يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعتبارا من الاحد القادم بأول زيارة رسمية له الى لندن الهدف الرئيسي منها تسوية الخلافات التي ظهرت في الاشهر الاخيرة بين البلدين. وتواجهت الحكومتان في جدال حاد في بعض الاحيان حول طبيعة التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين وحول دور أوروبا في هذا الاطار الذي تعتبر اسرائيل انه يجب ان يقتصر على الحد الادنى.ويقول البروفسور ايتان غيلبوا من جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ان شارون لم يزر بريطانيا حتى الان بسبب خلافات سياسية رئيسية بين البلدين حول النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. ويضيف: الآن وقد انطلقت خارطة الطريق، تتوافر فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين في اشارة الى خطة السلام الدولية لتسوية النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش في الرابع من يونيو في العقبة (الاردن). وفي يناير الماضي منعت اسرائيل مسؤولين فلسطينيين من التوجه الى لندن للمشاركة في مؤتمر حول اصلاح السلطة الفلسطينية بعدما امتعضت من عدم قيام حكومة توني بلير باستشارتها مسبقا حول هذه المبادرة. وشارك الفلسطينيون في النقاشات من خلال اتصال عبر الاقمار الاصطناعية. وبعد ذلك انتقدت اسرائيل بصرامة تصريحات لوزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي قال ان الدول الغربية تنتهج سياسة الكيل بمكيالين عبر ارغامها العراق على احترام قرارات الاممالمتحدة وليس اسرائيل. ومطلع مايو طلبت اسرائيل من بريطانيا شن حملة على العناصر الاسلامية المتطرفة على اراضيها بعد عملية استشهادية نفذها في30 ابريل في تل ابيب استشهادي يحمل الجنسية البريطانية. وادى الهجوم الى مقتل ثلاثة اشخاص. وبعد زيارته التي تستمر ثلاثة ايام في لندن يزور شارون النرويج الاربعاء لمدة 24 ساعة. وتعود دعوة بلير الى شارون الى ابريل الماضي لكنها لم تتبلور الا بعد تغير موقف أوروبا حيال اسرائيل منذ البدء بتنفيذ (خارطة الطريق)، على حد قول المحلل الاسرائيلي جيرالد شتاينبرغ. ويوضح ان هذه الزيارة تهدف الى اصلاح العلاقات الهشة جدا بين اسرائيل وأوروبا. ويضيف: بعد الولاياتالمتحدة تعتبر العلاقات مع بريطانيا الاهم بالنسبة لاسرائيل وبما ان العلاقات مع الاتحاد الاوروبي اكثر فتورا فمن المنطقي ان يحاول شارون تعزيزها في لندن مع حكومة بلير. ويرى المحلل الاسرائيلي هذا ان شارون يأخذ في الاعتبار ايضا نفوذ رئيس الوزراء البريطاني بشأن الشرق الاوسط. ويبدو انه استخدم دعمه الكامل للولايات المتحدة في العراق لدفع واشنطن الى مزيد من الالتزام في عملية السلام في الشرق الاوسط. ويوضح شتاينبرغ ان بلير يعتبر افضل من يدرك في اوروبا تعقيدات الشرق الاوسط مقارنة مع الدور السلبي الذي اضطلع به الفرنسيون حول هذه المسألة. في المقابل يشك غيلباو في احتمال ان تترجم زيارة شارون الى لندن بزيادة في مساهمة اوروبا في عملية السلام. ويقول ان اسرائيل تعتبر انه على اوروبا ان تتوقف اولا عن دعم الفلسطينيين كما تفعل وطالما لم تفعل فان شارون لن يؤيد مشاركة اكبر لها في العملية السلمية. ويوضح ان شارون سيحاول ايضا اقناع الاتحاد الاوروبي بتهميش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تعتبره اسرائيل عقبة على طريق التسوية. ويختم غيلباو بقوله ان عرفات هو العقبة الاكبر امام خارطة الطريق لكن بريطانيا والنروج لا تنظران الى الامر على هذا النحو ومن المهم ان يشرح شارون وجهة نظره لحكومة هذين البلدين.