وصف قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" ازهاق ارواح الابرياء وتدمير الممتلكات في الحادي عشر من سبتمبر من السنة الفائتة بالاحداث الاجرامية في تضاعيف الرسالة الخطية التي بعثها لفخامة الرئيس الامريكي في الذكرى الاولى لمرور تلك الاحداث الاليمة هو وصف يطابق ما وقع تماما، فمنفذو تلك العمليات الشنيعة انما ارادوا زرع مساحات شاسعة من الكراهية والحقد والضغائن والبغضاء بين الامم وخلق مساحات اخرى من التأزم بين حضارات الشعوب واديانها وثقافاتها واشعال فتن خطيرة لا يعلم الا الله مدى انعكاساتها وافرازاتها على الامدين القريب والبعيد، وتلك عمليات بكل تفاصيلها وجزئياتها تمثل احداثا اجرامية لا تنحصر اضرارها داخل الولاياتالمتحدة فحسب، بل تمتد آثارها الى دول العالم كلها، فتداعيات تلك الاحداث اسفرت عن حملات تشكيكية لزعزعة علاقات الصداقة القائمة بين الرياض وواشنطن، غير ان الاصغاء لصوت العقل اعاد تلك الحملات الى نحور اصحابها، فالعلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين لا يمكن ان تنفصم في اعقاب تلك الاحداث الدامية فهي قائمة منذ ان وضع مؤسس المملكة من خلال لقائه التاريخي مع الرئيس الامريكي روزفلت وقتذاك قواعدها واساساتها على مبادىء راسخة وثابتة غير قابلة للاهتزاز عند الملمات والازمات، فتلك الاحداث تمثل في جوهرها تحديا لن يزيد تلك العلاقات الا نموا ورسوخا وتأصيلا، فالبلدان يعملان معا الى جانب المجتمع الدولي بأسره لمكافحة ظاهرة الارهاب، فهي آفة لا وطن لها ولا جنسية ولا دين، فاذا كانت الولاياتالمتحدة لم تسلم من اخطبوطها الاجرامي فان المملكة عانت من ويلاتها الامرين ضمن عمليات اجرامية سافرة وقعت في كبريات مقدساتها ومدنها، وكانت الدولة الاولى التي نادت بأعلى صوت بأهمية قيام تحالف دولي واسع لوضع الاستراتيجية العالمية الجماعية المناسبة لمكافحة تلك الظاهرة واحتواء مخاطرها الجسيمة على كافة المجتمعات البشرية، وتدرك الولاياتالمتحدة تمام الادراك وهي تضطلع بدور ريادي لمكافحة الارهاب ان المملكة وكافة دول العالم المحبة للحرية والامن والسلام تدعم مختلف خطواتها الواثقة نحو استئصال تلك الآفة، وسوف يأتي ذلك اليوم الموعود الذي تزول فيه هواجس الرعب المخيمة على نفوس البشرية ويحل محلها الشعور بالامان والامن والاطمئنان حتى تتمكن شعوب العالم ودوله من التفرغ الكامل لصناعة مستقبلها الافضل وحمايته من عبث العابثين والحاقدين والمخربين والارهابيين.