يزدهر سوق الشائعات في بغداد وبعضها يثير الضحك وشديد الغرابة بشأن مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين وافراد عائلته. فهناك من يقول انه اصبح في تل ابيب .وان زوجته ساجدة وبناته الثلاث انتقلن الى منزل يملكه صدام في ليدز في بريطانيا اما عدي وقصي اللذان تعرض وسائل الاعلام صور جثتيهما مسجيان في خيمة في مطار بغداد فموجودان حسب هذه الشائعات في مونتي كارلو بعيدا جدا عن مسرح المعركة التي يفترض انهما قتلا فيها في شمال الموصل في العراق. هذه الشائعات لا يدري احد من وراءها ولكن المواطن العراقي العادي قد يصدقها والقول بانها هي التي دفعت الولاياتالمتحدة الى نشر صور جثتي نجلي الرئيس العراقي السابق اولا ثم السماح لمجموعة من الصحافيين برؤية الجثتين امس الجمعة اطلق مزيدا من الشائعات بان الامريكيين هم الذين يروجونها لتبرير نشر الصور بعد عاصفة النقد التي تعرضوا لها., ويقول النحات محمد عبد الغني حكمت عن موت عدي وقصي انها تمثيلية . ويضيف الجميع يتحدث عن الامر. بعض الناس يقولون ان العائلة اصبحت في بريطانيا، وآخرون يقولون ان عائلة صدام حسين هي في المغرب، وغيرهم يقول انها في الولاياتالمتحدة . اعلان مقتل عدي وقصي اللذين زرعا الرعب في نفوس العراقيين لسنوات طويلة، اعتبره بعض العراقيين دليلا يؤكد ظنهم بوجود اتفاق سري بين صدام حسين والولاياتالمتحدة. وعلى كل حال فالشائعات تهب من جميع الجهات ومن كل الاطراف لتجد طريقها الى عقول العراقيين المتعبة من الحرب والاحتلال والحاقدة على النظام السابق وغير الواثقة في النظام الجديد. وتروج في بغداد نظريات التآمر التي تجد ارضا خصبة وسط الاحساس بالذل والانكسار. في مقهى ام كلثوم، يبدي علي عبد الحسان حيدر (52 عاما) وناصر الهندي (50 عاما) اللذان تعرضا للاضطهاد طيلة فترة حكم صدام حسين، تشككهما في رواية المعركة التي استمرت اربع ساعات في الموصل قبل ان يقتل عدي وقصي. وهما يعبران عن فرحهما بانتهاء النظام السابق، الا انهما يعتبران انه يشم من سقوط بغداد في التاسع من نيسان/ابريل رائحة خيانة.ويقول حيدر هناك احتمالات كثيرة. قد يكون الامريكيون ادعوا انهم قتلوهما لاخراجهما من البلاد والحد من عمليات المقاومة . ثم يضيف ان الامريكيين يدفعون لصدام من اجل تخريب شبكة الكهرباء وانابيب النفط لابطاء عملية اعادة الاعمار بالتالي توسيع تدخلهم في الشؤون العراقية.ويتابع لعل ذلك جزء من الصفقة . وللتأكيد على ما يقول، يبرز نسخة من صحيفة تتضمن قصة عن التقاط مكالمة هاتفية بين الرئيس الامريكي جورج بوش وصدام حسين قبل ساعات قليلة من بدء الحرب الامريكية على العراق في 20 آذار/مارس. وبحسب الرواية قال بوش لصدام، ستنفذ ما يقوله لك عملاؤنا في بغداد. استمر في عقد الاجتماعات والظهور على التلفزيون. لا تقلق. فعميلنا في بغداد سوف يؤمن لك الحماية. قم بحزم كل امتعتك . ويتهم التاجر فلاح حسن (33 عاما) من جهته الامريكيين بانهم جاءوا الى العراق من اجل النفط والسيطرة على المسلمين وحماية اسرائيل. الا انه يؤكد انه يكره صدام حسين، مشيرا الى ان عشرة من اقاربه ماتوا في 1980 على يد النظام العراقي. ويتساءل لماذا سقط العراق خلال عشرين يوما، وبعد ثلاثة اشهر لم يتم بعد اعتقال صدام حسين؟ ويجيب لانه عميلهم السري . ويلتقي معه احد زبائنه اياد الموسوي لعل صدام موجود في تل ابيب. فهو عميل للامريكيين منذ 1980 .