تحتل مناطق الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا المركز قبل الأخير عالميا من حيث انتشار إستخدام الإنترنت في أوساط السكان بمعدل انتشار لا يتجاوز 9.2بالمائة ، وهو معدل أقل من متوسط المعدل العالمي الذي يبلغ 10بالمائة. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تشهد معظم أسواق الإتصال بالإنترنت في مناطق الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا نموا متسارعا خلال الأعوام القادمة فإن هذا النمو لن يتوجه إلى الأسواق الأكثر تطورا في دول الخليج فحسب، بل أنه سوف يتركز في مناطق التجمع السكاني على حساب المناطق النائية. ويتفاوت معدل انتشار هذه الخدمات تفاوتا كبيرا بين البلدان العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، خصوصا بين دول الخليج العربي، التي تتمتع بمعدل إنتشار عال نسبيا، وبين دول شمالي أفريقيا وسوريا واليمن، التي تعاني إنخفاض معدل انتشار خدمات الهاتف. وباستثناء بعض الدول التي تتمتع بمستويات عالية من التقدم فإن انتشار الخدمات الهاتفية في المناطق النائية يميل إلى أن يكون أقل بكثير من متوسط الانتشار الوطني. كما أن الدول التي تعاني أقل معدلات الانتشار في المناطق النائية هي نفسها الدول التي تعاني أقل معدلات الانتشار على المستوى الوطني، على الرغم من وجود العديد من الدول التي تتمتع بمعدلات انتشار وطنية عالية نسبيا ولكنها تعاني أيضا من انخفاض شديد يدعو إلى القلق في المناطق النائية. وتتركز تقريبا جميع الخطوط الهاتفية في البلدان العربية التي تعاني تغطية هاتفية منخفضة على مستوى الدولة في المناطق المدنية وتكاد بنى الاتصالات التحتية وخدماتها تكون غير موجودة في المناطق النائية، فإن شركات توفير الاتصالات في تلك الدول تواجه صعوبات جمة عندما تحاول تلبية احتياجات سكان المناطق النائية، وتفتقر بالتالي إلى التمويل اللازم لمعالجة النقص الذي تعاني منه تلك المناطق. أما البلدان التي تتمتع بمعدلات أعلى قليلا من التغطية الهاتفية فهي تتمتع أيضا بمعدلات انتشار عالية لأجهزة الهاتف الثابتة مقارنة بدول المعدلات الوطنية المنخفضة جدا، وعلى الرغم من أن معدلات الانتشار في المناطق النائية لا تزال منخفضة، وفي الوقت الذي تعهد فيه مزودو خدمات الاتصالات في تلك البلدان زيادة نشاطهم بصورة تدعو إلى الاعجاب، خصوصا في السنوات القليلة الماضية، محاولين التغلب على قائمة الانتظار الطويلة للحصول على خطوط هاتفية التي كانت تعانيها بلدانهم. لقد تم فعلاً الانتهاء من إنشاء البنى التحتية اللازمة للوصول الى الإنترنت في معظم أسواق المنطقة الكبرى، سعياً منها الى تعزيز نمو المستخدمين المعتمدين على الاتصال العادي وتقديم تقنيات الاتصال ذي النطاق الموجي الواسع Broadband الجديدة. إن التدخل المباشر من قِبل حكومات المنطقة لتطوير سياسات قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وإرتفاع معدلات انتشار الكمبيوتر الشخصي، وانخفاض أسعار خدمات الإنترنت، كل هذه العوامل ساهمت في زيادة انتشار الإنترنت في المنطقة. كما ازداد توجّه مزوّدي خدمات الإنترنت والاتصالات في المنطقة الى تقنيات الخطوط الهاتفية الرقمية (دي أس أل) DSL المختلفة لإعتقادهم بأنها من بين تقنيات الاتصال ذي النطاق الموجي الواسع وهي الأكثر حظا للانتشار في المنطقة. ويعزى السبب الرئيسي لانخفاض انتشار الإنترنت في المناطق النائية الى الافتقار الى بنى الاتصالات التحتية الملائمة في معظم مجتمعات تلك المناطق، بسبب نظرة القطاع الخاص العامل في مجال تزويد خدمات الإنترنت لها بأنها أسواق غير مربحة اقتصاديا لتدني الأجور وارتفاع معدلات الأمية فيها، وكذلك لعدم وجود مبادرات حكومية تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال توفير خدمات الإنترنت في المناطق النائية.