عندما تكون هناك سيطرة على بطولات معينة يفقد الإنسان متعة المنافسة في المقابلات الرياضية. في أوروبا نجد الأندية الغنية مهيمنة على البطولات، ونتج عن ذلك نشوء أندية الظل، وأندية تخصصت في إنتاج اللاعبين وبيعهم وتحقيق أرباح، وأصبحنا لا نرى البطولات إلا في أندية معينة، وهذا مع الوقت يسبب إحباطاً كبيراً وتدنياً في المستوى العام للكرة. دوري جميل للمحترفين، أصبح محصوراً في أندية معينة، ونتج عن ذلك أندية الظل التي هي مستمتعة بوجودها في ذلك السباق، لتساهم في تعثر فريق ما أو تفتح الطريق لفريق ما. وهناك فرق أصبحت تُنتج لاعبين وتحافظ على نفسها في هذا السباق، وتبيع ما تيسر لها من لاعبيها كل سنة للمحافظة على البقاء، ومازلت أستغرب من تسميته دوري المحترفين والأندية لا تزال ملكاً للحكومة. أما في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى فهناك صنوف المتعة والإثارة والندية التي تُذهل كل محلل وناقد رياضي. خمسة عشر أسبوعاً وفي كل أسبوع هناك متصدر، يعني لو طبق كل متصدر مقولة (متصدر لا تكلمني) لأصبح دوري الصم والبكم. أهم ما يميز دوري ركاء انك تجد النادي صاحب المركز الخامس يصبح متصدراً والنادي المتصدر يهوي للمركز الرابع، وهكذا يتم التداول فيما بينهم، يعزفون بذلك التفاوت نوتة موسيقية رياضية جميلة وكأنهم خيول في سباق التحدي. تأملت هذا الدوري منذ أول أسبوع، ولعل السبب هو متابعة نادي القادسية من الخبر. تلك الأندية تتشارك في مصير واحد وهو عدم وجود رعايات تُدر الذهب أو لاعبين أجانب يرهقون الميزانيات، لكن وجود حماس للاعبين يصنع الفارق في كل أسبوع. لكن ليس هذا إلا سببا بعد أن عرفت الأسباب الرئيسة لتلك المتعة الكروية التي أغفلها الإعلام خاصة البرامج الحوارية الرياضية. تلك الأندية تتشارك في مصير واحد وهو عدم وجود رعايات تُدر الذهب أو لاعبين أجانب يرهقون الميزانيات، لكن وجود حماس للاعبين يصنع الفارق في كل أسبوع. فكل أسبوع هناك عريس بحماس لاعبيه وتوافر الظروف انتصروا وتصدروا وذهب العريس السابق، وسوف يغادر العريس الحالي لعريس الأسبوع المقبل.. والعروس هي بطولة الدوري التي لم يصلها فارسها بعد. الفارق النقطي في المراكز الستة الأولى شبه متساو أو هناك فروقات النقطة الواحدة. فالجياد جميعها في عدوٍ مستمر وكل أسبوع هناك حصان جديد وإثارة جديدة، والغريب أيضاً أن الفارق النقطي بين المتصدر وصاحب المركز الأخير هو 15 نقطة فقط (في دوري زين للمحترفين 28 نقطة) مع العلم بأن أندية ركاء لعبت 15مباراة مقابل 13 مباراة لدوري جميل. في النهاية وجدت متعة التنافس الكروي في رياضتنا السعودية بدوري ركاء، لأن الجميع يتنافسون بنفس الظروف على عكس أندية دوري جميل، فهناك أندية غارقة في الديون وأندية لديها فائض في المخزون. خاطرة: أتمنى لو تم تشكيل منتخب للمملكة فقط من لاعبي دوري ركاء، ويتم تجربته في مباريات مع المنتخب الأول، لعل هناك فرقاً لم نعلمه وعلمناه.