في رصد اختلطت لغته بين العامية والفصحى، حاول الباحث مهنا الحبيل تقديم مراجعات للمشهد الثقافي المعاصر في الأحساء، تنبأ فيه بأن النادي الأدبي الذي يعتزم إنشاءه لن يضيف جديداً للمشهد الثقافي في المحافظة، الذي يعج بحركة ثقافية وتاريخ أدبي عريق. وذكر في محاضرته التي ألقاها الأحد الماضي في أحدية الشيخ احمد المبارك، ان النادي الأدبي في الأحساء الذي كان الدكتور سعد الناجم من أول المطالبين به، يأتي لتجاوز الخلافات التي يعيشها النادي الأدبي في المنطقة الشرقية مع بعض الزملاء. وقال ان مراجعة النقدية للمشهد الثقافي الحالي حسب ما يراه المراجع وليس حصر الإنتاج الفكري والأدبي المعاصر في الأحساء.. مركزاً على الحراك الأدبي والثقافي في حاضرة الأحساء.. ثم قدم رؤيته بصراحة مطلقاً العنان لنفسه وبإسهاب في الحديث، حول المشهد الثقافي في الأحساء، حيث قدم تعريفاً مختصراً للثقافة، قال بعده ان الأحساء إحدى حواضر العالم الإسلامي، التي شهدت عمقاً تاريخياً وإنتاجاً أدبياً وفكرياً مميزاً في المشرق العربي والخليج على وجه الخصوص. ثم تناول جوانب تطور الحضور الفكري للأحساء، من خلال طرح مجال النشر والتأليف لعدد من الكتاب، منهم الشيخ عبدالرحمن الملا والدكتور عبدالرحيم المبارك والدكتور عبدالرحمن المديرس والدكتور فهد الحسين، ورسائل دكتوراة وماجستير لكل من الدكتور خالد الحليبي ومحمد بودي، ومحاولات الرصد التاريخي التي قدمها الكاتب عبدالله الذرمان، وفي ميدان الشعر جاسم الصحيح وكتاب الأعمدة الصحفية أمثال خليل الفزيع، عبدالله الشباط، مبارك بوبشيت، الدكتور سعد الناجم، غازي المغلوث ومحمد الجلواح وغيرهم. بعدها تناول أشكال الندوات في تاريخ الأحساء الثقافي.. مشيراً إلى الدور الكبير الذي تلعبه أحدية الشيخ أحمد المبارك في بعث ثقافي حي ونقلة نوعية في الأحساء، للعرض الأدبي والفكري ولقوة الطرح والمشاركين، الذين يمثلون نخبة من أدباء الوطن العربي، مثل الدكتور محمد الحاوي (رحمه الله)، والدكتور علي صحيح، والدكتور سلامة الهرفي والدكتور عبدالرزاق حسين وغيرهم. وتحت عنوان (المجالس الثقافية بين العوائق والإنجاز) ذكر الحبيل ان هناك دورا إيجابيا للندوات التي تقام بشكل دوري في عدد من المجالس، مثل اثنينية النعيم وعدنان العفالق وغيرها من الندوات المتخصصة.. وقال ان هذه المجالس قد تحمل ما تحمل، وعرض صورتين، الأولى المجلس الثقافي الذي يتحول من أحاديث اللغو وخلافه، إلى الاستفادة الوقتية من هذه اللقاءات، والثانية المجلس المنتظم، الذي يقدم نفسه على اعتبارات جرى عليها العرف في المملكة. ولكي يستفيد الجميع من هذه المجالس أكد الحبيل على ضرورة ان يأخذ أصحاب المسئولية في هذه الندوات دورهم فيها، والاهتمام بالوقت والقيمة الأدبية وتنظيم المداخلات والممارسة الراقية والسكرتارية النشطة، وكذلك هوية المثقف، وعدم حصرها في دائرة إقليمية. ثم طرح محاور أخرى للمشهد الثقافي، هي الحرص على الإنجاز وتنشيط نماذج العرض في الإنتاج الأدبي المحلي، من نثر وشعر ورواية، والاحتساب الروحي ولغة الخطاب الراقي. عن الإعلام نوه المحاضر بالدور الذي تلعبه (اليوم) في هذا المجال، وأكد على ان الندوات يجب ان تغطى من قبل أديب ومثقف له دراية وخبرة وعمق نقدي. بعدها بدأت المداخلات، بمداخلة الشيخ أحمد المبارك، الذي أسهب في الحديث حول مثقفي وتاريخ الأحساء، ثم قدم خالد الصفراء ملاحظة حول التعريف الثقافي والمعرفة، أما راعي السبتية عبدالعزيز املوسى فأقترح التنسيق بين المجالس في طرح القضايا الأدبية، وتحديد أيام معينة. أما الدكتور بسيم عبدالعظيم فقد قال ان المحاضر أوفى في رصده للمشهد الثقافي، وابتعد عن السرد، وأشار عبدالله القنبر إلى الدور الكبير الذي تلعبه المجالس الأدبية، واعترض على من طالبوا بإلغاء الولائم، مؤكداً أنها ليست عيباً، فيما نوه الدكتور سعد الناجم إلى ان المحاضر قدم قراءة اجتهادية للمشهد الثقافي في الأحساء، واختتمت المحاضرة بمداخلة للدكتور نبيل المحيش، الذي تولى في بداية المحاضرة تقديم الضيف.