يعد مجمع سوق السمك بالدمام من المجمعات الكبيرة، ومن معالم المنطقة، حيث يفخر أهالي المنطقة بوجوده. إلا ان المجمع يتعرض للتشويه الكبير، لكثرة النواقص والسلبيات التي توجد فيه، مثل الروائح الكريهة وتراكم المياه والأوساخ, وانبعاث دخان الطبخ والشوي والقلي, وعدم وجود التكييف, وانتشار العمالة السائبة... والغش في الأسماك، بخلط الطازجة بالقديمة, وانزعاج المتسوقين والمستأجرين من تلك النواقص, ومن إهمال المسؤولين عن المجمع. ما دور الأمانة في ذلك, وما مسؤولية المستثمر في وجود في تلك النواقص والسلبيات, وما الحل في إنقاذ هذا الصرح من الضياع بسبب الإهمال والنسيان؟ أسئلة نحاول الإجابة عنها في هذا الاستطلاع: العمالة الأجنبية عن ظاهرة العمالة السائبة الأجنبية التي تكثر وتسيطر على السوق قال عيسى الفرحان: أكثر ما يشد انتباه المتسوق في السوق هو كثافة العمالة الأجنبية، وسيطرتها على السوق, وكأن المتسوق قد دخل مجمعا خاصا بغير المواطنين والعرب.. وأضاف: العمالة الأجنبية لها سلبيات كبيرة، حيث انها تبيع اسماكا بقيمة أقل مما يبيع به بقية الباعة، لجعل المشتري يشكك في مصداقية بقية الباعة، أو ان يشكك في جودة الأسماك التي تبيعها هذه العمالة. رائحة لا تحتمل وتحدث سالم الغربي عن رائحة الشوي والقلي التي تزكم الأنوف فقال: رائحة الطبخ والدخان المتصاعد منه تملأ أجواء السوق، مما يسبب مضايقة للمتسوقين.. ويكمل: الزيت الذي يستخدم للقلي في هذه المطابخ سيئ وقديم ومحترق، ورائحة فساد الزيت يستنشقها كل من تطأ قدماه السوق, ولهذا الزيت سلبيات كبيرة وأضرار فادحة على الصحة. كما يذكر الغربي حاجة السوق إلى مراوح شفط قوية، قادرة على سحب الروائح، وتجديد الهواء، فالسوق عبارة عن مجمع، تغطيه الجدران الإسمنتية من كل الجهات.. ويتساءل: أين الأمانة والجهات المسؤولة عن هذا السوق؟ رقابة الدفاع المدني وذكر محمد البراهيم ان وجود المطابخ في السوق، بهذه الطريقة، وبهذا الشكل يمثل خطرا كبيرا، يهدد سلامة العاملين والمتسوقين، لعدم توافر أصول السلامة والمواصفات المطلوبة في هذه المطابخ, فالأجهزة المستخدمة في الطبخ خطرة جدا، والمقلاة تستخدم بطريقة غير سليمة.. ويواصل: وجود المطابخ في وسط السوق غير سليم، فلو حدث حريق لا سمح الله في تلك المطابخ فالأضرار ستكون كبيرة جدا، لوجودها في المنتصف, وينبغي أن تكون المطابخ مطلة على الخارج، ففي ذلك فوائد كبيرة، من قبيل تقليل الخسائر عند حدوثها، وسهولة السيطرة على الحريق، والتخلص من الروائح. فكرة حسنة.. ولكن ويرى باقر الشيخ ان وجود المطابخ بالمجمع فكرة حسنة، ولها إيجابيات، وفيها راحة للمتسوق، الذي يرغب في الحصول على أسماك طازجة وجاهزة للأكل، خاصة بالنسبة للعزوبية وللمستعجلين, ولمن لا يملك المقدرة على قلي وشوي السمك في منزله، خاصة أصحاب الشقق الصغيرة, ولمن لا يحب أن تكون في منزله رائحة طبخ للسمك. غير ان الشيخ يقول: الشيء المزعج في هذه المطابخ أنها تقع في وسط السوق، ولا توجد تهوية جيدة لسحب الدخان المتصاعد من الشوي والقلي, وعدم وجود مكان ينتظر فيه الزبون، سوى السوق المليء برائحة السمك والدخان, وتلك المحلات بحاجة للمراقبة الدائمة من قبل الأمانة، لضبط النظافة والتأكد من جودة الزيت, والمواد المستخدمة في الطبخ. مستنقعات مائية ويستغرب حسين الاربش من وجود المياه المتراكمة على الأرضية، ويقول: انها تعيق المتسوق كثيرا، مما يضطره لرفع ملابسه, والمشي بحذر, وكأنه يمشي في حقل ألغام، لوجود حفر مثل المستنقعات، بسبب البلاط المتكسر, وعدم وجود نظام تصريف للمياه بشكل جيد في المجمع.. ويتساءل حسين: أين عمال النظافة من هذا الوضع؟ وأين مراقب الأمانة وإدارة السوق؟ المستثمر لا يتحمل مسئوليته وحول نقص الخدمات في السوق قال أحد المستأجرين (رفض ذكر اسمه): المستثمر لا يقوم بواجبه، ولا بالدور المطلوب منه بالشكل الصحيح، من نظافة وصيانة للسوق وغير ذلك.. ويضيف: أعمال النظافة ومسح أرضيات ممرات السوق يقوم بها البائعون والمستأجرون, وأعمال الصيانة منسية، فكل شيء يخرب أو يتعطل يبقى على حاله فترة طويلة، إلى أن يقوم أحد المستأجرين بإصلاحه.. ويواصل: المستثمر يتعامل مع المستأجرين بطريقة سيئة وعدم تعاون, وهو يطالب الآن برفع الإيجارات, وإذا طلب منه القيام بأعمال الصيانة والنظافة والضغط عليه، فانه يهدد المستأجر بالطرد، وعدم تجديد العقد له. المكان حار ويقول جمعة الاربش: المجمع حار جدا، مما يجعل المتسوق لا يرتاح للتجول داخله، فضلاً عن شدة الازدحام وحرارة الجو في الصيف وعدم وجود تكييف.. ويرى انه من الأفضل في هذه الحالة عدم وجود تكييف أن يكون السوق في مكان مكشوف مثل سوق القطيف، فذلك أرحم. ويقول أحد البائعين: يوجد تكييف مركزي للمجمع، إلا ان المستثمر لا يشغل التكييف، خوفا من الفاتورة.. وأضاف إن المستثمر لا تهمه راحة المتسوق أو المستأجر، الأهم عنده أن يستلم الإيجار فقط. روائح كريهة وعبر مجموعة من المتسوقين عن انزعاجهم الشديد من الروائح الكريهة المنبعثة من مجمع سوق السمك، خاصة وقت المساء.. واعتبروه شيئا غير لائق وغير مناسب، لأن السوق يقع في منطقة تجارية مزدحمة بالمجمعات التجارية, وبالمتسوقين. ويحمل فؤاد البلوي الأمانة والمستثمر المسؤولية في وجود الروائح الكريهة, وان أصحاب المحلات التجارية القريبة من السوق تعاني شدة الروائح المنبعثة منه, ولابد من إيجاد الحل لتلك الرائحة. ويرى يوسف التركي ان الرائحة الكريهة نتيجة لوجود خلل في مجاري السوق, والسوق بحاجة إلى إعادة نظر في الموقع والصيانة, وان السوق يعاني الإهمال من قبل الأمانة والمستثمر، فبالإضافة لمشاكل المجاري توجد مشاكل وإهمال في صيانة الجدران الداخلية والخارجية والأرصفة والأرضيات وساحة الحراج للسمك. تلاعب بالجودة والأسعار ويؤكد حسين الحميدي وجود