(1) أضُع الصحَراءْ .. على هودَج الريحْ.. واناديْ: يا حَادِيْ العِيسْ ان امْشيِ راكضاً في البَراري امحو اللحظة وأصنعُ الأخرى اؤسِّسُ الفوضى وأرتب كائناتْ الضَوءْ سماءٌ مَنْ رَحيقْ الغَمامْ نساءٌ من شغف ونشوة ابتكرُ العناصرَ: [يَديْ سَحابة.. وفَمِيْ قَصِيَدة] (2) ها أنَا وحيدٌ في فَضَاء الوِحْدة .. انزفُ حبراً وأُغْويْ الحلم اصعد منٍ «سهل» الكلام إلىٍ «صعيد» الرؤيا الجُ التيه .. واقفاً بين سَيفْ الصَحرْاء وسَعفة النخل أضُيء قِنْديِلي: في هذا السََوَادْ المدجَّجَ بالتآويل لا احتمي بقلعة اليقين هكذا ارى الأرض في اتَساع الخطى وفي اتساع المدى (3) انا تراث الراهن.. وحاضرُ الغدْ.. دمي موزعٌ في عروق الأشجار وفي زعفرانْ الأرض انا المَدى الذي يُبحُر باتِّجاه السفائن وانَا الفَنَار.. ولا سِوايْ اهندسُ ما تبقَّى من جنوني وابتكر لغةً للجنون (4) أجيء مَنْ خريف المدن ومطر القرى من هذا الوجع المعتق في حناجر الخلق من نشيج سنبلةٍ في حقل بعيدٍ.. بعيدْ في الجنوب ودمعة موجة على شاطئ قصيْ ومن الطين إذ غادرَ نفسَه وأضْحَى رماداً وقبراً.. (5) أوزَّعُ همي «في همومٍ كثيرةٍ» واحسو ماءً الغربةِ.. والتشريدْ ألبسُ هذا الليلْ قميصَ النهارَ المتوَّج بالشمس الرياح تتناسل.. والشهب تهربُ من مداراتها وانا وَحْديْ أمنحُ القبيلة زهوها الرمل وسادِتي والسماء سريري امحو مجد الهواء واشطب سلالة الفراغ (6) هكذا.. أضيء أعناق الأسئلة وأعطي للكلمة عذوبتها الأولى اراني في مرايا الروح وفي مرايا الجموع افتح باباً للرؤيا.. واغلق نافذةً لشهوة الجسد ارقص في بستان الغِبطة ذاكرتي ترعى أعشاب الغيم واصابعي تلتقط النجوم من فوق أهداب السماء (7) وحَديْ .. اصنع اللحظة وحدها أهرولُ في مسعى الخوف واطوفُ حول نفسي.. «اطوي الخريطة مثلما أطوي الكتاب» لي جغرافيتي.. اؤثث المعنى واصنعُ وطناً من ضباب كل شيء يَدلُّ على ما أخُطُ... وأمحْو مملكتي: ورقٌ وارقٌ وحبرٌ وسماوات لا تنتهيْ.