أصل الغناء في الجزيرة العربية هو الحداء, لانه جزء من صميم حياة العرب ولانه أقرب الى نفوسهم حيث تلائم موسيقاه سير الإبل, اما السامري فهو من فنون المنطقة الوسطى للجزيرة العربية وهو من التراث الغنائي عند العرب, والتي تعود بداياته الى غناء الحداء في الجزيرة العربية, وعادة يكون هذا النوع من الغناء مرافقا لبعض الآلات الموسيقية البدائية والايقاعات, لذلك انتشر بسرعة في كافة اقطار الخليج العربي: فقد أبدع الفنانون السعوديون الذين قدموا أداء هذا الغناء بأساليب جديدة مع المحافظة على الأصل وذلك باستخدام آلة العود والطبول الشعبية. ومع مرور الزمن أدرك المواطن السعودي قيمة موسيقاه وفنونة الشعبية, فقد أصبح يدافع عنها ويعتني بها. وقد اهتم كثيرا بالابداعات العفوية وضرورتها في حياته مع الاعتزاز بالمقومات الشعبية الأصلية. ان الموسيقى الشعبية التقليدية هي من أبرز المأثورات في خليجينا فهي تتضمن تقاليد الحياة في مجتمعنا المحافظ, التي تستند أساسا على وحدة تاريخنا وأرضنا ولغتنا.. مع المحافظة على عنصر الأصالة. فقد اهتم الباحثون من خليجنا بجمع وتدوين موسيقانا بالدراسات الميدانية والتسجيلات الصوتية وكذلك بالدراسات الأكاديمية, حيث يتم الاعتناء وجمع هذه الموسيقى منذ اربعينيات القرن الماضي, كما ان لهجة منطقة نجد واضحة الفهم لدى سكان الجنوب مشابهة الى اللجهة اليمنية ولهجة الحجاز مشابهة الى اللهجة المصرية.. كل ذلك ساعد على انتشار الغناء السعودي والخليجي. كذلك تلعب المرأة دورا وافرا بالمحافظة على الموروث الشعبي, وهذه الفرق لا تزال تؤدي الرقصات الجماعية للجمهور النسائي فقط. أما العرضة النجدية فهي من أشهر الفنون الشعبية في مجتمعنا السعودي وهي من فنون المنطقة الوسطى التي انتقلت الى كثير من البلدان العربية المجاورة, وسبب ذلك كون العرضة النجدية تعني القوة والفخر والرجولة والاعتزاز بالوطن. ونلاحظ من خلال الأشعار والألحان المرافقة لهذه الرقصة ان المطلوب التغلب على العدو والمحافظة على الوطن والتضحية في سبيله. وبهذا التوجه لا تزال العرضة النجدية محافظة على طابعها الأصيل من اللحن والايقاع وطريقة الغناء وليس لها أية علاقة مع رقصات النساء, وللعرضة مستلزمات شكلية كالملابس والسيوف والخناجر وكذلك أنواع الطبول واستخدام الألوان الجميلة ودور الطبل الدائري من الآلات الايقاعية ذات الوجهين, وهو اسطواني الشكل, أجوف ينقر عليه بمضارب خشبية, وصناعته من الخشب الخفيف اللين الذي يشتد بعد تطويعه ويزركش بالصوف الملون, وعادة يستخدم أكثر من عشرة طبول في تقديم أدا العرضة النجدية. اما المناسبات التي تقدم فيها العرضة النجدية فهي متعددة وخصوصا في المناسبات الوطنية والثقافية وأحيانا تستخدم في بعض الأندية الرياضية. وفي المنطقة الشرقية ومن خلال تطور أنواع الغناء الشعبي مثل البحري والعرساني والمخلو في والحساوي وكذلك غناء (الليون) المرافق للرقص فالعرضة على نوعين هما: السيفي والعارضي وهي تختلف عن عرضة نجد. وفي نجد توجد فرقة للفنون الشعبية, اختصاصها الغناء التراثي للمنطقة الغربية, وهي احد نماذج الفرق الشعبية, وأشهر ما تقدمه هو المزمار الشعبي هو منافسة بين رجلين يحملان السيوف مع الاعتماد على الايقاعات المرافقة لهما. أما السمسمية ففي السابق كانت تقدمها الفرق وهي رقصة يتم أداؤها على متن سفينة وسط البحر, وأحيانا على ساحل البحر وذلك بعد انتهاء الرجال من الصيد, اما الآن فالسمسمية تستخدم في الرحلات وفي الافراح والمناسبات العامة والخاصة. اما عرضة الاحساء فهي رقصة جماعية يتم أداؤها جلوسا وأحيانا يتم بالاستعانة برجلين يتنافسان فيما بينهما, والمجموعة الجالسة من الرجال الذين يظهرون تمايلهم مع الايقاعات البطيئة المرافقة لهذه الرقصة وفي بعض الأحيان يستخدم معها المزمار. اما الزير فهو لون آخر من فنون المنطقة الشرقية يؤدى في المناسبات الوطنية والأعياد والإخراج والرحلات. وأشهر فعاليات منطقة الاحساء هي زفة العريس ففي السابق كانت زفة العريس هي مجموعة من الرجال الذين يحملون البنادق بمصاحبة الاهازيج والأشعار. اما الآن فيتم زفة العريس كما في السابق ولكن بدون بنادق. ويبقى ان الحديث عن العرضات يتشعب حيث انه منتشر ومتجذر في كل أنحاء الخليج وخصوصا في مملكتنا الغالية. عبدالمنعم العبداللطيف