يمتلك العراق قوة نفطية ضخمة تتباهى بها بين كبرى دول العالم بجلوسها على ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم بعد المملكة المقدر ب 112 مليار برميل الى جانب امتلاك صناعة نفطية يصل عمرها الى زهاء 80 عاما باستطاعتها تحويل حالة التخلف الحالية الى تقدم ملحوظ في مختلف المجالات الاقتصادية. ولكن وعلى الرغم من ذلك لا تزال صناعة النفط العراقية وخاصة قدرتها الانتاجية لا تتناسب مع قاعدة مواردها الضخمة او مع احتياجاتها الاقتصادية الملحة مع ضرورة اتساع رقعتها لكي تواكب متطلبات البلاد الضرورية. فقد تجاوز انتاج العراق النفطي قبيل حرب الخليج في الكويت عام 1990 مستوى 3 ،5 مليون برميل يوميا ووصل لمستوى 3 ملايين برميل يوميا قبل اندلاع الغزو الامريكي الاخير للعراق. وبحسب توقعات وتقديرات العديد من المختصين ومتابعي السوق النفطية مثل الدكتور الحجي استاذ الاقتصاد في جامعة متسال اوهايو الامريكية وسعد الله الفاتي مستشار الشؤون النفطية الصادرة بنشرة ميس الاقتصادية فإن بلاد ما بين النهرين لن تستطيع زيادة انتاجها اليومي من النفط الى مستويات ما قبل حرب الخليج والحرب الاخيرة على المدى القصير لعدة اسباب لها علاقة وثيقة الصلة بالتاريخ، فالمتطلع للاحداث التاريخية الحاصلة بالعديد من الدول المنتجة للنفط يرى أن تدهور مستويات الإنتاج النفطي في اي دولة يتبع كل حدث يتعلق باضراب سياسي او تغيير بنظام حكم او قيادة. وقد انخفض الانتاج النفطي في العراق ايضا بعد كل تغيير سياسي منذ عقد الخمسينات السابق، وتشير التجربة التاريخية الى ان استعادة مستويات الانتاج السابقة وزيادة الانتاج الى مستويات مستدامة في تلك الدول استغرق 3 سنوات على اقل تقدير، فقد احتاج العراق لفترة 3 سنوات كاملة لزيادة انتاجه النفطي بعد توقيعه على برنامج النفط مقابل الغذاء مع الاممالمتحدة عام 1996 وبالتالي توضح الدلائل التاريخية بأن العراق سيحتاج الى 3 سنوات على الاقل وربما تطول بدءاً من لحظة انتهاء الاحتلال الامريكي لاستعادة مستوى انتاجه النفطي لمستويات ما قبل الحرب الاخيرة. وبحسب البيانات التاريخية فقد كانت مستويات الانتاج في العراق محددة من قبل حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وليس من قبل مديري صناعة النفط العراقية ومهندسيها المحليين في السابق ، اي بمعنى آخر كان العراق ينتج النفط من دون اعتبار لدورات الصيانة المنتظمة والكفاءة الانتاجية وبلا اكتراث لتكلفة مضاعفة الانتاج الزائد ونضوب الآبار وخراب الحقول النفطية، فقد ساعدت المشاكل التقنية وقلة قطع الغيار والمعالجة الدورية بضياع مئات الابار العراقية التي نضبت بعضها بصورة نهائية، وادت عقوبات الاممالمتحدة السابقة الى تفاقم تلك المشكلات من خلال اجبار العراقيين على تفكيك الآلات والمعدات لصيانة غيرها بهدف الحفاظ على الانتاج في بعض الحقول. وفي الوقت الحالي لا تستطيع البنية التحتية الراهنة القيام بنشاطات المعالجة والنقل والتخزين النفطي كما كان عليه الحال قبل الغزو الامريكي، وحتى قبل اندلاع الحرب فقد عانت صناعة النفط العراقية من العديد من سنوات الادارة النفطية السيئة ومشاكل الصدأ والتآكل وتدهور المرافق المختلفة وندرة قطع الغيار والتبديل وخراب الصهاريج والخزانات الرئيسية وانابيب