اكدت دراسة علمية بحثية ان السائح السعودي ينفق في السياحة الخارجية حوالي ستين مليار ريال مقارنة بحجم الانفاق الداخلي في هذا المجال الذي قدر بنحو خمسة مليارات ريال. وقامت الدراسة ان عدد السياح الذين يسافرون يقدر بنحو خمسة ملايين سائح. واضافت ان السياحة الداخلية اليوم تحقق تطورا ايجابيا خاصة في السنوات الثلاث الاخيرة حيث تشهد تطورا خصبا في هذا الحقل بالاضافة الى توظيف الكوادر السعودية وظهور العديد من الفرص الاستثمارية . واكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الامين العام للهيئة العليا للسياحة ان الهيئة منذ انشائها حققت انجازات جيدة وتوصلت الى قرارات وتوصيات نتج عنها وجود الخطة الوطنية الشاملة لتنمية السياحة الوطنية بالاضافة الى برامج تطوير السياحة والموارد البشرية والمعلومات السياحية. وشدد سموه على ان المواطن يحتل موقع الصدارة في جميع الخطط التي تقوم بها الهيئة العليا للسياحة حيث تهدف الهيئة عبر خططها وسياساتها الحالية والمستقبلية والمشروعات التي ستتم باذن الله الى ان يكتشف السائح السعودي ما في وطنه من كنوز سياحية لم تستثمر حتى الآن عبر فتح المجال لتطوير القائم منها حاليا او الذي سيتم استثماره مستقبلا بالتعاون مع القطاع الخاص. وبين سموه ان عمل الهيئة العليا للسياحة يقوم على تشجيع السياحة الداخلية من خلال تطوير البنية الاساسية لها بتشجيع ودعم متواصل من الدولة رعاها الله حيث ادى هذا الدعم الى انشاء الفنادق والمتنزهات والقرى والمنتجعات والمراكز الترفيهية في مدن المملكة وتوفير الخدمات الضرورية مثل شبكات الطرق والمطارات والبنى التحتية وتشجع الهيئة القطاعين الحكومي والخاص للاسهام في التنمية اللازمة في المواقع التي تحتاج المزيد من التطور. ولفت الامير سلطان بن سلمان الى ان السياحة الداخلية قادرة على تلبية احتياجات المواطنين في ظل ما حبا الله المملكة من مقومات سياحية قيمة تتمثل في تاريخها الطويل والعريق والآثار القديمة والمتنوعة التي مازال معظمها مجهولا حتى الآن للسائح الداخلي قبل السائح الخارجي اضافة الى ما تزخر به البلاد من تنوع تراثي وبينيء وموارد طبيعية متعددة في ظل المساحة الشاسعة مما يجعل الامكانات الموجودة ان تكون السياحة الداخلية في المملكة صناعة مستقلة تضاهي غيرها من الدول المتقدمة. واوضح سمو الامين العام للهيئة العليا للسياحة ان انشاء الهيئة العليا للسياحة جاء ضمن التوجه العام للدولة لدعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل والمساهمة في ايجاد فرص وظيفية جديدة للشباب السعودي مشيرا الى ان قطاع السياحة يعد من اهم القطاعات السياحية على المستوى العالمي حسب الاحصاءات العالمية ويشكل اعلى مصدر للدخل في العديد من البلدان كما انه من القطاعات السريعة النمو والمتداخلة مع جميع القطاعات الاخرى في المجتمع. وقال سموه ان قطاع السياحة يواجه تحديات كثيرة يتطلب التعامل معه بأسلوب منهجي يحلل واقع السياحة في المملكة ويدرس تطوير هذا القطاع عبر خطط استراتيجية وسياسات تنطلق من الاسس والثوابت التي تقوم عليها البلاد. وبين ان الخطة الوطنية للسياحة تتضمن خطة طويلة الامد مدتها عشرون عاما للتنمية المتسديمة للسياحة ثم السعي الى تنفيذ المراحل الاخرى. واضاف سموه ان السياحة صناعة عالمية ونشاط اقتصادي داعم للدخل الوطني ويساهم في تنويع مصادره وتوظيف الكثير من الشباب القادم الى سوق العمل فهو لم يعد نوعا من الترف بل انه ضرورة ملحة ونشاط اساسي في جميع دول العالم الغنية والفقيرة ويساهم في تحقيق العديد من الاهداف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وشدد سموه على اهمية دور القطاع الخاص في العمل السياحي موضحا اننا نعيش في عالم اصبح القطاع الخاص هو الذي يقود العمل الاستثماري خاصة في المجالات السياحية ونحن نريد تنمية السياحة في جميع مناطق المملكة وان تعمل الايدي السعودية المدربة في هذا المجال. وعن الاحداث الاخيرة في العالم وهل ستؤثر على السياحة اجاب سموه الهيئة تعمل وفق خطط مدروسة وهذا لا يعني الانعزال عن الواقع والمجريات والاحداث الدولية. وعن غلاء الاسعار في السياحة الداخلية اكد الامير سلطان بن سلمان ان غلاء الاسعار اعتقد انها وقتية وسوف تعالج نفسها بنفسها من خلال ايجاد مجال مناسب للمنافسة بين الجهات التي تقدم الخدمات السياحية وكما تعلم ان الاقتصاد السعودي اقتصاد حر ولا يمكن فرض اسعار محددة على مقدمي الخدمة لان ذلك قد يكون عائقا مباشرا في صناعة السياحة وليس تفعيلها ونحن نؤمن بان تقديم التسهيلات للمستثمر في قطاع السياحة سوف يفضي الى زيادة العرض وتحسين الخدمات عبر التنافس الشريف بين المستثمرين.