يبدو ان الساحة الفلسطينية سوف تمور بموجات جديدة من العنف في أعقاب ماتوعدت به اسرائيل باغتيال قادة حركة المقاومة الاسلامية عن بكرة أبيهم، وتهديدها بابعاد عرفات، ردا على تهديدات الحركة في اعقاب محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين بانها سوف تلقن اسرائيل (درسا لن تنساه) وفي ضوء هذه التهديدات المتبادلة بين الطرفين فان خطة خارطة الطريق آيلة للسقوط ان لم تسقط بعد، ويبدو واضحا لكل مراقب ان اعتداءات شارون المتلاحقة على رموز حماس وغيرها من رموز الفصائل الفلسطينية ليس الهدف منها اخماد جذوة الانتفاضة ووقف مسيرتها المتصاعدة، فهذا هدف محكوم عليه بالفشل منذ اعلانه، وانما الاعتداءات السافرة على تلك الرموز تستهدف تحقيق غرضين مشئومين يتمحور الأول في محاولة الاجهاز على مشروع الخطة السلمية الرباعية، والاجهاز عليها سيغدو أكثر سهولة بطبيعة الحال في خضم سقوط السقوف السياسية والأمنية بين الطرفين، ويتمحور الآخر في الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو بند رئيسي من بنود الخارطة التي يبدو أنها سوف تذهب أدراج الرياح ان لم يتدخل المجتمع الدولي ليفعل شيئا أمام تصرفات شارون الهمجية التي يريد بها اشعال المنطقة بأسرها ووضعها على صفيح ساخن، ولاشك في أن المنظومة الدولية لابد أن تتحرك بجدية لتضع حدودا فاصلة وقاطعة لهذا الاستهتار الاسرائيلي المشهود سواء فيما له علاقة بالشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الشأن، أو ما له علاقة بشتى المبادرات السلمية المفضية الى حل دائم وعادل لقضية الشرق الأوسط التي مازالت تزداد تعقيدا وتأزما بمضي الوقت، وآخرها المبادرة الرباعية التي لا يجب الاكتفاء بطرح بنودها على الساحة فحسب، بل بوضع آلية عملية وحاسمة لتحويلها الى حقيقة مشهودة وملموسة على أرض الواقع.