تلاعب وخداع في جودة السمك، وكذب من قبل العمالة الأجنبية، التي تسيطر على السوق، الذين يبيعون اسماكا غير طازجة، أو من مناطق بعيدة من خارج البلاد، على أنها من المناطق المشهورة والمطلوبة في المنطقة.. ويضيف: يخدع المتسوق كثيرا في هذا السوق، من قبل أصحاب النفوس الضعيفة، المتمرسين على الكذب والخداع، والذين يؤكدون أن هذا السمك طازج تم اصطياده اليوم, وبعض الزبائن يرتاحون للتعامل مع الأجنبي أكثر من البائع الوطني.. ويطالب الحميدي بوجود مندوب من الأمانة، لديه خبرة بالأسماك، للتأكد والتدقيق مما يعرض، والتحقق من كلام البائعين. في مهب الريح العمالة الأجنبية تعمل في السوق بلا حسيب أو رقيب، ويحمل عماد المسلم المسؤولية للكفلاء، الذين يفضلون العيش على صدقات يقدمها لهم العامل في نهاية كل شهر، من مبالغ زهيدة، على العمل بالسوق أو محاسبة العمال بالعمل لديه, والعمالة الأجنبية في السوق متفقة بينها على منافسة البائع السعودي، بتحطيم الأسعار, والعمالة تملك إمكانية التظاهر بالمسكنة والطيبة, وإغراء الزبون بالجودة والسعر المناسب, والخدمة الجيدة.. ويتساءل عماد: أين إدارة مكافحة التستر والجهات الحكومية المسؤولة؟ غير مطمئن احمد المبارك الذي يذهب لمجمع سوق السمك بالدمام عند الضرورة القصوى، وعند شراء الكمية القليلة, وعند ضيق الوقت، يرجع السبب إلى انه يرى ان الأسماك التي تباع في المجمع ليست بالمستوى الذي يباع في أسواق القطيف وسيهات، ففي تلك الأسواق يشعر المتسوق بانه يشتري سمكا طازجا 100% , وانه يشتري السمك من عند بائعين ثقة من أهل البلد. رأي مخالف ويختلف معه بالرأي محمد الناصر، الذي يقول: وضع السوق الحالي جيد، وهو يتطور إلى الأفضل، خاصة مع تحرك سوق الحراج، وكثافة الأسماك المعروضة فيه.. ويضيف الناصر: أنا كثير التردد على السوق, وآمل زيادة الاهتمام بالنظافة. القوارض في السوق وحول وجود القوارض في المجمع قال أحد المستأجرين: السوق الآن أفضل من السابق بكثير، وتلك القوارض لا تشاهد إلا نادرا، داخل المجمع، وهي تكثر في الخارج عند ساحة الحراج، بسبب وجود خلل في شبكة المجاري. مجمع نموذجي وتمنى المستأجرون أن يتم تصحيح الأوضاع في السوق، وان يقوم المستثمر بمسئوليته في الاهتمام بالسوق، من ناحية النظافة والصيانة والتكييف، وان يتعامل مع المستأجرين بطريقة أخوية، وبكل صراحة ومكاشفة، من أجل مصلحته ومصلحة المستأجرين، وعلى الأمانة أن تتابع وتراقب الأعمال بالسوق، وان تكون مع المستأجرين في مطالبة المستثمر بتحمل مسئوليته بشكل أفضل. كما يأمل المتسوقون أن يكون هذا المجمع - كما كانوا يأملون ويتوقعون - مجمعا تجاريا حضاريا نموذجيا، خاص ببيع الأسماك واللحوم، يتصف بأفضل المواصفات، من بناء ونظافة وصيانة وتكييف، ليضاهي الأسواق المشابهة في الدول المجاورة. وأخرى طازجة العمالة الأجنبية تسيطر على السوق وتحارب الباعة المواطنين