الضخ وبعد انتهاء الحرب تعرضت العديد من المرافق النفطية للتدمير والحرق وحتى لعمليات السرقة والسطو التي عطلت استئناف الصادرات النفطية وبالتالي من المتوقع الا يصل انتاج العراق حتى لمستوى مليوني برميل يوميا المعتدل بحلول الخريف المقبل في اطار استمرار العوامل السياسية والتقنية في تثبيط الانتاج النفطي على الاراضي العراقية. وتتطلب اي زيادة في انتاج العراق النفطي تطويراً للمرافق النفطية الرئيسية اي توافر استثمارات ضخمة وحكومة عراقية شرعية ممثلة للشعب العراقي واستقرار سياسي، اذ يتوقع العديد من المختصين والمراقبين الا تحدث هذه المتطلبات على ارض الواقع قريبا مع تواصل حالة القلق والفراغ الامني والسياسي الراهنة.استيراد الخبراء والمختصين الاجانب والتكنولوجيا المتطورة للعراق لن يحل معظم المشاكل التقنية الحالية في الحقول والابار النفطية وستؤدي الخبرة الاجنبية دوراً ضئيلاً ومحدوداً فيما يتعلق بزيادة انتاج العراق النفطي في المدى القصير. وحتى على الامل الطويل ليس بمقدور العراق الوصول الى مستوى انتاج 6 او 8 ملايين برميل يوميا مع حلول عام 2010 كما يدعي بعض المسؤولين العراقيين والامريكان، فالعراقيون ليس باستطاعتهم بمفردهم تمويل زيادة انتاجهم النفطي على مر السنوات القليلة المقبلة، فتوسيع رقعة الانتاج تتطلب توافر عشرات المليارات من الدولارات لتنمية حقول النفط وتطوير المرافق الرئيسية كالانابيب والمصافي واعادة بناء البنية التحتية النفطية، وسيجبر عامل شح الموارد المالية الحكومة العراقية المرتقبة على تمويل صناعتها النفطية عن طريق اما اخذ القروض من دول العالم المقرضة او الاشتراك مع كبرى الشركات العالمية ببعض المشاريع، والعراق لا يستطيع الحصول على قروض واعمال تنموية كافية من بيوت المال الدولية والمنظومات العالمية او من بعض الحكومات لتمويل برامج ومشاريع تطوير واعادة تأهيل الحقول النفطية، فهذه المؤسسات الدولية لا تقرض اوتمنح مبالغها الوفيرة الا لحكومة عراقية شرعية تمثل الشعب العراقي بكافة افراده وفئاته مصادق عليها من قبل المجتمع الدولي والاممالمتحدة ويتطلب كل ذلك لتحقيقه فعليا على الارض العراقية الكثير من الوقت والجهد، وحتى لو فرضنا ان الاستقرار السياسي وانشاء حكومة عراقية محلية المصدر قد تحقق فعلا وبصورة اسرع من المتوقع فالعراق لا يستطيع الحصول على اي قرض او على اي فلس نظرا لاعتلائه اكبرمديونية في العالم وكونه اكثر دول العالم ارهاقاً بالديون فليس بمقدوره حتى سداد جزء من القروض او الديون المتراكمة السابقة على كاهله حتى يستطيع الحصول على مبالغ طائلة جديدة. ويعتبر عنصر الوقت مهماً جداً وضرورياً لايجاد حكومة عراقية شرعية جديدة في جو سياسي مستقر يساعد بصورة رئيسية على زيادة القدرة الانتاجية النفطية تحت اطار مؤسسي فاعل وملائم لصياغة السياسات المعززة للبنية التحتية السليمة من اجل استقطاب وجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة واتحاد بيئة استثمارية تتسم بالشفافية، فنقص البنية التحتية وانعدام دلائل تقدمها يؤدي بالمحصلة الى اعاقة جهود ومساعي زيادة القدرة الاستيعابية للطاقة الانتاجية من النفط وجعل العديد من المشاريع غير ربحية.