اظهرت بيانات اقتصادية ان ارباب الصناعات التحويلية في شتى انحاء العالم عززوا أنشطتهم او يرون ضوءا في نهاية نفق طويل من الكساد لكن العمال الامريكيين مازالوا يفقدون وظائفهم مع استمرار المخاوف بشأن احتمالات انفاق المستهلكين. وتخطت المصانع في الولاياتالمتحدة في يوليو انكماشا استمر اربعة اشهر لتسجل نموا طفيفا لكن صناعات اليابان حققت اسرع معدل نمو لها خلال عام. وقطعت المصانع البريطانية ايضا موجة انكماش للانتاج. ومع ان الصناعات التحويلية في اوروبا مازالت تمر بكساد فان معدل الانكماش تقلص وتنبىء زيادة طلبيات الشراء الجديدة في المانيا بتحسن الاحوال في اقتصاد يعاني من زيادة خانقة للصادرات في قيمة اليورو. وقال خبراء اقتصاديون انه اذا جمعت هذه البيانات معا فانها تعطي صورة عن انتعاش امريكي يعزز النمو العالمي ومن المتوقع ان تتسارع خطاه فيما تبقى من العام وقد يؤدي في نهاية المطاف الى تحسن احتمالات التوظيف. والشيء الذي مازال مفقودا في هذا الانتعاش المتذبذب هو الاستثمار الرأسمالي مع ان بيانات امريكية كشفت في وقت سابق عن طلب قوي للمستهلكين واسرع معدل لانفاق الشركات في ثلاثة اعوام. وقالت الخبيرة الاقتصادية اليزابيث دينيسون في دريسنر كلينوورت ووسرشتاين في نيويورك السؤال الوحيد هو هل سيكون الانتعاش قويا الى درجة تكفي لخلق طلب يسير بمعدل يمكن الشركات من بدء توظيف عمال والاستثمار في المعدات الراسمالية. وقال المعهد الامريكي لادارة المعروض ان مؤشره للصناعات التحويلية ارتفع الى 8ر51 نقطة في يوليو موافقا تنبؤات المحللين الاقتصاديين ومرتفعا من 8ر49 في يونيو. وقراءة للمؤشر فوق 50 نقطة تنبىء بنمو القطاع الصناعي الذي يؤلف سدس النشاط الاقتصادي للولايات المتحدة والذي تضرر بشدة من الكساد خلال السنوات القليلة الماضية. وينبئ تحليل لمكونات المؤشر بنمو أقوى في الاشهر القادمة مع ازدياد الانتاج اذ عزز ارباب المصانع انشطتهم لتلبية طلبيات الشراء الجديدة التي تتدفق عليهم. غير ان الشركات الامريكية سرحت 44 الف عامل آخرين في يوليو ويشير تراجع ساعات العمل الاسبوعية الى ان تحسنا طفيفا يلوح في الافق. ومع ان معدل البطالة في الولاياتالمتحدة تراجع الى 2ر6 في المئة من 4ر6 في المئة الشهر الماضي فان ذلك الهبوط كان مرجعه ان بعض العاطلين كفوا عن البحث عن فرص عمل وهي لا تكاد تكون علامة جيدة. وفي اوروبا اظهر مسح رويترز لمنطقة اليورو الذي شمل 3000 من ارباب الصناعات التحويلية ان تحسن الطلب في المانيا ساعد على ارتفاع الموءشر العام للصناعة الى 0ر48 نقطة في يوليو من 6ر46 نقطة في يونيو وهو ما يقل عن عن مستوى 50 لكنه اعلى من توقعات المحللين بقراءة 0ر47 نقطة للمؤشر. وشهدت المصانع في اليابان ايضا انتعاشا في الانشطة مع انحسار المخاوف من مرض الالتهاب الرئوي الحاد سارز مما عزز الطلب في الداخل والخارج. وارتفع مؤشر رويترز ونوميورا وجيه ام ام ايه لمديري المشتريات الى 1ر51 نقطة مع ازدياد طلبيات الشراء وطلبيات التصدير الجديدة. ولكن بالنسبة لاسيا اجمالا فان بعض الاقتصاديين حذروا قائلين ان التحسن في الاوضاع الاقتصادية للمنطقة من المرجح ايضا ان يكون تدريجيا وبخاصة ان الولاياتالمتحدة واقتصاديات اخرى مازالت تواجه اثار موجات المضاربة الاستثمارية في تسعينات القرن الماضي. وقال جوناثان اندرسون كبير الخبراء الاقتصاديين لاسيا والمحيط الهادي في البنك الاستثماري يو بي اس اذا نظرت الى اجمالي الناتج المحلي لاسيا فانك لا ترى افاقا مثيرة جدا. ويساورني شك كبير في ان نشهد شيئا يبدو مثل الانتعاش الذي تحقق في النصف الاول لعام 2002. الصناعة اليابانية تحقق تقدما مذهلا