الانهيارات العصبية التحولية هي كما يحددها العالم النفسي سترينج، أعراض ترجع الى عوامل نفسية محضة, وليس لها أي سبب عضوي.. واذا كان عند المريض أحيانا استعداد عضوي, يبرز على شكل ضعف او اصابة في احد أعضائه فان ذلك لا يعتبر سببا واضحا او مبررا كافيا للاضطراب العصبي. لكن حالة الضعف هذه تجذب اليها انتباه المريض, وتصبح اضعف النقط وأقلها مقاومة, فالمريض بالعمى الهيستيري مثلا لا يستطيع ان يرى شيئا ولكنه مع ذلك لا يشكو مرضا او خللا في عينيه او في اعصابه او في مراكز الابصار وكذلك أمر المصاب بالشلل الهستيري فهو لا يعاني خللا او عطبا او ضعف عطب او ضعفا عضويا في العضلات والأعصاب هو فوق ذلك قادر في أثناء نومه على تحريك الجزء الذي يفترض انه مشلول. الانهيار العصبي التحولي في اعتبار سترينج, هو مجموع الأعراض الانهيارية سواء توقفت فيها الوظيفة, او الأعضاء عن أداء دورها الفعال, او ظهرت فيها حركة لا إرادية لم تكن معروفة عند المريض قبل اصابته بالانهيار. أما اذا تحول القلق الى أعراض جسمية فان هذا التحول لا يكون في الواقع والحقيقة جسميا بل هو تحول نفسي. ولكن هذه الأعراض الجسمية ما هي إلا رد فعل للقلق, تساهم في خفض التوتر, بعدما تكون قد فشلت كل المحاولات اللاشعورية عند المريض في خفضه وهذا ما يسميه سترينج (الكسب الأولي) الذي يحصل عليه المريض. اما (الكسب الثاني او القانوني) الذي يحصل عليه ايضا فهو ما يحظى به من الاهتمام. وتركيز الانتباه عليه. واستعادة ما كان يفتقده من التعاطف عندما راحت تبدو عليه أعراض التوقف او التعطل العضوي فالكسب الثانوي اذا يعني استمتاع المريض باستدرار شفقة الآخرين. كثيرا ما يتحول القلق والصراع النفسي الى اعراض عضوية او جسمية فيشعر المريض بآلام عضوية مختلفة لا يستطيع ان يفهم لها سببا, ولا يدرك المعنى الكامل او التفسير الواضح لهذه الأعراض. ذلك لأن السبب هنا بات منفصلا عن العرض, فلا يتمكن المصاب ان يربط بين اعراضه وظروفه البيئية التي تولد عنده القلق والصداع النفسي. قد يقوم المريض أحيانا بتصرفات غريبة او يفقد ذاكرته هربا من مواقف نفسية مؤلمة, او اجتذابا لاهتمام الآخرين به ورعايتهم الخاصة له وفي مثل هذه الحالات تكون شخصية المصاب قد انفصلت الى شخصيات متعددة أخرى أدت الى تلك التصرفات الغريبة الشاذة. د. عاصم حامد