عندما تقرر ان تمضي وقتا لمشاهدة التلفاز تمسك بجهاز التحكم عن بعد متنقلا بين محطات العالم العربي من الشرق الى الغرب ومن الخليج للمحيط لعل وعسى ان تجد برنامجا يستحق المشاهدة والمتابعة يضيف لمعلوماتك وتجاربك شيئا جديدا.. فتكون النتيجة مع الاسف لا يوجد رغم التزاحم الشديد والكم الهائل في المحطات العربية. فهذا برنامج يستضيف فنانا او فنانة او مشعوذا ينجم على الهواء ويزعم قراءة الابراج والكف وبرنامج آخر يقدم مسابقات بمعلومات وثقافات غربية وقد تتحفك قناة من القنوات ببرنامج عن سيدة الصيف miss summer او ملكة جمال، علاوة على عرض للاجساد والمفاتن عبر قنوات تخصصت في مجال الاغاني العربية والاجنبية وما الى ذلك من تلويث لبيئة المشاهد. لقد كثر النقاش والجدل لمعرفة نجم نجوم العرب (سوبر ستار العرب) وكان هناك بث مباشر من الدول المعنية واحتفال بفوز تلك الفنانة وكأننا كسبنا قضية من قضايانا العربية العادلة .. للعلم فقط الوطن العربي حل المشاكل الحدودية وبدأ التبادل الاقتصادي والتجاري وتم تسهيل التنقل للمواطن العربي داخل حدود الوطن الكبير والحمد لله لم يبق لنا من التشرذم الا ان نختار السوبر ستار. ان الجهود المبذولة على مستوى العالم لمكافحة تلوث البيئة والحد من انتشاره ووجود جمعيات عالمية متخصصة لذلك جعل البلاد العربية بجميع عواصمها تسعى وتخطط لايجاد بيئة خالية من التلوث ولكن هل الدول العربية ادخلت ضمن قائمة التلوث المزمع تطهيره التلوث المرئي! فان لم يكن فمن يحمي المشاهد العربي مما تحمله القنوات من فكر؟ ومن يتحمل مسئولية الافكار والمبادئ التي تبث لاجيال الغد؟ ألا يجدر بنا كأمة ان نعقد اجتماعات على مستوى رفيع لوضع وصيانة هدف او اهداف لاعلامنا المشاهد وايجاد آلية لتنقية الفكر الدخيل على عادتنا وتقاليدنا؟ واين دور مفكري الامة من ذلك؟ ان الانسان العاقل والمتزن قبل ان يتناول طعامه يعرف مكوناته وكيفية صنعه وماهي المضار والمنافع المترتبة عليه فلماذا نتجاهل غذاء الروح والثقافة والافكار. ان للاعلام المشاهد (الخاص والحكومي) دورا يلعبه لتنشئة الاجيال القادمة وبث الروح فيهم واعادة تأهيل الشباب لمواجهة الاوضاع الراهنة والمستقبلية مستمدا ذلك من الدين والعادات والتقاليد وكذلك للمرأة العربية التي هي الام، والاخت. والزوجة، والبنت دور يجب ان تلعبه ولا يجب ان يختزل دورها في اغاني تتمايل بها وبجسدها امام عدسات التصوير، وكلمة حق تقال يستثنى من ذلك بعض النوافذ الجادة منها التلفزيون السعودي والعماني والشارقة وقناة المجد واقرأ. ختاما.. اتمنى على الجامعة العربية وهي تحاول بلورة اهدافها ودورها في جسد هذه الامة ان لاتنسى ذلك وان تأخذ في عين الاعتبار انتشال اطفال وشباب الوطن العربي (أجيال الغد) من الضياع حفاظا على الهوية والقضية العربية وحتى لا يخرج علينا اطفال مثلهم الأعلى ابطال خرافيون يجدونهم في افلام الكرتون المستوردة او ابطال الفيديو كلب.. (الشق اكبر من الرقعة).