حسرة لأنه ثمل، لم يسمع زفرة الألم التي أطلقتها عندما أطفأ سيجاره في صدرها.. بعد أن أفاق إلى رشده نظر إليها وتساءل " لماذا هي سوداء هكذا؟!" رمى بها من النافذة، وقبل أن تتهشم على الأرض سمعها تضحك.. وفي صدره، ثمة قلب أسود.. يبكي " آه.. لو كنت منفضة سجائر!" أمل أعمى..! العجوز الحزينة تنظر إلى أعلى.. وتدعو الله أن ترى أبناءها مرة أخرى العجوز الحزينة لم تدر قط.. هل هذا الشيء الذي فوقها سقف.. أم سماء؟ عقوق..! يدفن رأسه في صدرها كل يوم.. ويشتمها: " إلا يمكنك أن تمنحيني ليلة محترمة.. واحدة؟!" الوسادة تبكي كل ليلة.. ريشا ذابلا! حمل كاذب! الفتاة الجائعة تحدق في حصالة الصدقات من خلف زجاج المحل.. وتبتسم.. لم تكن تعلم بأنها فارغة..! عبق دم زجاجة العطر.. تبكي في الليل.. " لماذا.. جعلوا مني وعاء.. لدماء أزهار!" يا حبيبي! " بابا شوف الفيل! كم هو ضخم! خرطومه طويل.. صح؟ آآه.. الزرافة هنااااك.. أنا أحبها.. تفتح ساقيها لتشرب.. شوف! شوف! هذا القرد يا بابا.. وجهه مضحك.. يحب اللعب مع الأطفال.." هكذا كان يحدث صغيره عندما ارتطم أحدهم بصدره فصاح: فتح عينك يا حي....! حضن ضغط الوسادة على صدره قريباً.. أغمض عينيه.. ودعا ل صدر يلتصق بصدره بقوة! في الصباح.. كان يتجول في محل لألعاب الأطفال.. يتفحص الدببة القطنية.. ويزفر بضيق! طناش! طالما قالوا عني.. لا مبالية.. خاصة معه.. كان يصرخ في وجهي.. ويناديني.. وأنا أرقص ينتفض بتشنج.. وأنا أرقص.. يزبد ويهدد.. وأنا أرقص.. ولما.. ابتسمت له.. سخر منى مردداً: طوط.. طوط.. طوط..! قه قه ة تبدو منصاعة له تماماً وهو يقلبها بين يديه بشغف، ابتسم أمام الأحزان المتراصة على صفحات السياسة ، طوى الصفحة الاقتصادية دون أن يفكر بإلقاء نظرة، وتساءل عن السبب الذي أودى بخسارة فريقه.. لكنه لم يكن متحمسا بما يكفي لقراءة التحليل، في الصفحة الأخيرة وجد ما يبحث عنه.. إلى رحمة الله.. اسمه يلمع في السطر الأخير..! قهقه بنشوة ثم ركض إلى ..