سجّل تقرير أصدرته «منظمة الأممالمتحدة لدول غرب آسيا» (الإسكوا) أخيراً، حدوث ارتفاع في معدل القراءة والكتابة في معظم بلدان الإسكوا، غير أنّ نصف النساء في المنطقة العربية يعانين من الأمية، التي تصل إلى 65 في المئة في اليمن مثلاً. وأوصى التقرير بزيادة الإنفاق على التعليم عبر تطبيق مفهوم التعلّم مدى الحياة، والتركيز على التعليم والتدريب المخصصين للكبار. كما أوصى باستكمال تحرير قطاعات الاتصالات كافة، وخصوصاً الهاتف الثابت والإنترنت، وإتاحة المنافسة التي تعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى تحقيق انتشار أوسع لتلك الخدمات. حمل التقرير عنوان «الملامح الإقليمية لمجتمع المعلومات في غرب آسيا». وقدّم شرحاً عن حاضر أوضاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة، مع تقويم عن التقدّم في بناء مجتمع المعلومات في المنطقة. وتحدث رئيس إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإسكوا يوسف نصير، عن هذا التقرير، فقال: «إن معظم التوجّهات السائدة في المنطقة تدعو إلى التفاؤل. ويُلاحَظ أن اداء بلدان الإسكوا حاضر أفضل مما كان عليه قبل أربع سنوات. إذ شهدت معدلات انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها ارتفاعاً ملحوظاً، ترافق مع انخفاض في التكاليف، وزيادة في التركيز على بناء قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضاف نصير أن المنطقة شهدت تزايداً في اعتماد تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدماتهما إلكترونياً، ومشاركة أكبر من قِبَل الحكومات والقطاع الخاص في بناء مجتمع المعلومات إقليمياً. وتناول التقرير الاستثمارات الكبيرة التي خصصتها الدول لضمان وصل شبكات الاتصال الإقليمية بالشبكات العالمية بهدف بناء القدرات الالكترونية، وتوفير المحتوى الرقمي العربي وغيرها. وألقى نصير الضوء على التفاوت الكبير القائم في مختلف مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولاحظ انه في حين تتوجه اشتراكات الهاتف الثابت نحو انخفاض طفيف، يواصل استخدام الهاتف المحمول والإنترنت ارتفاعهما بسرعة في معظم بلدان المنطقة. وأضاف: «في الوقت عينه، هناك فجوة واسعة بين البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان ذات الدخل المنخفض في مجال الوصول إلى الإنترنت السريعة عِبر الحزمة العريضة «برودباند» Broad Band Internet. وفي نفسٍ مُشابه، قدّم خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإسكوا رامي الزعتري، رؤيته عن التقرير الذي يقع في 13 فصلاً ويُُعتبر أحد أهم منشورات «الإسكوا» في إطار المتابعة الإقليمية لمقررات «القمة العالمية لمجتمع المعلومات»World Summit on Information Society. وعرض الزعتري بعضاً مما جاء في التقرير، مُشيراً إلى ان قطاع خدمات الهاتف الثابت يُعتبر الأقل تنافسية مثلاً، ويشكل ثروة وطنية في معظم البلدان. وفي المقابل، تعتبر خدمات الهاتف النقال الأكثر ديناميكية وقدرة على المنافسة. إذ حقّق هذا القطاع نمواً ملحوظاً وتخطت نسب انتشاره ال 100 في المئة، داخل عدد من بلدان المنطقة. من جهة أخرى، تشكّل قيمة الاستثمار في شبكة الانترنت ذات الحزمة العريضة «برودباند» 1.1 في المئة من الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد شهرياً في الإمارات، مقابل 35 في المئة في سورية و311 في المئة في اليمن. وفي المقابل، يلاحَظ أنّ معدلات انتشار الإنترنت لا تزال أقل من المتوسط العالمي. وتناول الزعتري مسألة الإنفاق على خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مُلاحِظاً أن البلدان الأقل نمواً (حيث الدخل القومي الإجمالي المنخفض) تنفق أكثر من البلدان الأكثر نمواً لقاء هذه الخدمات. وبحسب الاتحاد الدولي للاتصالات»، تحتل المنطقة العربية المرتبة الثالثة في ارتفاع أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذا قيست كنسبة مئوية من الدخل القومي الإجمالي للفرد شهرياً. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التقرير من الإسكوا استند الى تقارير الملامح الوطنية لمجتمع المعلومات في دول المنطقة، إضافة إلى مراجع خارجية عدّة. ويمكن الاطلاع على هذه التقارير كلها عبر موقع الإسكوا على الانترنت «إسكوا. يو أن. أورغ». escwa.un.org