من اجل وضع حد لعمليات تخريب انابيب النفط وشبكات الكهرباء العراقية المتزايدة، اختار التحالف الاميركي البريطاني الاستعانة بخدمات زعماء العشائر النافذين في العراق، مثل الشيخ حاتم العبيدي. ويبتسم الشيخ العبيدي الذي يملك ميلا واضحا لاقتناء الساعات الذهبية والاحذية الثمينة، ابتسامة مليئة بالمعاني وهو يؤكد ان لديه فكرة ربما عن المسؤولين عن عمليات التخريب التي تقضي على جهود اعادة الاعمار الاميركية. ويقول ان الامر يتعلق ربما بافراد من ابناء عشيرته. وقد طلب التحالف من الشيخ العبيدي تأمين حماية ثمانية انابيب نفطية وثلاثة خطوط ضغط عال بين مدينتي كركوك وبيجي حيث توجد اكبر مصفاة نفط في البلاد. ويضيف ان عددا من افراد عشيرتي عاطلون عن العمل. وربما يهاجمون الانابيب النفطية . ويتحدث زعيم العشيرة وهو جالس في قاعة استقبال منزله حيث يستقبل دوريا افراد عشيرته الثلاثمئة الف المقيمين في محيط كركوك. الا انه لن يعمل على احالة افراد عشيرته الذين قد يكونون متورطين في العمليات، الى القضاء، على الاقل ليس قبل ان يقدم الاميركيون شروطا مالية افضل من اجل حماية البنى التحتية الوطنية.وقال عندما احصل منهم على اجوبة لحل مشاكل عائلتي، عندها سأتحدث الى افراد عشيرتي. وتم توقيع عقد لمدة ثلاثة اشهر بين الشيخ العبيدي والاميركيين في منتصف تموز/يوليو، عندما راى الجنود الاميركيون الذين كانوا يواجهون سلسلة هجمات ضد الشبكتين الكهربائية والنفطية انه من الافضل التوجه نحو العشائر بدلا من الاهتمام بالامر بانفسهم. الا انه من الواضح، من خلال الحديث مع الشيخ العبيدي، ان المسؤولية في عمليات التخريب ومنها العملية التي استهدفت انبوب نفط يتجه الى تركيا الجمعة قد تقع على عشائر باحثة عن استعادة الامتيازات التي كانت لها ايام صدام حسين، اكثر مما هي مجرد عمليات يقوم بها موالون للرئيس العراقي السابق بغرض الانتقام. ويقول زعيم العشيرة ان الدولة، في عهد صدام حسن، كانت اوكلت مسالة حماية الانابيب الى 700 عنصر من افراد عشيرته، وكانت تدفع لكل منهم 200 دولار شهريا. واشار الى انه كان يحصل هو شخصيا في نهاية شهر رمضان على مكافأة بقيمة 1000 الى 2500 دولار. في المقابل، اوكل الاميركيون المهمة الى مئة شخص براتب شهري يبلغ مئة دولار فقط، فيما يبقى 600 من افراد العشيرة الذين كانوا يؤمنون هذه المهمة من دون عمل. ويقول العبيدي لا اعتقد ان هذه الهجمات ستتوقف طالما ان ابناء عشيرتي من دون عمل (...) كانوا يحبون عملهم في الماضي، لانه قريب من منازلهم . ويبدو كلام زعيم العشيرة مشوبا بالابتزاز. ويؤكد ان خدمات العشائر قد تكون هي العلاج لمشاكل ما بعد الحرب شمال بغداد. ويشير الى ان العشائر عرضت في نيسان/ابريل على الاميركيين القيام بدوريات في قطاع انابيب النفط، الا انه تم رفض طلبها، الى ان تلقى الشيخ العبيدي الشهر الماضي زيارة ضابط اميركي برتبة كولونيل. وقال العبيدي ان الضابط الاميركي قال له انني احتاج الى مساعدة، فأجبته جئت متأخرا. لقد تعرضت الخطوط الكهربائية للسرقة وانابيب النفط للتخريب . الا ان الجانبين اتفقا اخيرا بعد اجتماعات عديدة تخللها احتساء الكثير من فناجين الشاي على ابرام عقد في 20 تموز/يوليو يتعهد الجيش الاميركي بموجبه بان يدفع شهريا للعبيدي 78 دولارا شهريا عن كل كيلومتر من الانابيب النفطية التي تتولى عشيرته مراقبتها. ويقول الكولونيل بيل مايفيل المسؤول عن الفرقة 101 المجوقلة في كركوك هذا عمل عشائري. انهم يتصرفون على هذا النحو منذ عشرات السنوات . ويقر الجنرال ريمون اوديرنو، قائد الفرقة الرابعة في سلاح المشاة، بفاعلية التعاون مع العشائر ويقول لوكالة فرانس برس سنحصل على مساعدة زعماء العشائر لتوفير امن انابيب النفط، ويبدو ان الامر يعطي ثمارا .