بدأ تأخير دفن جثتي عدي وقصي يثير مشاعر الناس في العراق والتعاطف مع صدام خاصة مع انتشار الروايات عن مقتلهما ومقاومتهما لمدة أربع ساعات، في القصر الذي اختبأ فيه بحي الفلاح في مدينة الموصل. الروايات تشير الى انهما ردا على أول نداء وجهته القوات الأمريكية إليهما بالتسليم بقنابل يدوية قام برميها قصي بنفسه فيما كان عدي ومصطفى ابن قصي ومرافقهم عبدالصمد يشغلون الأمريكان بالبنادق. وأشار أحد شهود العيان في منطقة العملية ل (اليوم) ان المعركة استمرت عدة ساعات حتى قامت القوات الأمريكية بقذف المنزل ب 13 صاروخا من الدبابات والطائرات وقتل عدي وقصي والمرافق ولم يبق سوى مصطفى الذي ظل يرمي ببندقيته حتى تم توجيه صاروخ إليه ليرديه قتيلا. جثث القتلى التي لم تدفن بعد وتلك الروايات عن مقاومتهما بدأت تثير مشاعر العراقيين لكن الاسئلة الكبيرة التي ما زالت تشغل الشارع العراقي في هذه الحادثة ما زالت غامضة وفي مقدمتها دور الشيخ نواف زيدان صاحب المنزل الذي قتلا فيه. ومن الأسئلة التي أثيرت لماذا قامت القوات الأمريكية في العراق بهدم منزل الشيخ نواف زيدان في حي الفلاح بمدينة الموصل العراقية شمالا؟. ولماذا بقي الشيخ زيدان صاحب المنزل الى جوار القوات الامريكية الى ما بعد مقتلهما وخرج من منزله سالما وركب العربة العسكرية الأمريكية التي كانت بانتظاره متنكرا بمنديل ازرق وضعه على رأسه؟. ولماذا كان الجندي الأمريكي الذي اعتقله يوضع يديه على كتفي الشيخ زيدان بطريقة لم يألفها العراقيون في اسلوب الاعتقالات الأمريكية للعراقيين، ولماذا انتظر الشيخ كل هذه الفترة حتى مقتل عدي وقصي قرب القوات الأمريكية لتتم عملية اعتقاله أمام كاميرات التلفزيون وبعد خمس ساعات من عملية مداهمة المنزل الذي كان بإمكانه ان يكون خارجه لحظة بدء العملية.. بعض العراقيين الذين تعودوا إثارة الشكوك مع كل عملية أمريكية في إلقاء القبض على أحد رموز النظام السابق كانوا يستغربون من شكل العملية التي بدأوا يطلقون عليها اسم اللعبة في مقتل عدي وقصي، خاصة وان تلك العملية جاءت متزامنة مع إعلان أمريكي باستبدال القوات الأمريكية الموجودة في العراق بأخرى ستصل الى العراق خلال شهر أيلول - سبتمبر القادم . ومع هذه الأسئلة يرى بعض العراقيين ان إغفال موضوع الأموال التي يمكن ان تكون بحوزة عدي وقصي والتي قيل انهما سرقاها من البنك المركزي العراقي قبل سقوط بغداد بيومين مثار شك كبير.اين ذهبت تلك الاموال اذا كان ما قيل عنها حقيقة؟. فقد كانت القوات الأمريكية ومسؤولون عراقيون في وزارة المالية وتصريحات لقياديي أحزاب معارضة دخلت الى العراق بعد سقوط نظام صدام قد أكدت ان عدي وقصي سرقا اكثر من مليار دولار من البنك المركزي. وهي أموال ربما تكفي الشيخ زيدان لان يساوم عليها عدي وقصي بدل الإخبار عنهما للفوز بثلاثين مليون دولار؟. وإضافة الى كل هذا فان العراقيين يرون ان استمرار عملية مداهمة المنزل وقتل عدي وقصي لم تكن تحتاج لاربعة او ستة ساعات إذ كان بالإمكان رميهما بمسيل الدموع او أي غاز مخدر ليتمكن الأمريكان من إلقاء القبض عليهما حيين؟. هذه الأسئلة وغيرها التي كانت عنوان أحاديث العراقيين الذين يثيرون الشكوك حول مقتل عدي وقصي الى حد الذهاب بان هذه العملية منظمة بين الأمريكان وعدي وقصي أنفسهما لتهريبهما الى الخارج مقابل ان تربح أمريكا نصرا إعلاميا أنهاها جميعها خطاب صدام في رثاء ولديه ولكن مع ذلك هناك من لا يصدق وبدا يشكك حتى بصوت صدام وأشرطته المسجلة.