الادانة الفرنسية الاخيرة لسياسة الاغتيال التي تمارسها اسرائيل ضد رموز الفصائل الفلسطينية ووصفها بأنها ضد القانون، والادانة الاخرى التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة لتلك السياسة ليستا الوحيدتين، فقد صدرت ادانات بالجملة من العديد من دول العالم تشجب فيها تلك السياسة وتدينها، حتى اضحت هذه الادانات المتراكمة شبيهة بمناخ دولي عام، ويحق لأي انسان متابع لمجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينية ان يتساءل عن جدوى هذه الادانات، فقد اصبحت مجرد استهلاك اعلامي لايؤخر او يقدم من الأمر شيئا، فاسرائيل تعلم علم اليقين ان سياستها تلك هي المحرك الرئيسي لعمليات ردود الفعل الفلسطينية على استفزازاتها واغتيالاتها واجتياحاتها للمدن والقرى الفلسطينية واعادة احتلالها لكل المناطق التي انسحبت منها، وهذا يعني ان عجلة العنف ستظل دائرة مادامت اسرائيل مصرة على التفاهم مع الفلسطينيين بمفردات لغة القوة، وان مناخ المواجهة هو الذي سيظل سائدا الى زمن غير معلوم، فليس من المنطق في شيء ان تتحول المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال الى ارهاب، وان يتحول العنف الاسرائيلي الى حق مشروع ودفاع عن النفس، وليس من المنطق في شيء ان يتواصل هذا العنف الاسرائيلي دون ردع، فشارون غير عابئ بالادانات والانتقادات سواء كان مصدرها الأممالمتحدة، او كان مصدرها كافة دول العالم المحبة للعدل والحرية واستقلال الشعوب، ويبدو واضحا ازاء موجة العنف المتصاعدة التي تشنها اسرائيل ان الامل اضحى مفقودا في تعديل النهج الشاروني الموغل في الدموية والغطرسة والتطرف، وان تخفيف المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون اضحى بعيد المنال، وازاء ذلك لايتبقى امام الشعب الفلسطيني الا المقاومة، وبقدر تقدير العالم للمواقف المسؤولة التي تقفها المنظومة الدولية وكافة الشعوب مع الحق الفلسطيني الا ان الضرورة تستدعي ان تتحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية خاصة لانقاذ الاوضاع المتدهورة في فلسطين لاسيما انها تتعايش مع قضايا عالقة قد تؤدي سخونتها الى زج منطقة الشرق الاوسط بأكملها في دائرة عنف واسعة وبالغة الخطورة.