في مثل هذا اليوم ومنذ ثلاثة وسبعين عاما كان للملك عبدالعزيز - رحمه الله - وقفة مع التاريخ عندما اعلن توحيد اجزاء بلاد الحرمين الشريفين وتسميتها المملكة العربية السعودية. وكون هذه الملحمة البطولية استمرت حوالي اثنين وثلاثين عاما تمكن فيها - رحمه الله - من جمع قلوب ابناء هذه البلاد على هدف نبيل حتى طرزوا هذه الملحمة في صفائح التاريخ بمداد من ذهب،، شهادة للتاريخ تتعلمها وتتدارسها الاجيال الحاضرة والقادمة عرفانا بجهود هذا البطل الذي جعل أجزاء وأصقاع هذه البلاد وحدة واحدة قلبا وقالبا. لعلي هنا استعرض مقتطفات من اقوال الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى التي تؤكد عبقرية ونظرة هذا البطل فيقول في احدى المناسبات (انا ادعو لدين الاسلام، ولنشره بين الاقوام، وانا داعية لعقيدة السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) لم يتحدث غفر الله له عن الدنيا وعن الثروات وعن المجد الذي حققه، لم يستعرض أهدافا زائفة بل كان همه الأكبر الدعوة لدين الإسلام وتطبيق الشريعة. ويؤكد هذا في مناسبة أخرى بقوله: (انا ترعرعت في البادية، فلا اعرف اصول الكلام وتزويقه. ولكن اعرف الحقيقة عارية من كل تزويق. إن فخرنا وعزنا بالاسلام). أنعم بها من عزة يا بن سعود ولعل في مشورته لشعبه ورجاله الأبطال الافذاذ الذين وحدوا فقه هذه البلاد وخير معين له بعد توفيق الله عز وجل ويؤكد ذلك بقوله (المشورة لها اساس وهو النصح بالتزام الحق، ولها مزية ورونق، تحصل بهما الفائدة، اما السير على غير مشورة فهو مجلبة للنقص، مجلبة للهوى، ونحن نريد المشورة ان تجمع بين السنة وبين ما أمرنا الله به). ان اليوم الوطني للمملكة ليس يوما كسائر الأيام نعده كما نعدها انما هو يوم يشهد به التاريخ موثقا فيه البطولات والانجازات والتضحيات التي قام بها المؤسس والموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود لتوحيد هذه البلاد وتأسيسها. ان هذا اليوم يوم عز وفخر بظهور هذا البطل ليلملم الشمل ويقيم الأركان، ويجسد وحدة الشعب التي لم تأت بسهولة. فقد قدم ورجاله أعظم وأنبل وأسمى التضحيات واروع الملاحم والبطولات حتى استتب الامن واندحر الظلم والجهل. ان ما تشهده مملكتنا اليوم من انجازات حضارية وتنموية لشاهد على عظم وطيب الغرس الذي زرعه المؤسس رحمه الله وقام عليه ابناؤه البررة من بعده وهذا العهد الذي نعيشه عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه تجلت فيه كل الانجازات الحضارية والتنموية التي ستظل شاهدا بعون الله على مر التاريخ. حفظ الله مليكنا وولي عهده وسمو النائب الثاني ومن مجد الى مجد يا وطني... يا وطن الشموخ. * مدير التربية والتعليم في محافظة وادي الدواسر