المجالس الأدبية في الأحساء ظاهرة ليست جديدة على المجتمع، وهي تلقى اهتماما كبيرا من عدد من المهتمين بالجانب الثقافي، من العلماء والمثقفين والأدباء، في ظل عدم وجود ناد أدبي في الأحساء، يحتضن النقاش الأدبي والثقافي في الأحساء، إلى الآن على الأقل، حيث تستعد المحافظة خلال الأيام القليلة القادمة لإعلان ولادة هذا النادي. إلا ان كثرة المجالس الأدبية، وتواصل افتتاح مجالس جديدة، أثار عددا من التساؤلات بين شرائح واسعة من المثقفين، سواء من رواد هذه المجالس، أو ممن لا يرتادها. فبين وقت وآخر يعلن عن ميلاد مجلس أدبي، بعضها أسبوعي، وأخرى شهرية، يستمر بعضها، وبنفس الزخم والقوة، ويتعثر البعض الآخر ويتوقف. إلا أنها في المحصلة النهائية كثيرة نسبياً، حتى بات هم المثقف الأول والأخير هو التنقل بين هذه المجالس طوال أيام الأسبوع، لعله يجد ضالته في هذه المجالس. (اليوم) حاولت استطلاع آراء عدد من المهتمين، لمعرفة مدى صحة هذه الظاهرة: التنسيق مفقود يرى الدكتور بسيم عبدالعظيم، أستاذ الأدب الأندلسي والنقد المساعد في كلية التربية للبنات بالأحساء ان التنسيق بين هذه الصالونات الأدبية شبه مفقود، ويتمنى وجوده، يقول: أتمنى ان يكون انعقاد المجلس شهرياً أو كل أسبوعين على الأكثر، حتى يتمكن الأدباء من المشاركة حضوراً وأداءً، دون ان يؤثر ذلك على التزاماتهم الأسرية والوظيفية، أو العملية، خصوصاً مع كثرة المجالس، التي باتت تستغرق كل أيام الأسبوع، مما يثقل كاهل المشاركين فيها، ويؤثر على فعالية المشاركات وتكرار الموضوعات والمشاركات. ويتمنى الدكتور بسيم توحيد هذه الجهود في ناد أدبي، يضم شتات الأدباء والمثقفين في الأحساء.. يقول: هذه المحافظة جديرة بهذا النادي، فهي بلد الشعراء والأدباء والمثقفين، ويكفي ان أحد روادها كُرم خلال الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، وأعني بذلك الشيخ أحمد المبارك، الذي عرف بأدبه الراقي. وجودها أفضل وبخلاف دعوة الدكتور بسيم إلى إيجاد ناد أدبي يوحد شتات الأدباء والمثقفين، يرى الدكتور نبيل المحيش، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ان وجود وتعدد المجالس الأدبية هو لخدمة الأدب والمثقفين، كما أنها تحقق الفرصة الكبرى للالتقاء بالعلماء والمثقفين.. يقول: ان مجلس الشيخ أحمد علي المبارك أتاح الفرصة للجميع، للتزود بالعلم والالتقاء بالنخبة من المثقفين في كل الوطن العربي، مثل الدكتور الحاوي والشيخ أحمد نفسه. صاحب المجلس بلا ثقافة وفي حين يتفق سلمان الجمل، الشاعر والأديب، مع الدكتور المحيش في صحية الظاهرة، إلا انه يقول: إذا كان صاحب المجلس لا يمتلك الثقافة والأدب فانه لن يضيف لضيوفه أي شيء، وبالتالي تفتقد تلك العلاقة الأدبية بين صاحب المجلس والأدباء أنفسهم، وهي ظاهرة مع الأسف موجودة. طوال أيام الأسبوع ويتفق حمد راشد العيسى مع الرأي القائل بتوحيد المجالس في ناد أدبي.. يقول: هذا الرأي هو الأفضل، كما يجب الاتفاق على ان يقدم كل مجلس إنتاجه. فالمجالس الأدبية باتت تشغل الأديب والمثقف بها طوال أيام الأسبوع. ومع اتساع رقعة الأحساء بات من الصعب ان يحضر المثقف أو الأديب كل المجالس القريبة والبعيدة عن منزله، كما ان المواضيع باتت مكررة، وبسماجة. على حساب الأسر الصحفي عبدالله القنبر يؤكد ان حضور هذه المجالس باتت تشغل أرباب الأسر، وتزاحم الأسرة، فالمسئوليات أصبحت كثيرة، ورغم هذا كله إلا أنها فرصة للتعارف والالتقاء بالجميع، سواء من أدباء أو مثقفين. ومن هنا فإن المجالس وكثرتها تعطي مدلولا على أنه حان الوقت لإيجاد ناد أدبي في الأحساء. بيت الثقافة أحمد السيف، أحد رواد أحدية الشيخ أحمد المبارك، مقتنع بقوة بالأحدية.. يقول: استفاد من هذا المجلس الكثير من الشباب والمثقفين، فمثل هذا المجلس لابد ان يستمر، ولا يتوقف، لأنه بالفعل يعطي زخما ثقافيا كبيرا، يحتاجه المجتمع، حتى لو تأسس ناد أدبي في المحافظة، فهي السباقة في هذا المجال، كما ان راعي المجلس أحد الأدباء المعروفين على مستوى المملكة. وعن بقية المجالس يقول السيف: هي اجتهادات تطمح ان تصل إلى الأفضل. أما الأديب خالد العود فيشيد بظاهرة المجالس الأدبية، ولكنه يقول: المحسوبية تأتي على حساب الثقافة في هذه المجالس. هل تكرر نفسها؟