قال ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل ان اسرائيل ستأخذ في حسبانها الاعتراضات الامريكية قبل ان تتخذ قرارا بشأن ما اذا كانت ستنفذ تهديدها بابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واشار شارون ايضا في تصريحات لصحيفة يديعوت احرونوت نشرتها أمس الى رضوخه للضغوط الامريكية بشأن تغيير مسار الجدار الامني الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية لمنع الفلسطينيين الذين يعتزمون شن هجمات استشهادية من الوصول الى مدنها. وقال شارون عن احتمال القيام بعملية لاخراج عرفات من مقره في رام الله: عليكم ان تدركوا ان من الصعب جدا التعهد بأنه فور الامساك بعرفات واخذه لن يصاب بأذى. على اية حال علينا ان نأخذ الاعتبارات الامريكية في الحسبان. من المحتمل ان يكونوا محقين في تقديرهم بأن ابعاد عرفات سيسبب لهم مشكلات في الشرق الاوسط. انهم قلقون بشكل اساسي بشأن العراق. بدوره ، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية ان اسرائيل وعدت بالتشاور مع الولاياتالمتحدة قبل اتخاذ قرار بشأن طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من المناطق الفلسطينية. واضاف المسؤول ان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم قدم هذا الوعد اثناء محادثاته مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول في نيويورك اول امس. وفي وقت سابق من الشهر الحالي قررت الحكومة الاسرائيلية من حيث المبدأ ابعاد عرفات المحاصر منذ اشهر في مقره بمدينة رام اللهبالضفة الغربية. وقال شالوم آنذاك انه ينبغي لزعماء اسرائيل ان يتجاهلوا الاعتراضات الامريكية ويطردوا عرفات. واضاف قائلا: اننا الان في موقف اذا طلبنا مثل هذا الاذن من واشنطن فانه سيكون من المتعذر فعليا الحصول عليه. لكن احيانا تكون هناك مواقف يتعين على المرء ان يتخذ قرارات بمعزل عن التأثير الخارجي. لكن المسؤول الامريكي الذي طلب عدم نشر اسمه قال: الاسرائيليون ابلغونا انهم لا يعتزمون اتخاذ اجراء فوري وانهم سيتشاورون معنا اذا اتجهوا لاتخاذ قرار بشأن ذلك. انهم سيتحدثون الينا. وتقول الولاياتالمتحدة انها تعارض طرد عرفات لانه في الخارج سيجد ساحة اوسع للعمل. وهي تفضل عزله في رام الله وعدم التعامل معه. وقال المسؤول الامريكي انه يتوقع ان يكون وضع عرفات محل نقاش مرة اخرى في اجتماع المجموعة الرباعية للوساطة في الشرق الاوسط التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والاممالمتحدة. ويرفض الاعضاء الاخرون في رباعي الوساطة وبصفة خاصة الاوروبيون السياسة الامريكية لعزل عرفات قائلين انه الزعيم المنتخب للفلسطينيين. وقال المسؤول الامريكي انه لا يعتقد ان الخلاف بشأن عرفات سيكون قضية مهمة. واضاف ان الولاياتالمتحدة ستواصل حث الآخرين على تبني سياستها لكن اذا اجتمعوا مع عرفات فانها تقول انه يجب عليهم ان يطلبوا منه التنحي والتنازل عن السيطرة على قوات الامن الفلسطينية لرئيس وزراء. ويقول دبلوماسيون انه ليست هناك توقعات تذكر بأن يسفر اجتماع رباعي الوساطة عن نتائج ملموسة لان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس استقال ولان رئيس الوزراء المكلف احمد قريع لم يشكل بعد حكومة جديدة. وقال المسؤول الامريكي: اننا جميعا نتطلع اولا وقبل كل شيء الى الفلسطينيين لتشكيل حكومة تلتزم بقوة بمكافحة الارهاب وتكون لديها الموارد والسلطة في المناطق الفلسطينية للقيام بذلك. وقال شالوم هذا الاسبوع ان التهديد الاسرائيلي لطرد عرفات كان له اثر مفيد حتى دون تنفيذه بدفع عرفات الى محاولة وقف الهجمات التي يشنها النشطاء الفلسطينيون على الاسرائيليين. واضاف قائلا: اعتقد ان عرفات ينظر الينا بمحمل الجد اكثر من الاخرين... انه يعتقد ان هجوما ضخما يشنه النشطاء يمكن ان يسبب له الكثير من الضرر. لكن شالوم قال ان ذلك لا يعني ان اسرائيل راضية وانها ستتخلى عن فكرة ابعاد عرفات. واضاف قائلا: مادام عرفات في المنطقة فلا سبيل لان تظهر قيادة فلسطينية معتدلة جديدة.