تنفرد محافظة الأحساء عن باقي محافظات ومدن المملكة بالعدد الكبير من المقابر والتي بلغ عددها 52 مقبرة موزعة على مختلف مدن وقرى المحافظة ولعل ذلك يعود إلى التنوع الديموغرافي الكبير للمحافظة منذ سنين طويلة كون أن مساحتها الكبيرة ومنذ مئات السنين أفرز تباينًا في السكان أثر على السلوك الجماعي الأمر الذي جعل من بعض العادات والأعراف أمرًا مهما لا يمكن تجاهله على مستوى المجتمع . التوسع العمراني جعل المقابر تتوسط المساكن (اليوم) وأضاف أمين محافظة الأحساء المهندس فهد بن محمد الجبير ردًا على ما نشرته «اليوم» حول أوضاع المقابر في المحافظة في أعدادها الصادرة بتاريخ 18/12/1432ه و23/12/1431ه و 24/12/1431ه و 26/12/1431ه ،إ ن أهالي القرى مثلًا لا يدفنون موتاهم في مقابر المدن والعكس كذلك ، كما أن أهالي كل قرية لايقبلون دفن أمواتهم في القرى المجاورة لهم وكذلك بعض المقابر (أوقاف) وبعضها عائد للأمانة الأمر الذي يجعل من التعامل مع المقابر في الأحساء يحتاج إلى دراية ببعض الخصوصيات التي قد لا تكون موجودة في سائر مدن ومحافظات المملكة، منوهًا بأن الأمانة قامت بتسوير حوالي 21مقبرة خلال السنوات الخمس الأخيرة. وحول تعديلات حدود المقابر قال إن بعض المقابر مواقع قديمة جدًا وغير منتظمة الحدود والأضلاع وكانت سابقًا بعيدة عن النمو العمراني ولم تكن ملاصقة لمبان سكنية كما هي الحال الآن، ولكن بعد التمدد العمراني الكبير الذي حصل في الأربعين سنة الماضية أصبحت تلك المقابر وسط الأحياء السكنية وتتعارض مع الشوارع المحيطة وتشكل عائقًا لاستمرارية الطرق الرئيسية الناقلة الأمر الذي يستوجب بالضرورة تعديل وتهذيب حدودها كي تتواؤم مع خطوط التنظيم المحيطة بها للصالح العام ولا يتم ذلك إلا بعد استيفاء الدراسات التخطيطية اللازمة لها ولا يكون ذلك إلا في أضيق الحدود وحسب ما تمليه الضرورة ليتناسب مع المعايير التخطيطية ولتتألف هذه المقابر مع النسيج العمراني المحيط بها. ولفت إلى وجود بعض الأراضي الفضاء والتي قامت الأمانة بتسويرها منذ سنين وهي ليست بمقابر مثل أرض القوع والتي ذكرت بأنها مقبرة بعدد «اليوم» رقم 13676بتاريخ 18/12/1431ه وأن الأمانة اقتطعت جزءًا منها، ولكن هذا الموقع لم يكن مقبرة بل كان سابقًا تابعًا لسوق الأربعاء بالمبرز ولم يكن مسورًا، ولكن بعد انتقال السوق إلى موقعه الحالي في (حي المجابل) قبل حوالي عشرين سنة قامت الأمانة بتسوير الموقع القديم، ولم يثبت لدى الأمانة حتى تاريخه بوجود قبور في الموقع حيث لا توجد سجلات لتصاريح دفن في الموقع المذكور أسوة بباقي المقابر ويعتبر الموقع ضمن مرافق الأمانة والتي تخضع لأنظمة وزارة الشئون البلدية والقروية فقط وبالتالي لايستوجب التعديل عليها أخذ إذن أي جهة أخرى. وأضاف الجبير تقوم الأمانة في العمل على تسوير المقابر حسب برنامج يعتمد على الحاجة الفعلية وأولوية التسوير إضافة إلى المشاريع المستقبلية للمقابر وقد عمدت الأمانة في السنوات الأخيرة إلى اعتماد تسوير للمقابر سنويًا حيث يتم كل سنة ترسية عدد من الأسوار الجديدة حسب الاعتمادات المالية المخصصة بالميزانية، وتكون أولوية التسوير للمقابر التي لايزال الدفن جاريًا بها أو أنها تقع على شوارع رئيسية وتعتمد الأمانة في السنوات الأخيرة نماذج أسوار موحدة من الخرسانة المسبقة الصب ذات جودة عالية بمظهر معماري مميز. وأكد بأن الأمانة لن تألوا جهدًا في سبيل تعديل أوضاع جميع المرافق التي تتعارض مع معايير التخطيط العمراني أو تشكل عائقًا أمام الحركة المرورية والاستخدام اليومي للطرق ولاتتوافق مع معطيات المخطط الهيكلي المعتمد حيث يعد ذلك مطلبًا أساسيًا في التنمية المستدامة التي تتبناها الوزارة، كما يعد ذلك من أولويات المهام والمسئوليات التي تقوم بها الأمانة ومن صميم مسئولياتها.