"الحلم والواقع" السيد القماش المولود في مدينة طنطا بمحافظة الغربية.. وهذه اللوحة ضمن لوحات عديدة للفنان.. ومجرد التطلع إلى احدى لوحاته يؤدي إلى دهشة وتعجب متتاليين لان هذا التطلع يمثل رحلة إلى عالم الغرائب والعجائب.. كما ان تأمل المفردات والعناصر المرسومة في هذه اللوحات واوضاعها بالنسبة لبعضها البعض يؤدي إلى حيرة ودهشة. فهو استاذ التصوير الجداري المساعد بكلية الفنون الجميلة بالمنيا.. حصل على الدكتوراه في فلسفة الفنون الجميلة وكانت بعنوان "مظاهر التجديد في التصوير الجداري عند جويا".. عمل رئيساً لقسم التربية الفنية - استاذ مساعد بكلية المعلمين بأبها بالسعودية عام 1999 وقام بالتدريس بعدة جامعات مصرية ورشح للاشراف على الجناح المصري بالمعرض الدولي بمارسيليا عام 93 واشرف على الجناح المصري ببينالي الكويت الدولي الثاني عشر عام 96 ومعرض الفن المصري المعاصر بسوريا عام 2001. يقول عنه الدكتور صبحي الشاروني - ناقد متخصص في الفن التشكيلي - ان لوحات القماش تحقق الامتاع فهي لا تتوسل بالالوان المبهجة للوصول إلى عقل المشاهد واثارة اعجابه انما هي تجذبنا او تجتذبنا "بسحر الفن" والمقصود منه هو الاعجاب والتعاطف مع العمل الفني حتى لو كان يبكينا.. كما ان ترتيب العناصر في لوحاته يجعلها في شكل متفجر لكي نشعر بان العناصر والاشكال تتطاير تحت تأثير انفجار او كارثة.. اطلق عليه رؤساؤه لقب "صاحب الاصابع الذهبية" نظراً لتفوقه الواضح في الرسم وكان والده مديراً لمصنع للمشغولات المعدنية الصغيرة "المسامير والاقفال والترابيس" وحددت مهنة الاب طريق الدراسة للابن لكي يواصل مهنة ابيه فالتحق بالمدرسة الصناعية الثانوية لتؤهله للالتحاق بكلية الفنون التطبيقية.. ولكن فضل القماش ان يعود للدراسة مرة اخرى ليحصل على الشهادة الاعدادية ثم يلتحق بالثانوي العام فيجتازها بمجموع كبير ليلتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة. كتب عنه الفنان حامد ندا وهو من ابرز نجوم جماعة الفن التشكيلي المعاصر.. في مقدمة كتالوج احد معارض القماش انه يمثل حلقة في الصراع ضد الطغيان وضد التخلف وهي المعركة التي قامت على اكتاف فناني الاربعينيات.. مؤكداً ان اتفاق الفنانين على فكرة ما لا يمنع احدهم من التميز بشخصيته الفنية المتفردة وتحقيق بصمته الخاصة في الحركة التشكيلية. اول المؤثرات التي زودت لوحات الفنان السيد القماش بطابعها الخاص هو موطنه في طنطا بوسط الدلتا ومشاهدته للاحتفالات الشعبية بجوار جامع السيد البدوي سنوياً وكانت ميداناً لرسومه خلال طفولته وصباه.. وهذا الطابع الريفي والشعبي يمثل انتاج القماش الفني.. يلي ذلك جو القاهرة بصخبها وضجيجها وحالة الانفجار السكاني التي تعاني منها بالاضافة إلى احيائها القديمة ذات المباني العربية الطراز.. اما الاثر البيئي الذي تدخل في حياة الفنان بعد نضجه فهو في صعيد مصر بمدينة المنيا وطراز عمارتها العتيقة التي ترجع إلى القرن الماضي ثم ما تحويه اطرافها من اثار فرعونية انشغل الفنان فترة في دراستها.. هذه الاثار البيئية الشاملة جعلت تجربته الفنية تستوعب مجمل الملامح المصرية في الدلتا والصعيد والعاصمة.. ولا نغفل النبع الفكري الخرافي في حكايات الجدة التي كان يستمع اليها كل ليلة تقصها باسلوب تمثيلي يلهب خيال الطفل ويحضر في ذاكرته اشكال ابطال هذه القصص وافعالهم.. وسيطرت هذه الحكايات على احلام الفتى في نومه ويقظته بغرابتها وخروجها على المنطق. والدكتور السيد القماش له 26 معرض خاص في فنون التصوير الزيتي والرسم والجداريات والكولاج والزجاج والحفر منذ عام 1977 وشارك في حوالي 125 معرضا دوليا ومسابقة قومية في مصر منذ عام 84 ومثل مصر في 55 معرضاً عالمياً بين بيناليات وتريناليات وسنوية وهو عضو عامل في عدد من النقابات والجماعات والجمعيات ولجان التحكيم.. سبق حصوله على 36 جائزة وعدد من شهادات التقدير المختلفة وله مقتنيات في مصر وايطاليا وبلجيكا وكندا واسبانيا وبولندا وكرواتيا.