رسخ نادي جدة الأدبي عبر تاريخه صورة مميزة من خلال مبادراته ونوعية أدائه على مستوى النشر والفعاليات، وعادة تتم المقارنة بين أداء النادي بين المرحلتين الأخيرتين تلك التي قاد فيها النادي رئيسه السابق عبدالفتاح أبو مدين منذ عام 1982 حتى 2006، والمرحلة الحالية التي يرأسه فيها الدكتور عبدالمحسن القحطاني، لتنتهي المقارنة إلى النظر لهاتين المرحلتين بعين الرضا والإعجاب أحياناً على نحو ما يبديه الناقد حسين با فقيه الذي وصف حال النادي الآن بأنها متميزة، وأن نشاطاته كسرت رتابة المحاضرات التقليدية، قائلا: بالمقارنة مع الفترة السابقة لكل مرحلة شروطها، ففي مرحلة كان النادي مميزاً بإصداراته وفي مرحلة أخرى كان مميزاً بأدائه التفاعلي، فهناك نشاطات مميزة لم تكن موجودة في المرحلة السابقة، واستمرار جماعة حوار بتميزها هو إضافة للنادي ولجمهوره، كما أن إشراكهم المثقفين العرب المتواجدين في منطقة مكةالمكرمة في فعالياتها تعطي انطباعاً جيداً لثقافة عربية شاملة، كما يجب ألا ننسى أن استمرار ملتقى قراءة النص هو نجاح آخر لإدارة النادي، ونحن يجب ألا تكون مقاييسنا واحدة فهناك نجاحات حققها النادي في عهد عبدالفتاح أبومدين ونجاحات أخرى حققها في عهد الدكتور عبدالمحسن القحطاني، والذي قدم رؤية مختلفة ولكنها أضافت جديداً للنادي، ويضيف با فقيه "أن نادي الرياض وحائل وجازان والشرقية لديهم تنوع كبير في نشاطهم، وهو مبعث نجاحهم". وقال سكرتير نادي جدة الأدبي السابق محمد علي قدس "حين نقيس أداء نادي جدة في هذه المرحلة مع أداء الأندية الأخرى نراه على نفس المستوى الذي كان عليه في المرحلة السابقة، وهي مرحلة تميزت بالتألق، ولا يزال النادي على مستوى الأداء نفسه مع إضافات جديدة ما كان يمكن تنفيذها في مرحلة أبو مدين، لأنه لم يكن بنفس الليونة، فقد كان مركزياً بينما أطلق القحطاني يد أعضاء مجلس الإدارة واللجان في عمل ما يعتقدون أنه جيد للنادي ولجمهوره، ومع أن الفترة التي كان يرأس فيها النادي مدين كانت مرحلة ازدهار ثقافي في المملكة، إلا أن النادي في مرحلته الحالية استمر في استثمار هذا الازدهار على الرغم من ركود الحراك الثقافي". ويضيف قدس أن النادي في المرحلة السابقة ركز على النشر، بينما ركز في المرحلة الحالية على النشاطات والفعاليات، ومع ذلك لا يعاني النادي الآن من ضائقة مالية كما كنا نعاني على الرغم من توسيع نشاطهم المنبري، فقد كنا في الأشهر الأخيرة من السنة لا نحصل على رواتبنا لأن الميزانية تكون قد نفدت، ويعتقد قدس أن سبب النجاح الحالي هو أن الدكتور عبدالمحسن القحطاني ومعظم أعضاء مجلس الإدارة الحالية هم من أبناء النادي، وهذا ينطبق على الدكتور حسن النعمي وعبده خال وغيرهم. لكن كل هذا الكلام الجميل عن النادي لا يغري رئيس نادي جدة الدكتور عبدالمحسن القحطاني بالركون إلى النجاحات التي حققها النادي في فترة قيادته له، ويقول أريد التأكيد أننا لسنا راضين عما أنجزناه، ونرجو ألا يجعلنا رضا الآخرين عن أداء النادي نتثاءب ونركن إلى ما أنجزناه، ونحن سنوياً نقوم بوضع برنامج نعاني كثيراً من تنفيذه، واضعين في اعتبارنا كل الظروف المحيطة بالعمل الثقافي، فنحن نعمل بحيث يكون لعملنا استراتيجية واضحة، ودقة في التنفيذ، واستجابة لرغبات أكثرية الأدباء والمثقفين، لذلك نشعر بالأسف حين لا نتمكن من تنفيذ إحدى الفعاليات التي وضعناها في البرنامج، وعادة ما نضع في خططنا بدائل لأي احتمال. وبالنسبة للنشر، فنحن مازلنا ننشر إصدارات النادي نفسها، وكانت دورية عبقر قد توقفت لعشر سنوات في دورة مجلس الإدارة السابق، فأعدنا نشرها، كما أننا لم نتوقف عن نشر الكتب فلدينا لائحة بعدد من الكتب التي تنتظر النشر، والمطابع الآن فيها أكثر من كتاب سيصدر عن النادي.