بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان المبارك داعين المولى عز وجل أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام ، وأن نكون من عتقائه ، والمشمولين برحمته تعالى ، ثم استقبلنا أول أعيادنا عيد الفطر المبارك الذي يحرم صيامه ، والمسمى بيوم الجائزة التي يمنحها الله تعالى لعباده المؤمنين ، والحمد لله أننا فرحنا فيه بالفرح الذي يتماشى مع منهج ديننا الحنيف ، ومن أبرز معالم الفرح في ذلك اليوم الفطر ، وهو اليوم الذي رخص فيه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لإظهار السرور وتأكيده بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح ، فقد رُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها والنبي صلى الله عليه وسلم عندها في يوم فطر أو أضحى ، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : أمزمار الشيطان عند رسول الله ! فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( دَعْهما يا أبا بكر ، فإن لكل قوم عيدًا ، وإن عيدنا هذا اليوم ) وهو من الفرص التي سخرها المولى لعباده ليستثمروها في بر الوالدين وصلة الأرحام ، وإصلاح ذات البين ، وإزالة ما زرعه الشيطان في قلوب المتخاصمين والمتنازعين من حواجز البغضاء والفتن ، وإكرام الجار بمبادلة الزيارة والمعايدة والتهنئة وغيرها من مظاهر الفرح التي لا تخفى على أحد ، ولا يكاد ينقضي فرحنا بالعيد هذا العام حتى هلت علينا ذكرى غالية على نفوسنا نفتخر بها وبمن كان السبب في وجودها في حياتنا ذلك البطل المقدام طيب الله ثراه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي تمكن بكرمٍ وبفضل من الله تعالى ، وبنظرته الثاقبة وحكمته وشجاعته ، ورجاله الأوفياء أن يستعيد ملك أجداده وآبائه بعد ملحمة من الكفاح والجهاد استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً قضى خلالها على الفتن ، ووحد أرجاء البلاد المترامية الأطراف تحت مسمى ( المملكة العربية السعودية ) وكان ذلك في الأول من الميزان لعام 1309ه / ش الموافق ليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه المقابل لليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932م كدولة تستظل براية التوحيد ، وتستمد نهجها في كل أمورها من نبع الشريعة الإسلامية المرتكزة على كتاب الله وسنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فالحمد لله على ما أنعم به على هذه البلاد من أمن وأمان واستقرار برعاية كريمة من قبل هذه العائلة الطيبة العرق ، فهذا اليوم عزيز على قلب كل مواطن سعودي نحتفل فيه بالانتصار العظيم الذي تكرم به المولى تبارك وتعالى على عبده الهمام عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمة الله برفع راية التوحيد خفاقة على ثرى هذه الأرض المباركة الطاهرة ، فأجمل التهاني أبعث شذاها لولاة أمرنا ، داعياً المولى أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وسمو ولي عهده ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وان يحقق لهم ما يسعون إليه لخدمة الإسلام والمسلمين من أقوال الملك عبد العزيز رحمة الله : أنا أدعو لدين الإسلام ، ولنشره بين الأقوام ، وأنا داعية لعقيدة السلف الصالح ، وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أنا ترعرعت في البادية فلا أعرف أصول الكلام و تزويقه ، ولكن أعرف الحقيقة عارية من كل تزويق ، إن فخرنا وعزنا بالإسلام . ومن أصدق من الله قيلاً { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا }. ناسوخ / 0500500313