لا اريد ان (اعيدها جذعة) فالنار التي أوراها استاذنا خليل الفزيع مازالت تشتعل هنا وهناك.. في المجالس الأدبية وغير الأدبية.. وفي صفحات هذه الجريدة. تشتعل على شكل صيحات بعضها مؤيد وبعضها معارض.. فبعضها نعيق.. وبعضها زعيق وبعضها نقيق.. وبعضها وهذا البعض قليل جدا - هو ما يناقش بايجابية ونظرة موضوعية.. وتطلع الى الفائدة للمجالس واهلها وللادب وللاحساء عموما, وهذا ما نريده في مثل هذه القضية. صحيح ان الاستاذ خليل طرح الموضوع بحس انفعالي صاخب وساخن.. ولكن يجب ان نضع في اعتبارنا ان الاستاذ خليل لا يريد ولا يقصد الاساءة الى أحد من اصحاب المجالس الأدبية ولكنه من باب الحرص وارادة الاصلاح.. ولو طرحنا تلك الجمل الانفعالية جانبا لوجدنا ثمرة يانعة يجب الا نغفلها كقوله: علينا ان نقر بأن هذه الظاهرة ايجابية في شكلها العام لكن عند الدخول في التفاصيل تنكشف لنا اجابات مؤلمة عن تلك الأسئلة المطروحة. وقوله ماذا عن تلك الملتقيات التي لا علاقة لأصحابها بالادب والثقافة؟ لقائل ان يقول ان الأدب خاصة والثقافة عامة ليست حكرا على احد وهذا صحيح لكن ماذا تقول عن تلك الامسية التي لا يستطيع صاحبها تقديم ضيوفه, واذا تحدث عبث باللغة كما يعبث الطفل بلعبته. لنكن اكثر شجاعة ونأخذ تلك الملاحظات بعين الاعتبار والحيادية والواقعية وان كانت مؤلمة, وكنت أظن ان هذه الزوبعة او الزلزلة التي احدثها مقال الاستاذ ابي الوليد لن تذهب ادراج الرياح بل سيكون لها رد فعل من اصحاب الاقلام البناءة والعقول الرزينة والفعل جاء مقال اخي الدكتور خالد الحليبي يوم السبت الماضي في هذه الصفحة والذي اخذ فيه على الاستاذ خليل كمية الانفعال حيث وصفه بعدم التريث وعدم حساب القارىء الاحسائي الرقيق الذي تعود ان يسمع كل كلمات المعجم المدائحي المجامل. مضيفا الى ذلك قوله: (ان ظاهرة انتشار الصالونات الأدبية في الاحساء أثارت اعجاب كل من حضرها او سمع عنها من خارج الاحساء.. وعدوها ظاهرة ايجابية مهما اعتورها مكن من خلل وتقصير). وانا مع الاستاذ خليل في الكثير من النقاط التي طرحها لو اسقطنا عنها لباس الأنفعال الغضبي ومع الدكتور خالد في كثير من نقاطه لو نزعنا عنها لباسها العاطفي وخاصة حينما خاطب الاستاذ خليل بقوله: ان الهدف النبيل الذي أردت ان تصل اليه في نهاية مقالك المتمثل في المطالبة باقامة ناد ادبي في الاحساء هو الترنيمة الجميلة التي يرددها المثقفون في الاحساء منذ سنين طويلة, والتي لا تزال تنتظر الصدى, ولكن لا يعني تحقق ذلك بالغاء كل المنتديات الثقافية الاخرى بالطبع. انني انادي معك بالغاء الالقاب الفضفاضة التي يمارس تسويقها بعض المقدمين لهذه الندوات حتى تشعر بالغثيان وانت تسمعها, وإلى الغاء عنصر المجاملة في تطارح الآراء دون الغاء عنصر الاحترام والتقدير, حتى يتم النقاش في جو من الحرية والتقدير. وانني اقترح ومن هذا المنبر الاعلامي.. اقترح على كل اصحاب المجالس الأدبية بالأحساء ان يعقدوا ندوة تضمهم وتضم بعض الرواد ويكون الاستاذ خليل والدكتور الحليبي ضمن اعضاء الندوة او احدهما يدير هذه الندوة التي يطرح فيها عنوان مقال الاستاذ خليل (منتديات الاحساء.. مالها وما عليها) موضوعا للنقاش ونخرج بتوصيات تخدم هذه المجالس والأدب واصحاب المجالس والأدباء وارشح الدكتور خالد للقيام بتنظيم هذه الندوة مكانا وزمانا فهو أهل لذلك وخير من يقوم عليها. من النقاط التي يجب بحثها في الندوة: 1 - لجنة لكل صالون ادبي تعنى باختيار الموضوعات والشخصيات المتحدثة وتوزيع الجدول الثقافي على الفترة الزمنية للصالون, واقصد بالفترة الزمنية منذ اول يوم في الفصل الى آخر يوم. 2 - العناية بمكبرات الصوت واللاقطات وتوزيع السماعات في مكان الأمسية بشكل غير مزعج ولا مقلق. 3 - الالتزام بزمن المحاضرة للمتحدث وزمن التحدث للمداخلة.. فالزمن لا يجب ان نجامل فيه احدا ابدا. 4 - أخذ آراء الرواد ومحاولة تحقيق غالبيتها. 5 - الادارة والتقديم.. يجب ان يكون لكل محاضرة مقدم من اصحاب الاختصاص.. دون مجاملة لصاحب المجلس. 6- اماطة الشعر العامي عن مثل هذه المجالس الأدبية واذا اكان لابد منه.. فيخصص له يوم محدد يعلن عنه حتى يأتيه من يريده. والا فان له مجالسه المعروفة.