ضيفنا هذا الخميس هو الاستاذ ثامر محمد الميمان.. أمضى عشرات السنين في مشواره الصحفي وأعطى الصحافة كل وقته وأعطته مساحة عامود يومي للكتابة في الصفحة الاخيرة. هو من الكتاب القلائل جدا الذين هم متمسكون حتى الآن بالكتابة باللهجة العامية, وبعد انتقاد الكثيرين له ولأمثاله يعلل الميمان تمسكه بكتابته باللهجة العامية لانها الأسرع للوصول لقلب القارىء والمواطن الذي يتحدث بهذه اللهجة. وايضا ضيفنا شاعر بالعامية وعلى حسب قوله في لقائنا هذا ان كتاباته اليومية اصبحت جاهزة لأن تحول الى مسلسل رمضاني.. ولكن لن يذهب هو لعرضها على منتجين وسينتظر قدومهم اليه, وبعد خدمة عشرات السنين في الصحافة, وصل ضيفنا الى مرتبة رئيس تحرير ولكن في مجلة (الخطوط العربية السعودية) وليس عبر صحفنا اليومية. أحاسيس القراء @ انتهجت في كتاباتك اللهجة العامية وافرطت في ذلك.. فهل ترى ان هذه الطريقة مجدية للكتابة الصحفية اليومية.. وهل سبقك احد من الصحفيين العرب الى هذا النهج؟ * اما العامية التي اكتب بها احيانا فهي الاقرب الى حس الناس ومن خلالها يمكن ترجمة اوجاعهم واحاسيسهم بل هي القادرة على توظيف المفردة كما يتناولها الكثير. اقرأ فكرة لأحمد رجب في صحيفة (الأخبار) المصرية وانظر الى امتدادها التاريخي ومدى تمسك القارئ بها. قلوب الناس @ البعض يرى ان العامية سفسطة لا مبرر لها وان ذلك استهانة بقدرات قاريء متخصص؟ * من يرى ان العامية سفسطة لا مبرر لها فهذا رأيه الشخصي.. المهم هو مدى القبول لدى القارئ. وفي زاويتي (رزقي على الله) اكتب بالعامية التي مهدت لي طريقا رائعا، الى قلوب الناس والحمد لله قبل بها القارئ. الكلمات المتفجرة @ ايضا انت تكتب الشعر بالعامية النبطية وقد يكون ذلك مقبولا ولكنك تتطرق الى مواضيع محرجة لك ولرئيس التحرير وهذا ما حدث في مجلة الاعلام والاتصالات مع الدكتور عبدالله مناع.. كيف ترى استمرارك بنفس النهج؟ * اكتب القصيدة التي منبعها القلب والايمان بالقضية.. والقصيدة يا اخي تأتي اليك ولا تذهب اليها. وانا مستمر في هذا. انا لا احاور القصيدة بل هي تحاور الحدث او الموقف وتأتي اليك الكلمات متفجرة غاضبة ساخطة وما عليك إلا توظيفها كما ارادت ان تتمرد. وهكذا كانت القصيدة محرجة يوما من الايام.. فدرجة وضوحها كانت عالية ونقلت الناس الى مكان وموقع الحدث. الحظ السيىء @ سبق ان رشحت من قبل اعضاء مؤسسة صحفية لرئاسة تحريرها ومن ثم سحبوا الترشيح في اليوم التالي.. لماذا.. وهل ترى انك تصلح لادارة صحيفة؟ * انا اقدم من كثير من رؤساء التحرير الحاليين وربما اقدر على قيادة صحيفة وسبق ان رشحت لرئاسة تحرير اكثر من صحيفة. لكنهم في النهاية ينظرون الى الجانب التجاري وانا غير مربح تجاريا. يخشون من قلمي.. وقلمي هو صوت بلادي وناسي وقناعاتي. وما اشرعته يوما في وجه وطني. مجالس الادارة هي التي تجتمع وتقرر وعندما تعرض عليهم الاسماء تختلط الامور والمصالح وصلات القربى. انا صحفي.. ويا اخ فيصل تعلم على يدي الكثير وسبقت الكثير من رؤساء التحرير الى مواقع القيادة الصحفية لكنه الحظ احيانا. كاتب جريء @ كتب عنك محمد عبدالواحد ذات مرة وقال انك شاعر متميز وكاتب جريء ولكن اسلوبك العامي يفسد الكثير من صفاتك القيمة؟ * كيف يكتب عني انني متميز وكاتب جريء وقد وصلت الى هذا التقييم الشخصي خلال كتاباتي العامية؟ اسألوه.. وليدلني على الصفات القيمة التي اسقطتها عاميتي. زميلي بريء @ علي حسون اعترض ذات مرة على ترشيحك لرئاسة تحرير (البلاد) ترى ما الاسباب لذلك.. بينما انت لم تعترض حتى هذه اللحظة على ترشيحه لرئاسة التحرير؟ * علي حسون صديق وزميل ولا اذكر انه اعترض ذات مرة على ترشيحي لرئاسة التحرير. هو بريء مما نسب اليه ضدي. ألف.. باء الكتابة @ قلت ذات مرة انك تكتب بلغة تحاول ان تصل بها للناس. أليس من الانسب ان ترفع ايضا الناس لغويا؟ * الناس لغتهم يا اخي هي معايشاتهم. وبلغتينا العامية والفصحى وصلت اليهم وتحدثت عنهم ومازلت وليس دوري تعليمهم الف باء الكتابة او الكلام ان اضع نفسي حيث يعانون وانقل مفرداتهم كما هي حتى لا تضيع وحدة الكلام او المعاناة في دهاليز لعل وعسى وريثما. هم موجودون في داخلي دون ان يستأذنوا قلبي او عقلي. الا انني اعيش في الشارع والمنزل والمكتب وهم هكذا موزعون. استمع اليهم.. احاورهم اشاركهم.. اطلب المزيد من الايضاح واخلص الى نهاية مكتوبة يجدون انفسهم فيها. مساحة من الحوار @ تركت صحيفة (الوطن) بعد خلاف حول المكان الذي اخترته انت لنشر كتاباتك ورفضوه هم وهو الصفحة الاخيرة.. فهل انت قادر على احتلال هذا المكان بدلا من صالح الشيحي.. وهل برأيك يهم موقع الكتابة؟ * لم اترك جريدة الوطن لخلاف على مكان زاويتي ولم اناقشهم في ذلك ابدا واسألوا الاستاذ قينان الغامدي.. كان الخلاف بسيطا جدا وهو مساحة من الحوار والاتصال مع من يجيز الموضوعات. واريد شخصا اكثر مني ثقافة ومعرفة بالعمل الصحفي ليجيز موضوعاتي وهذا لا يقلل من شأن من كانوا موجودين آنذاك. لكن ليس من المعقول ان يجيز موضوعاتي صحفي رياضي مثلا هكذا كان الخلاف؟؟. اما سؤالك هل انا اقدر من صالح الشيحي فالاستاذ صالح له طريقته وقدرته. واسألوه هل هو اقدر من ثامر الميمان؟ لم أشترط الأخيرة @ غالبا القارىء يبحث عن كاتبه المفضل حتى ولو كان في الاعلانات المبوبة او صفحة الوفيات.. فلماذا انت تصر على ان يكون اسمك في الاولى او الاخيرة؟ * من قال لك انني اصر على ان يكون اسمي في الاولى او الاخيرة؟؟ لم يحدث هذا وانت صحفي اتصل واسأل.. انا لم اشترط مكانا في اي صحيفة. ثم يضعونني وفق تقديرهم للكاتب. طموحي في تصاعد @ عينت اخيرا رئيس تحرير (عالم السعودية) وهي بطبيعتها محدودة الانتشار والقراء.. فهل فقدت الامل في رئاسة تحرير صحيفة يومية.. وهل الان توقف طموحك على هذا؟ * تعييني رئيس تحرير مجلة (عالم السعودية) جاء بقرار من معالي المدير العام وهذا شأن داخلي في المؤسسة وانا موظف في الخطوط السعودية وبصراحة فقد اضفت اليها وطموحي في تصاعد دائما والحمد لله. لم أتمن ذلك @ ما رأيك في رؤساء التحرير الحاليين وهل كنت تتمنى أن تكون بدلا من واحد منهم ومن هو؟ * رؤساء التحرير الحاليون جاءوا بترشيح من مؤسساتهم الصحفية وبموافقة من وزارة الاعلام ولم اتمن ان اكون واحدا منهم لكنني بكل صدق وامانة افضل واقدر من بعضهم في العلم الصحفي. الإذاعة والتليفزيون @ كان لك تعاون مع الاذاعة والتليفزيون ثم اختفى هذا التعاون فجأة هل سبب هذا الانقطاع الاجر البخس الذي تدفعه الاذاعة؟ * الاسباب المادية ليست سببا في وقوف التعاون مع الاذاعة انما ظروف عملي ودراستي ومسئولياتي الاسرية.. بمعنى أنه لدي ما أشغلني عن استمرار هذا التعاون. هؤلاء غافلون @ من ضمن مشاريعك المستقبلية انك تعد لكتابة مسلسل تليفزيوني سيبث في شهر رمضان المبارك.. ما صحة ذلك؟ * ما كتبته في زاويتي (رزقي على الله) يكفي لاشباع عشرات الحلقات الدرامية والكوميدية لكنهم غافلون عني وانا لن اطرق ابوابهم بحثا عن لقمة عيش سأطرقها ان وجدت تجاوبا بحثا عن لقمة مسموعة او مشاهدة حقيقية وربما يرى النور قريبا بعضها. مستوى الكتاب @ كيف ترى مستوى الكتاب في صحفنا المحلية.. والمواضيع التي يتطرقون اليها؟ * كتابنا كثر وبعضهم كغثاء السيل والبعض لملء الفراغ والبعض مرغمون عليهم فهم يبسطون سلطتهم حتى على التحرير في الجريدة.. والاغرب انهم يأخذون مكافآت.. هم كثيرون في عكاظ والمدينة بشكل غير معقول وبعضهم لجأ الى مهاجمة الآخر رغبة في الظهور فبالله عليك ما الذي نستفيده من كتابة كاتب مثل سامي خميس وقس على هذا. لا علاقة لي بالانترنت @ ما علاقتك بالشبكة العنكبوتية (الإنترنت)..وهل حاولت ان تكتب فيها مالا تستطيع كتابته على ورق الجرائد؟ * لا علاقة لي بالانترنت الا بما يتصدق علي به بعض المهتمين به، انا راسي والكتاب!! @ كيف ترى ولادة هيئة الصحفيين وهل تقدمت بطلب العضوية بها؟ هيئة الصحفيين * ولادة هيئة الصحفيين جاءت متأخرة لقد طالبت وكتبت عن هذا قبل خمس سنوات وفي زاويتي (رزقي على الله)، لكنني اتمنى ان تسرع الخطى وان تضع بين أيدينا نظاما او نتائج في القريب العاجل. ضعف المكافآت @ مارأيك في نشاط الصحافيات في صحفنا.. وهل تتوقع أن هناك حاجزا بينهن وبين الصحافة للإبداع بها؟ * صحفياتنا كثيرات ومنهن الموهوبات لكنهن مهضومات الحقوق في كل الصحف المحلية ويشكون دائما من ضعف المكافآت وقلة الاهتمام بهن لكن قضية الابداع موضوع آخر والحقيقة أن بينهن الشاعرة والقاصة والصحفية. الكتابة والإقالة @ سميت زاويتك (رزقي على الله).. فهل هذا يعني أنك متقبل الإقالة في أي وقت؟ * سميت زاويتي (رزقي على الله) وقد سبقني الى هذا الاسم الاستاذ احمد عسيري الاديب والكاتب والصحفي، ثم تركها فترة من الزمان فأحييت هذه الزاوية ورعيتها واصبحت معروفا بها، وهذا اعتراف بأن (رزقي على الله) كانت عمودا او زاوية لأخي الاديب احمد عسيري ورثتها عنه، اما الكتابة والاقالة فهما متلازمتان. عملة نادرة @ كيف ترى القاعدة المعلوماتية والثقافية التي يمتلكها الصحافي السعودي.. وكيفية تعامله مع هموم المواطن؟ * لدينا كم هائل من الصحفيين والصحفيات لكن اغلبهم فقير في قاعدة المعلوماتية يكتفون بما يتوافر من معلومات سطحية واحيانا لا يرجعون الى المصدر كما ان ثقافتهم قد توقفت عند قراءة الجريدة اليومية، ولدينا اقلام رائعة تتعامل مع هموم الوطن وتعيش افراحه واتعابه وإن كانوا قلة الا انهم استطاعوا بحرفة تجاوز محاذير الرقيب الذي مازال يعتقد اننا في عزلة رغم معرفته بالانفتاح الكبير في فضاءات الكرة الارضية وان المعلومة اصبحت تحوم فوق رؤوسنا من خلال شبكة المعلومات والاتصالات الشاسعة المساحة، ولدينا صحفيون هامشيون جدا اكتفوا بمهمة (المخبر) فلا تتجاوز اجتهاداتهم جمع الاخبار ببساطة وطرحها كما هي، اما الصحفي المحترف فهو عملة نادرة في صحافتنا يصعب العثور عليه لكنه موجود. انكماش وضمور @ الحركة النقدية في المملكة.. هل تمر اليوم بحالة انكماش وضمور؟ * الحركة النقدية في بلادنا (مكانك سر).. المتبحرون في المعرفة اكتفوا بثرثرة الحديث وتقديم مخزونهم من القراءات وفرضه على قارىء بسيط يبحث عن الحقيقة حسب قدراته، نشطت الحركة النقدية يوم ان كان الصراع بين الحداثة والتقليد او الحداثيين وقدامى الثقافة.. نشطت الحركة ثم نامت بعد ان تحولت الى صراع بين الخصوصيات ونسوا القضية وهي رغبتنا في امداد الاجيال بسيل من المعرفة والثقافة وتسهيل مهمة الحصول على الثقافة دون الانكفاء على مفردات اللغة التي يعجز عن فك طلاسمها حتى المثقف، اعود فأقول: نعم تمر الحركة النقدية في المملكة بحالة انكماش وضمور وربما هذا بسبب غياب القناعة بحاجتنا للنقد من اجل البناء. سبل الاستفادة @ تفتقر بيئتنا في المملكة الى نقد متخصص.. هل تؤيدون هذا القول؟ * إن الناقد المتخصص نحن نفتقده وهم بعدد أصابع يديك لكنهم موسميون في مشاركتهم ولا تعرف لماذا؟ يخرجون في المواسم واذا بنا امام حملة من التشهير لا طائل لها، ثم يدور العراك حول كلمة (هايفة) فتضيع كل سبل الاستفادة. صحافتنا بخير @ من خلال تجربتك الصحفية.. ما العوامل الرئيسية التي يمكن بها تطوير وتحديث الصحافة السعودية والنهوض بها لتواكب الصحافة العربية والعالمية؟ * صحافتنا مهنيا بخير قياسا بمرحلة سابقة سيطر فيها الخوف والحذر على كل شيء فقد مررنا بفترة اعلامية قاسية بالغت فيها الجهات في التحذير والتنبيه والتهديد وحولت كل الامكانيات المتاحة الى خطوط حمراء، اما اليوم فنحن نرى ونسمع ونقرأ بحرية ونكتب دون خوف طالما اقمنا قواعد الاحترام وادب الحوار، اليوم ترى اقلاما تكتب ما كان عيبا او ممنوعا ان يكتب في كل الصحف، وهذا شيء جيد طالما حفظنا للوطن كرامته واحترامه واحترمنا قيادتنا، ان تحديث الصحافة لا يعني تحديث المكائن فقط والمكاتب بل يعني تحديث الفكر من خلال الدورات الصحفية المتخصصة والتدريب والاطلاع والقراءة وفتح آفاق المعرفة واعطاء الكاتب والصحفي حقه في أن يقول (لا) كما يقول (نعم) واطلاقه في ميدان عمله وتسهيل مهماته، هذا المنح هو الذي يقدم لنا صحفيا ناجحا او كاتبا ناجحا، ولا قياس بين صحافتنا والصحافة العالمية فنحن مختلفون معهم فيما يطرحونه دون حياء او خوف ولدينا محاذيرنا من الدين والعرف ولا يمكن ان تكون صفحاتنا مثلهم. لكننا بأمانة نتطور ببطء. التخلف @ يقال ان ثقافتنا العربية متخلفة عن اللحاق بما حققته بعض الثقافات العالمية.. إلى أي مدى يصح هذا القول؟ * ثقافتنا العربية ليست متخلفة ولدينا رصيد من المبدعين أمثال نجيب محفوظ وغيره والذي حصل على جائزة نوبل في الادب، ثقافتنا ليست متخلفة وانما مجتمعنا فيه الكثير من التخلف ولكن ينبغي ان تنزل ثقافاتنا الى ارض الواقع، وليس صحيحا أن ثقافتنا متخلفة عن اللحاق بما حققته بعض الثقافات العالمية، نحن نحاول واذا ماتغيرت بعض المفاهيم والأنظمة القديمة فستصحو على عالم عربي مثقف جديد وجدير بالاحترام. @ ما رأيك في هؤلاء: عبدالله الجفري و محمد العلي وعبدالله باجبير ونجيب الزامل ومحمد صلاح الدين. * عبدالله الجفري..كاتب وجداني رفيع، لكنه يكرر نفسه احيانا. * محمد العلي.. علمه البحر كيف يغوص الى أعماقنا بأدبه الجم وخلقه وموروثه الكبير من الثقافة، محمد العلي صورة ناطقة في صحافتنا.. سيظل في ذاكرة الكبار والأرض والإنسان هنا. - عبدالله باجبير.. كاتب دولي احيانا.. قهوته مرة وقليلا ما يزداد حلاها. o نجيب الزامل.. أظلمه لو كتبت عنه فأنا لا أقرأ له كثيرا. o محمد صلاح الدين.. أقترح عليه أن يرتاح ولو لمدة عام من الكتابة والقراءة. محمد صلاح الدين - عبدالله باجبير محمد عبدالواحد - عبدالله الجفري