نشرت سلطات الاحتلال الأمريكية في بغداد أمس صورا لجثتي عدي وقصي، نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ليثبت للمتشككين حقيقة مقتلهما.وقد عرضت على الصحافيين في بغداد أربع صور عن رأس وصدر عدي وقصي، اضافة لصورة أشعة سينية عن ساق عدي التي احتوت على قضيب معدني تم تركيبه في ساقه منذ الهجوم عليه في عام 1996.وكان البنتاغون (مقر وزارة الدفاع الأمريكية) قد أعنلت أمس الخميس أنها بعد التفكير مليا قررت نشر هذه الصور لكي يقتنع العراقيون بأن عدي وقصي قتلا فعلا الثلاثاء الماضي.وأوضح الناطق الكولونيل جورج ريندانس ان وزير الدفاع دونالد رامسفلد هو الذي اتخذ قرار النشر.ويرى العديد من المسؤولين الأمريكيين ان وزارة الدفاع الأمريكية تريد اقناع العراقيين الذين مازالوا مترددين في تصديق نبأ مقتل عدي وقصي بانهما قتلا فعلا في الهجوم الذي قام به الجنود الأمريكيون الثلاثاء في الموصل في شمال العراق في عملية استمرت من الساعة العاشرة صباحا وحتى عصر ذلك اليوم بحسب إفادات الشهود. وقالت القيادة الأمريكية الوسطى أمس الأول ان القوات الأمريكية كانت تحاول اعتقالهما غير أنهما رفضا الاستسلام وفضلا القتال، بل إن أحدهما بادر بإطلاق النار بينما كانت نداءات الاستسلام اليهما تنطلق عبر ميكروفونات القوة القتالية (حوالي 200 عنصر) التي حاصرت منزل نواف الزيدان شيخ عشيرة بوعيسى الذي كان المخبأ الأخير لعدي وقصي. واستخدمت قوة الاحتلال طائرات هليكوبتر وقنابل يدوية ورشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدبابات في عملية الهجوم. يشار الى ان التقاليد داخل الجيش الأمريكي تقضى كما تشير الصحف الأمريكية بعدم نشر صور القتلى. وكان احد اعضاء مجلس الحكم الانتقالي وهو طبيب اكد انه ليس هناك ادنى شك في ان الجثتين اللتين شاهدهما تعودان لعدي وقصي صدام حسين. ونشر ضباط في بغداد صورتين من المشرحة تظهران رأس عدي (39 عاما) والنصف الاعلى لجسده وصورتين أخريين لقصي (37 عاما) مع صور اخرى للأخوين عندما كانا على قيد الحياة للمقارنة بالاضافة الى صور بالاشعة السينية استخدمت فيما يبدو للمساعدة في التعرف على جثة عدي. وظهرت الجثتان في الصور ممددتين على فرش من البلاستيك. وكان مسؤولون عسكريون قد أطلعوا مراسل وكالة أنباء رويترز في وقت سابق على صور لعدي تظهر اصابته في الوجه. وأطلعت ادارة الاحتلال الأمريكية مجلس الحكم الانتقالي على الجثتين بعد ظهر أمس، على أمل أن يساعدهم ذلك في اقناع المتشككين العراقيين بأن أسرة صدام لا يمكن أن تعود الى الحكم أبدا. وقالت مصادر أمريكية أنه سيتم التشاور مع اعضاء المجلس بشأن كيفية التخلص من الجثتين. ولاحظت "رويترز" أنه أمكن التعرف على الجثتين بالرغم من الجروح التي أصيب بها عدي في وجهه. وكانت ملامحه واضحة على الرغم من اصابة بترت جزءا من أنفه وشفته العليا. ولم تظهر أي جروح على وجه قصي. والصور التي عرضت على "رويترز" جرى التقاطها في الموصل بعد انتشال الجنود الامريكيين للجثتين ولكن قبل نقلهما الى بغداد أمس الأول. من جهة اخرى، تعهد (فدائيو صدام محافظة الأنبار) في شريط مصور بثته قناة العربية الفضائية أمس بمواصلة طريق الشهادة، حسبما جاء على ألسنة الملثمين المسلحين الذين ظهروا على الشاشة وقدموا أنفسهم على أنهم من فدائيي صدام. وبينما بدت في خلفية الصورة صور لصدام حسين ونجليه، قال أحدهم إن مقتل عدي وقصي سيزيد من هجمات المقاومة العراقية، معربا عن الأمل بأن يكفر الله ذنوب نجلي الرئيس العراقي. وأضافوا: نريد ان نقول لقوات الاحتلال التي قالت ان قتل عدي وقصي سوف يقلل من الهجمات، ان استشهادهما سوف يزيد من الهجمات ويزيد من اصرارنا. وخاطبوا صدام حسين قائلين: نريد أن نقول للرئيس صدام أن ولديه قتلا ولكن العراقيين وهؤلاء الشباب لم يقتلوا. وان دماءنا فداء لارض العراق.