محاولات اسرائيل الناجحة أو الفاشلة لتصفية رموز الانتفاضة الفلسطينية لن تجدي نفعا في اخماد جذوة المقاومة التي يسميها شارون إرهابا، بينما هي حق طبيعي ومشروع أقر من المنظومة الدولية، فالدفاع عن حقوق مسلوبة كما هو الحال مع الشعب الفلسطيني يعد عملا مشروعا، أما كسر مقاومة الفلسطينيين وتصفية قياداتهم وهدم دورهم ونهب أراضيهم فهو الارهاب بعينه رغم أن شارون يسميه دفاعا عن النفس ويحاول اضفاء شرعية زائفة وغير مقبولة على سائر عملياته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ويبدو واضحا للعيان في خضم تلك العمليات الاسرائيلية الهمجية أن شارون وضع نصب عينيه نظرية موغلة في الخطأ هي أن استمرارية اعتداءاته التي يقف على رأس افرازاتها انهيار السقوف السياسية والأمنية هي السبيل الممكن لاجهاض عملية خطة الطريق السلمية، ويبدو بالفعل أن تلك العملية في طريقها الى الاحتضار ان لم تحتضر بعد، والنظرية في أساسها خاطئة ولا تحظى باعجاب شعوب العالم بأسره، كما أنها لا تحظى باعجاب المعتدلين والراغبين في السلام من الاسرائيليين أنفسهم، ولا يخفى أن العمليات الأخيرة ضد رموز حماس سوف تفتح الأبواب على مصاريعها لمزيد من العنف، فلا يعقل أن يبقى الشعب الفلسطيني دون حراك ورموز قياداته يقتلون واحدا تلو الآخر، فكلما صعدت اسرائيل من اعتداءاتها الاجرامية الآثمة على الفلسطينيين جاءت الردود في حجم تلك الاعتداءات، بما يعني أن مسلسل العنف سيظل في دورانه الى أن تكف اسرائيل عن حماقاتها وتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وإرادته في اقامة دولته المستقلة على تراب أرضه الوطني وعاصمتها القدس، وبدون هذا الاعتراف بشكل عملي فان أنهار الدماء من الجانبين سوف تبقى جارية، ولن يعالج الوضع الا بتدخل دولي حاسم يفرض على اسرائيل احترام الشرعية الدولية ويلزمها بايقاف عدوانها على الشعب الفلسطيني اذا كانت الأسرة الدولية جادة بالفعل لحلحلة الأزمة الفلسطينية وتسويتها.