذات الحساسة وتغلب عليه الطيبة والنوايا الخالصة !! وكم .. وكم نجد بيننا من متلقي صدمات ذات فولت عالي الحدة من هذا الدرب !! ما هو حجم مصداقية الناس هذه الأيام وأين نجدها ؟؟ ونرى من حولنا من يردد كلمة (لف ودوران) فما تعني ؟ ولم هي بصمة الوهم الشاهدة على الجبين ؟! ماذا لو تملكنا الحق الكامل في شجاعة الحق الواحدة لنستطيع الصمود والاعلام عما نريد ومالا نريد عما يجول بخواطرنا من الكشف عن زيف النفوس والخبث والدهاء !! عن دوربنا الساعية إلى المصلحة والمصالح الشخصية فحسب ! هل منا من يجزم بصدق الأحاسيس والمشاعر والحس البشرية ؟! والتي بدأت تبدو مغلفة بالنمق والتنمق !! رويدك يا نفس .. وعلى رسلك يا ذات .. ابتعدتما كثيراً عن الفطرة والتي جبلت عليها الخليقة البشرية فأين أنتما اليوم من قوله تعالى :(إن النفس لأمارة بالسوء) .. (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين) وقوله عليه السلام (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى) .. و(لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) فأين ؟ وأين ؟ وأين ؟ ان الشجاعة مفتاح مآس لكثير من الأمور والأبواب الموصدة وان اعتادت التعاملات عليها حتما ستنبت على ظلالها العظيم من المصداقيات الحقيقة وتتلاشى بالتالي بهرجة الزيف والكذب. فهل لنا من بداية ؟ لنحاول ! عفاف عايش حسين كاتبة و تربوية