التفكك الهستيري حالة مرضية تصيب ذاكرة الانسان بصورة تفقدها انتظام عملها لذلك يعتقد علماء النفس ان حالات التفكك الهستيري ماهي في الواقع الا حالات فقدان الذاكرة حين ينسى المريض نسيانا تاما حقبة معينة من حياته او معظم تاريخ حياته بما تتضمنه من احداث او ظروف يسعى الى استبعادها من ذاكرته لما تسببه له من صراعات وما تستثيره من قلق مر عليه الزمن. ليس التفكك الذي يصيب ذاكرة الانسان المصاب بالهستيريا الانفعالية الادراكية سوى ردة فعل تتراوح في شدتها واعتدالها بتراوح حدة الانفعالات الوجدانية المتفاعلة في مخيلة المريض الهستيري والتي تثير في حافظته ذكريات كامنة يرفض استيقاظها ويريد الهرب منها وقد تصل ردة فعل المريض هذه الى حد الاغماء التام في الحالات الحادة التي تشابه نوبات الصرع التي يفقد فيها المصروع فقدانا تاما سيطرته على توازنه العضلي الجسدي. وحالات التفكك الهستيري تجسد بوضوح فقدان الذاكرة من الناحية النفسية الانهيارية التي تختلف عن حالات فقدان الذاكرة الناتجة عن الاصابة بالرأس او ضربة شديدة بالجمجمة فالمريض في الحالة الاولى مثله مثل كل مصاب بالهستيريا انما يلجأ الى فقدان الذاكرة لكون هذا الفقدان عاملا جيدا على خفض توتره الانفعالي من شدة القلق اي ان عامل فقدان الذاكرة الناتج عن الاصابة او الضربة هو عامل جسدي عضوي ولحالات التفكك الهستيري او فقدان الذاكرة الهستيرية اعراض اخرى قد تبدو جانبية او ثانوية كما هو الامر في حالات التجوال في اثناء اليقظة حين يظل المريض يتجول ويتجول دون ان يعرف من هو والى اين يتجه وهو في الحقيقة يهرب في تجواله هذا وما يرافقه من حالة النسيان من دوافع محددة ومعينة فهذا المريض يعاني في اثناء هروبه وتجواله اللا شعوري من حالة تعطل الذاكرة قد توصله الى المعاناة من امراض عضوية موهومة حين يجد نفسه يمشي بغير هدى ويرى جسده يتحرك بغير هدف انه يشعر مثلا بارهاق او بضعف نتيجة لتجواله المتواصل فيقوده ذلك الى توهم امراض تصيبه وتسبب له الضعف. د. فؤاد الكاشف