طالب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة الى تجديد الالتزام بالهدنة ووقف إطلاق النار. ودعا عرفات في بيان مكتوب كافة القوى والفصائل والاحزاب إلى تأكيدها على الوحدة الوطنية والتضامن الوطني.. ومن أجل وقف حرب القتل والاغتيالات والتدمير والحصار والتصعيدات العسكرية اليومية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي لافساح المجال أمام الجهود السلمية الدولية لتطبيق خريطة الطريق التي ترفض الحكومة الاسرائيلية الالتزام بها. جاء ذلك في أعقاب غارة شنتها المروحيات الاسرائيلية في قطاع غزة مساء أمس الأول الثلاثاء استهدفت نشطاء من أعضاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس). ونجح النشطاء في الهروب إلا إن الهجوم أسفر عن مقتل فلسطيني مسن وإصابة 25 آخرين. وكان الهجوم هو الثالث الذي تشنه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية خلال خمسة أيام. وعقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء في غزة لمناقشة التصعيد الاخير للعنف في المنطقة. وصرح وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو بأن عباس طلب من مجلس الوزراء إعداد تقرير شامل يلخص إنجازاته في أول مئة يوم له في الحكم. وطلب عباس من أحمد قريع رئيس البرلمان الفلسطيني ترتيب موعد للاجتماع بالمجلس التشريعي الفلسطيني لعرض التقرير. ونفى عمرو تقارير وردت بشأن عزم عباس لقاء ممثلين عن حركتي الجهاد وحماس في غزة لبحث تجديد قرار وقف إطلاق النار. وقطع عباس كافة العلاقات مع الحركتين بعد التفجير الفدائي الذي وقع في القدس الاسبوع الماضي والذي أعلنت حماس والجهاد مسؤوليتهما عنه. وفي رد على العملية جددت إسرائيل سياسة اغتيال النشطاء الفلسطينيين. وأنهت الحركتان الهدنة بعد مقتل أحد قيادي حماس وهو إسماعيل أبو شنب واثنين من حراسه يوم الخميس الماضي. وصرح عبد العزيز الرنتيسي أحد قيادي حماس لوكالة الانباء الالمانية بأن الحركة "ستريق الدماء في إسرائيل" ردا على العدوان المستمر. وأصدرت حماس مساء يوم الاثنين الماضي تحذيرا لاعضائها من تربص الاسرائيليين بهم. وقال الرنتيسي الذي نجا من محاولة لاغتياله في العاشر من حزيران/يوليو إن لديه حارس خاص لمراقبة كافة المكالمات الهاتفية قبل الرد عليها. وعلى جانب آخر أطلق الجيش الاسرائيلي النار على فلسطيني أمس عندما اقترب من موقع عسكري عند مدخل مدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية. وأفادت التقارير الفلسطينية أن الشهيد لم يكن مسلحا ولكنه كان يحمل سكينا لوح به في وجوه الجنود الاسرائيليين. وأعقب الحادث رفع الجيش الاسرائيلي الحصار الذي يفرضه على بيت لحم وأريحا امس بعد أسبوع من إغلاق مدن الضفة الغربية ردا على هجوم القدس. غير أن حواجز الطرق حول مدن أخرى بالضفة الغربية مازالت مغلقة ومازال حظر التجوال ساريا في مدينتي جنين ونابلس في شمال الضفة الغربية. وصرح مصدر بالجيش الاسرائيلي أن قواته عثرت على مخزن للذخيرة والمتفجرات خاص بحركة الجهاد الاسلامي في حي القصبة في مدينة نابلس. وفجر الجيش المبنى بأكمله. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان بأن قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي اقتحمت بعد ظهر امس وسط مدينة رام الله وداهمت مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واعتقلت 15 شخصا. وذكر سكان المنطقة أن أربعة من الفلسطينيين أصيبوا عندما أطلقت القوات الاسرائيلية قنابل الغاز والاعيرة المطاطية على شبان فلسطينيين كانوا تجمعوا وسط المدينة وردوا برشق القوات الاسرائيلية بالحجارة والزجاجات الفارغة. من جهة اخرى أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس انه مستعد للتحرك ضد منظمات فلسطينية اذا أوقفت إسرائيل هجماتها الصاروخية وهجمات أخرى. وقال دون ان يوضح الخطوات التي سيتخذها: انا مستعد لتطبيق القانون ضد النشطين بشرط ان توقف إسرائيل هجماتها. موضحا انه لن يغامر باشعال حرب اهلية فلسطينية. واكد عرفات أنه اصدر اوامره من قبل باعتقال قادة من حماس وحركات اخرى خلال الانتفاضة الفلسطينية المندلعة منذ 35 شهرا ضد الاحتلال الإسرائيلي وانه مستعد لان يفعل ذلك مرة اخرى لكن لن يغامر بردة فعل فلسطينية في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجماتها. الي ذلك قال رئيس المقر السياسي الامني في وزارة الحرب الاسرائيلية عاموس جلعاد: إن إبعاد رئيس السلطة الفلسطينية بات وشيكا إذ يدرك الجميع أن إبعاده ضروري. موضحا أن هذا التطور مسألة وقت وأنه لن يتم التوصل إلى تسوية في وجود عرفات. وقال في مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) نشرت امس إنه يؤيد سياسة الاغتيالات ضد النشطاء الفلسطينيين، وإن أية عملية لا تكون مرتكزة على مقاتلة أولئك الذين وضعوا إفساد عملية السلام هدفا لهم لن تلقى نجاحا. وأضاف إن غالبية عمليات الإحباط (للعمليات قبل وقوعها) تحول دون وقوع أعمال قتل . مشيرا إلى أن الذين يلقون حتفهم هم في أغلب الأحوال مدبرو العمليات أو منفذوها.