اختار مفاوضون من جميع الفصائل المتناحرة في ليبيريا امس جيودي بريانت رئيسا لحكومة انتقالية تحكم البلاد لمدة عامين.وبريانت رجل اعمال من مونروفيا اعتبره كثير من المراقبين المرشح الاكثر حيادا ضمن قائمة ضمت ثلاثة مرشحين للمنصب، وقال مفاوضون من فصائل المتمردين والحكومة ان وسطاء دول غرب افريقيا سيعلنون تعيين بريانت في وقت لاحق.وذكروا ان بريانت (54 عاما) اختير بعد جولتي تصويت في اليوم الثاني من المحادثات في غانا.وقال احد المفاوضين كان (بريانت) المرشح الاقل اثارة لضيق كلا الطرفين. ومن المقرر ان يتولى الزعيم المؤقت لليبيريا زمام الامور في اكتوبر من الرئيس موسى بلاه الذي يقوم باعمال رئيس البلاد منذ ان غادر رئيس ليبريا السابق تشارلز تيلور الى نيجيريا الاسبوع الماضي بعد ضغوط دولية مكثفة. وتهدف الحكومة المؤقتة الى وضع نهاية لنحو 14 عاما من الحرب الاهلية في ليبيريا ثم تنظيم انتخابات عام 2005 . وينظر الى بريانت باعتباره سياسيا محنكا يستطيع ان يحشد اجماعا شعبيا حوله وهو شخصية بارزة في الكنيسة البروتستانتية التي تعد احد اهم المؤسسات الدينية في ليبيريا. وقال بريانت انه ليس لديه علم بانه اختير لقيادة البلاد. مضيفا ان آمال الشعب الليبيري كبيرة للغاية وتوقعاتهم هائلة . وقال مندوبون في محادثات السلام التي تجرى في غانا ان اعلانا رسميا بتعيين بريانت سيصدر عن وسطاء دول غرب افريقيا. وكان وسطاء محادثات السلام الليبيرية في أكرا منحوا الفصائل المتناحرة في البلاد امتيازا يوم امس الاول عندما وافقوا على تأجيل اختيار القادة المؤقتين في البلاد حتى صباح امس.وجاء هذا التأجيل عقب ساعات من الخلاف حول احتجاج رفعه بعض الوسطاء في محادثات السلام حول اختيار قائمة مختصرة من المرشحين، والتي يتعين تقديمها إلى الفصائل المتحاربة. وتضمن الاحتجاج إجراءات التصويت التي تبنتها الاحزاب السياسية وجماعات المجتمع المدني عندما قدمت أسماء مرشحين لمنصب رئيس ونائب رئيس الحكومة الانتقالية الثلاثاء الماضي. بيد أن وسطاء السلام رفضوا الاحتجاجات من جانب مرشحين قائلين إن القواعد تطبق بطريقة سليمة. واختارت الفصائل المتحاربة الثلاث،وهي الحكومة وجماعتان من المتمردين هما الليبيريون المتحدون من أجل المصالحة والديمقراطية و الحركة من أجل الديمقراطية في ليبيريا ، رئيسا ونائبا لرئيس الحكومة الانتقالية في ليبيريا وذلك بموجب اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل إليه يوم الاثنين الماضي. والمرشحون الثلاثة لمنصب رئيس الحكومة هم ايلين جونسون سيرليف من حزب الوحدة،و رودولف شيمان من حزب الاصلاح الحقيقي، وجيود براينت من حزب العمل الليبيري. أما المرشحون لمنصب نائب الرئيس فهم ويزلي جونسون من حزب الشعب المتحد،و وهودو ميريام من الحزب الوطني الديمقراطي ، و سيافا جبولي من الحزب الديمقراطي الحر.ويدلى 63 مندوبا من الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بأصواتهم في انتخابات ليبيريا. ومن المقرر أن تتولى الحكومة المؤقتة مهامها لمدة عامين وهي تتمتع بتفويض لتنظيم انتخابات عامة في اكتوبر عام 2005 على ان تسلم السلطة إلي حكومة منتخبة في يناير عام 2006. في الوقت نفسه،انضم الرئيس الليبيري موزيس بلاه امس إلي فريق عالى المستوى من محادثات السلام في جولة تستغرق ثلاثة أيام في البلاد والتي تشمل زيارة منطقة مانو ريفر وذلك في إطار المشاورات المستمرة لتعزيز عملية السلام حسبما ذكرت وكالة أنباء غانا. ويزور الفريق الذي يضم كبير المفاوضين عبد السلام أبو بكر وهو رئيس نيجيري سابق، ومحمد ابن شمباس السكرتير التنفيذي لجماعة التنمية الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس)، كلا من ساحل العاج وغينيا وسيراليون.ومن المقرر أن يغادر أبو بكر وشمباس أكرا امس إلي مونروفيا للانضمام ِإلي بلاه في هذه الجولة حسبما ذكر دبلوماسي يشارك في عملية الوساطة. وهذه الجولة في الدول الثلاث، والتي ينظر إليها على أنها بمثابة قوى خفية في الازمة السياسية الليبيرية، تهدف الى بناء الثقة وإقامة الجسور لتعزيز عملية السلام.