التشكيك في الاهتمام الدولي بتسوية النزاع القائم بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي غير وارد وفقا لما يجري من تحركات سياسية نشطة فالولايات المتحدة ارسلت مندوبا خاصا للمنطقة للاطلاع عن كثب على مجريات الامور بين الطرفين ثم ارسلت وزير خارجيتها للالتقاء مباشرة مع الاطراف المتنازعة. كما ان الزعيم الروسي بدوره مهتم بهذا الشأن، وقد ارسل مبعوثه الخاص للشرق الاوسط للمتابعة والبحث في تطوير خطة خريطة الطريق لتشمل المسارين اللبناني والسوري وليس الفلسطيني وحده، والاتحاد الاوروبي بدوره يولي اهتماما خاصا لهذه المسألة، وقد ارسل مبعوثه لحضور الاجتماع الذي عقدته اللجنة الرباعية للبحث في مصير الخطة، كما ان الفلسطينيين يولون اهمية ملحوظة للخطة ويعقدون الاجتماعات تلو الاجتماعات بين الفصائل والقيادة للبحث عن انجع السبل وامثلها للبدء في تطبيق مشروع الخطة الرباعية، وكافة الدول العربية مهتمة ايضا بما يجري على الساحة، فثمة اتصالات على ارفع المستويات بين رؤساء تلك الدول وبينهم وبين رؤساء الدول الكبرى في العالم، وتنقل تلك الاتصالات في وقتها للقيادة الفلسطينية، فاذا كان التشكيك في تلك الجهود الحثيثة غير وارد فان عدم التوصل الى نتائج مشهودة على ارض الواقع يكمن في صلف اسرائيل وعدم رغبتها في الوصول الى سلام حقيقي مع الفلسطينيين، واكبر دليل على ذلك رفض شارون الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة ورفضه وقف الاغتيالات ورفضه وقف المداهمات والاعتداءات المتلاحقة على المدن والقرى الفلسطينية، ورفضه ازالة المستوطنات الاسرائيلية، وهذا يعني ان الوصول الى افضل الطرق لحلحلة الازمة القائمة بين الطرفين لن يكون متاحا في ضوء هذا التعنت رغم مختلف الجهود المبذولة للوصول الى تسوية، يما يعيد الى الاذهان اهمية استخدام الضغوط السياسية ضد اسرائيل لارغامها على الالتزام بارادة المجتمع الدولي لا سيما من قبل الادارة الامريكية التي تحمل العديد من مفاتيح الضغط المناسبة، وبدون استخدام ورقة الضغط هذه فان الامور سوف تبقى تراوح في مكانها بين تلك التحركات الكثيفة وبين فرض اسرائيل ارادتها ليس على الفلسطينيين فحسب بل على العالم بأسره، وهو امر بالغ الخطورة يستدعي من الاسرة الدولية معالجته بحسم وحزم حتى لا تذوب المبادرة الرباعية السلمية الجديدة وتنصهر في بوتقة المماطلات والالاعيب الاسرائيلية المكشوفة كما هو الحال مع المبادرات السلمية السابقة.