بعد المواجهات الساخنة الاخيرة بين حركة المقاومة الاسلامية واسرائيل اصبح من المتعذر القول بأن خطة خريطة الطريق سوف تمهد لصناعة سلام حقيقي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فمحاولة اغتيال الرنتيسي.. ثم اغتيال احد قادة القسام مع عائلته.. ثم مطالبة حماس برأس شارون تدل على ان العنف والعنف المضاد سوف يأخذان دورة جديدة من الالتهاب لن يكون عاديا هذه المرة بما يؤكد ان مبادرة السلام الرباعية قد تتعرض لهزة عنيفة وانها قد تذهب ادراج الرياح كما ذهبت سلسلة من المبادرات السلمية السابقة، ويبدو واضحا ان عمليات (الثأر) من جانب الفلسطينيين سوف تشتد وتيرتها، وعندما نقف على حقيقة التصعيد الاخير للعنف نجد ان اسرائيل تقف وراءه وتحرض عليه، ذلك ان هدفها من الاغتيالات المتلاحقة في حركات المقاومة هو الاجهاز على خطة خريطة الطريق لان الخطة تدعو الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة، والى عودة اللاجئين، والى الانسحاب الكامل من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة, والى تفكيك المستوطنات، واسرائيل لا تريد بطبيعة الحال الوفاء بتلك الالتزامات، فأرادت ان تقطع الطريق من اوله منعا لاصحاب المبادرة من المضي في صناعة سلام حقيقي بين الطرفين المتنازعين، ووجدت ان اسهل طريقة لذلك هي اشعال فتائل العنف من جديد ليس لرغبتها في ضرب المبادرة السلمية الاخيرة في مقتل فحسب، بل لانها تريد باغتيالاتها تلك خلق مناخ موات لحرب اهلية بين الفلسطينيين، وهم شارون الاول والأخير من كل افاعيله الدموية المتلاحقة هو القضاء على السلطة الفلسطينية، ومن ثم الاجهاز على مشروع دولة فلسطين.. وتلك خطط اتضحت معالمها منذ اليوم الاول لمجيء هذا الدموي الى السلطة الاسرائيلية، فمستقبل السلام انطلاقا من تلك الافاعيل العدوانية اضحى مبهما وغامضا، ولابد لانتشال هذا الوضع من ازمته الخطيرة من تدخل دولي مباشر وفوري لمراقبة الاوضاع عن كثب والتمهيد لتطبيق خطة خريطة الطريق بمراقبة من الدول التي وضعتها مباشرة.