اعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان (خارطة الطريق) الدولية للسلام في الشرق الأوسط، في حكم المنتهية.وقال في المقابلة التي أجرتها معه محطة (سي.ان.ان) في رام الله ونشر نصها على موقع المحطة في شبكة انترنت ان خارطة الطريق قد ماتت، لكن فقط بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة. مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة سمحت بسقوط خارطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) وتنص خصوصا على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل بحلول العام 2005. وقال عرفات للمحطة ان الاهتمام الأميركي بالعراق وبالانتخابات الرئاسية المقبلة حال دون ضمان تطبيق هذه الوثيقة. من جهة اخرى قال عرفات المحاصر في مقره العام في رام الله منذ قرابة العشرين شهرا من قبل الجيش الإسرائيلي، ان الخلاف القائم بينه وبين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) قد ضخم. ولوحت إسرائيل التي أكدت أنها تريد شن حرب شاملة على عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مجددا باحتمال طرد عرفات. وقال شاوول موفاز وزير الدفاع الاسرائيلي عرفات يشكل عقبة كبيرة جدا امام محمود عباس والعملية السياسية . لقد ارتكبنا خطأ تاريخيا عندما لم نطرده قبل سنتين لكننا سنعالج هذا الملف قريبا قبل نهاية السنة على الأرجح. وذكرت معلومات صحافية ان غالبية الوزراء في الحكومة الإسرائيلية تؤيد طرد عرفات لكن الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية حذرت من ان هذا الأجراء قد يزيد من قدرة عرفات على الإساءة. وفي الأسابيع الأخيرة زادت الولاياتالمتحدة ضغوطها على عرفات ليسلم السلطات الأمنية كاملة الى ابو مازن لمواجهة الحركات الفلسطينية الراديكالية مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي. وجدد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس الأول هذا الطلب. موضحا ان على عرفات التعاون مع الحكومة الجديدة وعليه ان يسلم الحكومة الجديدة الإشراف على الأجهزة الأمنية التي لا تزال تحت سلطته حتى تتمكن الحكومة الفلسطينية من شن تحرك فعلي وفعال ضد المجموعات الإرهابية. من جانبها قللت إسرائيل من أهمية حديث عرفات. وقال مصدر إسرائيلي صباح امس ان إسرائيل لا تكترث بما يقوله او يفعله الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتعتبره كالولاياتالمتحدة جزءا وسببا فى المشكلة القائمة وليس حلا لها على حد زعمه. واضاف ان اسرائيل لا يمكنها التعامل مع عرفات او اية حكومة تدين بالولاء له ولا تقر اسرائيل والولاياتالمتحدة بالاعتراف الا لحكومة محمود عباس(ابو مازن) واركان حكومته وبخاصة وزيرى الامن محمد دحلان والمالية سلام فياض. واوضح المصدر فى تصريحات لإذاعة إسرائيل ان الحكومة الإسرائيلية ستتخذ الخطوة القادمة تجاه عرفات بانتظار ما ستسفر عنه جلسة المجلس التشريعي الفلسطينى غدا حيث سيقدم ابو مازن تقريرا للمجلس حول ما انجزته حكومته بعد مضي مائة يوم على تشكيلها. وتتم مناقشة هذا التقرير من قبل المجلس الذى يعتبر بمثابة تصويت بالثقة على حكومة ابو مازن وبرنامجها الوزارى وخطط عملها حيث اتهمت إسرائيل عرفات بانه يسعى للإطاحة بحكومة ابو مازن عبر التصويت بعدم الثقة على حكومته امام المجلس التشريعي الفلسطيني. فى الوقت الذى تحدثت فيه الأنباء عن إزالة سوء التفاهم بين عرفات وابو مازن عبر تدخل أعضاء فى اللجنة المركزية والمجلس التشريعي الفلسطيني وتوقيع ابو مازن وعرفات على مذكرة تفاهم. ومن ناحية اخرى قالت إذاعة إسرائيل صباح أمس ان الإدارة الأمريكية طلبت تفسيرا من الحكومة الإسرائيلية حول تصريحات شاوول موفاز وزير الجيش الذى اكد فيه العزم على ابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل نهاية العام الحالي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته ان واشنطن تريد توضيحات من إسرائيل بعدما اعاد موفاز طرح فكرة إبعاد عرفات. موضحا ان الولاياتالمتحدة تريد ان تعرف ما اذا كان وزير الدفاع الاسرائيلي يتحدث بصفة شخصية او ما اذا كانت تصريحاته تعكس وجهات نظر حكومة رئيس الوزراء ارييل شارون.