قبل أيام، تم تعيين عبدالعزيز الزهراني مديرا لفرع جديد في الرياض تم الإعلان عنه مؤخرا، والزهراني كما ورد إلى بعض وسائل الإعلام ذو اهتمامات مسرحية أو أنه رجل مسرحي على التحديد. وعندما تم تعيين مدير لفرع الجمعية بالدمام بدلا من عيد الناصر قبل أشهر وقع الاختيار على المسرحي راشد الورثان وتم تعيينه. لا أريد استعراضا أكثر من ذلك، فمدير الفروع في الجمعية هو الزميل عبدالعزيز السماعيل، والذي تم استحداث وظيفته بالجمعية مؤخرا، هو مسرحي معروف أيضا. أعني جمعية المسرحيين، فهي كغيرها خيبت آمالنا في دور تحمست له في البدء وزارة الثقافة والإعلام ثم تركته بلا رعاية أو دعم. لا أعرف هل هي المصادفات التي أخذت تتجه للمسرحيين لإدارة الشأن (الثقافي، الفني) كما تسمى الجمعية أم أنه عمل موجه. أعتقد أن على الجمعية أن تأخذ بالتنوع، فالوجوه المتخصصة غالبا ما تغلّب اهتماماتها على ما سواها، وأتذكر أن الراحل عبدالحليم رضوي، عندما تسلم قيادة الجمعية في جدة، اتهم بانحيازه إلى الفنون التشكيلية، وفي الدمام غُلب المسرح على ما سواه منذ أدار شانها عبدالعزيز السماعيل فعيد الناصر، أما رئيس مجلس إدارة الجمعية (المركز الرئيسي) حاليا فهو د.محمد الرصيص، وهو فنان تشكيلي وأكاديمي، ولكني لا أرى فيه تغليبا للتشكيلي بقدر انحيازه الحالي للمسرحيين، فهل هذا يعني قناعة بأنهم أكثر حيوية ودأبا على العمل وتنشيطه عن سواهم؟ استعيد فرع الجمعية بالدمام عندما كان صالح بوحنية مديرا للفرع، وكان يتحرك في كل الاتجاهات، بل وكان قريبا من الكل، وحريصا على تنويع نشاطات الفرع، وعندما تأسست الجمعية في الدمام، كان المسرحيون هم الأكثر حضورا، لكن هذا لم يمنع من تنوع اهتماماتها ونشاطاتها. أعتقد أن هذا التوجه تفرضه ظروف، من بينها أنه لم يعد للمسرحيين مرجع كان ذات يوم مأمولا منه احتواءهم ودعمهم، وأعني جمعية المسرحيين، فهي كغيرها خيبت آمالنا في دور تحمست له في البدء وزارة الثقافة والإعلام ثم تركته بلا رعاية أو دعم، وهذا ما يعيد المسرحيين وغيرهم إلى جمعية الثقافة والفنون (بيتهم السابق). لا أكتب هنا اعتراضا على الأسماء التي أشرت إليها بقدر فشل مشروع الجمعيات المتخصصة التي مر على تأسيسها أعوام بدون عمل يذكر، فهي لم تعد سوى تسميات على ورق وبعضها بلا مقرات. [email protected]