وتؤكد العديد من التجارب التاريخية كالحاصلة في الكويتوالعراق وايران على ان اعادة بناء اي بنية تحتية بعد تداعيات الحرب يتطلب فترة طويلة من الزمن لا يمكن تحديدها بمجرد التخمين، فعلى سبيل المثال استغرق كل من الكويت وايران اكثر من 10 سنوات اي عقدكامل من الزمن لإعادة هيكلة بنيتها التحتية حتى مع توافر رؤوس الاموال الضخمة. مليون برميل يوميا وفي تطور راهن اعلن ممثل عن التحالف الامريكي البريطاني في العراق ان الانتاج النفطي العراقي بدأ يتجاوز مليون برميل يوميا موضحا ان هذه الزيادة ستساعد على اعادة اعمار البلاد. وقال المتحدث ان انتاج النفط الخام يتزايد بسرعة الآن وقد وصلنا الى اكثر من ميلون برميل في اليوم. واضاف في السابق كان الانتاج اقل بكثير، مشيرا الى ان هذا سيؤدي الى عائدات ضخمة تضاف الى موازنة اعادة الاعمار التي تشكل هدفا لنا. واشارت ارقام سابقة صدرت عن وزارة النفط العراقية الى ان معدل الانتاج يتراوح بين 800 الف و900 الف برميل يوميا. واشار المتحدث باسم التحالف ان اتفاقا عقد بين العراقوسوريا حول استئناف النقل عبر سكك الحديد بين البلدين، الامر الذي يشكل محطة مهمة في تطوير الصناعة النفطية. واوضح انه ينتظر وصول قطار محمل بالصهاريج الفارغة اليوم الى العراق قادما من سوريا، في اول خطوة في اطار استئناف الاتصالات على هذا الخط بعد انقطاعها منذ اندلاع الحرب في 20 مارس. وستساهم وسيلة النقل هذه في زيادة قدرة العراق على نقل نفطه الخام باتجاه مصافي المنطقة بمعدل الثلث. واعلن مدير شركة ساوث اويل العراقية جبار علي الحسين الثلاثاء ان الانتاج الوسطي لحقول الجنوب النفطية هو اكثر بقليل من 500 الف برميل يوميا. وقال جبار علي الحسين في مقر الشركة في البصرة توصلنا الى انتاج مليون برميل يوميا الا اننا نواجه مشاكل في التيار الكهربائي الذي يشهد انقطاعا متكررا. عقود التصدير تطيح بالاسعار وتراجعت أسعار النفط الاسبوع الماضي لتنهي الاسبوع منخفضة نحو ستة في المائة وسط علامات على ان صادرات النفط العراقية قد تبدأ أخيرا في الانتعاش، فيما تأثرت أيضا نحو الهبوط في سوق كانت تتوقع في حينها الابقاء على الحصص الانتاجية في منظمة اوبك. وانخفض سعر النفط الامريكي الخفيف في بداية المعاملات ببورصة نايمكس في نيويورك عن مستوى 30 دولارا للبرميل لكن هذا لم يستمر طويلا وهو ما يبزر مخاوف السوق من انخفاض مخزونات الوقود في الولاياتالمتحدة في ذروة موسم قيادة السيارات هناك. واعلن العراق عن توقيع أول عقود تصدير بعد انتهاء حكم صدام مع شركات غربية متعددة الجنسيات وقال انه يأمل في زيادة صادراته بنسبة 40 في المائة الشهر القادم لتصل إلى ثلث مستوياتها قبل الحرب. وقال محلل نفطي على الارجح فان الامور تسير نحو الافضل في العراق... الائتلاف يحقق تقدما والعراق وقع بعض عقود التصدير الطويلة الاجل. وكان حريق قد شب في انبوب نفط غير اساسي في عملية استغلال النفط في جنوبالعراق، على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق البصرة، وفق اعتقاد ان يكون الحريق ناتجا عن اطلاق قذيفة صاروخية. ورأى رئيس وحدة رجال الاطفاء في الشركة النفطية العراقية ان الامر ناتج عن هجوم. وقال لا يمكن نشوب مثل هذا الحريق بشكل طبيعي. اعتقد ان احدا ما فجره. وتكررت عمليات تخريب المنشآت النفطية والكهربائية في العراق منذ سقوط النظام العراقي.