صحيح ان ماحدث في الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولاياتالمتحدة يعد عملا اجراميا مشينا، وقد ادانه العالم بأسره، غير ان ذلك يجب ألا يدفع الرأي العام الامريكي لتصديق مايحاك في الظلام ضد المملكة من انها حاضنة للارهاب وداعمة لرموزه ومنفذي مخططاته، فتلك ادعاءات تروجها وسائل اعلام مغرضة بايحاءات صهيونية ماعادت تخفى على احد لدق اسفين في علاقات الصداقة التاريخية التي تربط الرياض بواشنطن منذ ان بدأ موحد المملكة في رسم خطوطها الواضحة اثناء لقائه التاريخي مع الرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك، فالاحداث الارهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة لايمكن ان تكون مدعاة لتخريب تلك العلاقات الوثيقة بين البلدين الصديقين، فظاهرة الارهاب لادين لها ولا وطن ولا زمان ولا مكان، فان كان منفذو تلك الحوادث الأليمة هم فئة غرر بها من المسلمين، فذلك لايعني ان الاسلام يدعو الى الارهاب او يحض عليه، بل العكس هو الصحيح، وتيار التعصب الذي ساد بين تلك الفئة ساد ايضا بين فئات تدين بديانات اخرى، فسلسلة العمليات الارهابية الكبرى الشهيرة في انحاء متفرقة من العالم ارتكبتها فئات من المتطرفين من ديانات اخرى، غير ان الحاقدين على الاسلام والمسلمين ارادوا ربط تلك الاحداث بالمملكة ليس لتشويه صورة الاسلام والمسلمين الناصعة أمام الرأي العام الامريكي فحسب بل للتأثير المباشر ايضا على العلاقات السعودية الامريكية، ولاشك ان العقلاء من الشعب الامريكي يدركون ابعاد تلك الدعايات الاعلامية الرخيصة ويدركون في الوقت نفسه ان العالم بأسره مدعو لاحتواء ظاهرة الارهاب وتقليم اظافر رموزها، والعمل بشكل دولي جماعي لا فردي على نبذ التعصب والتطرف والغلو ليس من صدور فئة مغرر بها من المسلمين فحسب، بل من صدور الناس اجمعين مسلمين وغير مسلمين، وهجمات سبتمبر وغيرها من الهجمات الارهابية تعطي مؤشرا لكافة دول العالم للبدء عمليا بنبذ تلك الوسائل وايجاد الحلول الكفيلة بالتخلص منها قبل اتساع دائرتها في بقاع عديدة من هذه المعمورة.