* تختلف مشكلة كل منا عن الآخر.. وذلك تبعاً للمواقف نفسها ولعدم وضوح الرؤية، وعدم القدرة على وضع الحلول المناسبة.. أو كونها معادلة عقلية قد تختلف حلولها ووسائل تذليلها من عقل لآخر.. وذلك لأن الفكر البشري يدور في فلك لا نهاية له. * إلا أن الإنسان يخلق مشكلاته بنفسه .. وقد ينجح في حل تعقيداتها.. وقد يتعثر في فك رموزها .. يمزج الواقع بالخيال والغريزة بالعقل .. وهو بذلك أقدر على مراقبة دوافعه والعمل على قمعها.. ويستطيع أن يبدل واقعه إلى اتجاه أفضل مما هو عليه لما ينبغي أن يكون .. لأنه يشعر دائماً بأنه في حاجة إلى أن يكمل ذاته، وأن يسمو بنفسه دون الركون للواقع. * ومن هنا فإن الجانب الواقعي لدى الإنسان يخلع على الأحداث دلالات ومعاني تنتزع من صميم نواياه الذاتية أو مقاصده .. وقد يركن في ظل هذا الصراع الذاتي إلى أن يلجأ للأكاذيب والأضاليل، والأوهام، وشتى أخطاء الحس العقلي يأمل بذلك أن يصل يوماً إلى ما يخططه بدهائه ومكره وحسده وأنانيته إلى منصب.. أو أن يكون الجليس المقرب، والصديق الوفي لدى من يخدعون به وبأساليبه الكاذبة. * ولكن لعمري.. إن أسلوب العلم السليم يزيد صاحبه قوة، وينظم السلوك ويراقب الدوافع ويصلح الذات بما يحقق الأهداف النبيلة والأغراض السامية لدى الجميع.