جدة ، الدمام، جازان – عبدالعزيز الخزام، بيان آل دخيل، معاذ قاسم القحطاني: من يديرون صالوني وأمسياته هم شباب من طلابي. كشغري: غالبية الصالونات الأدبية النسائية في جدة أغلقت لأسباب لا أعرفها. الشريف: بعض الصالونات أعمالها مميزة وغيرها تقدم أنشطة اجتماعية رتيبة. انعدام عوامل الجذب وهيمنة النخبة تسببت في انكماش الشباب عن المجالس الأدبية. مائة فتاة في جدة نظمن برنامج رحلات وندوات يضم مجموعتي «إنتر لك» و«جراس». تعاني الصالونات الأدبية غياباً ملحوظاً من فئة الشباب وذلك على عكس ما كانت تمتاز به في الثمانينيات والتسعينيات من حضور لافت ومشاركة من شرائح الشباب في المملكة في مختلف المناطق، حيث أرجع مثقفون أسباب الغياب إلى انعدام عوامل الجذب للشباب من الجيل الجديد، واقتصار الحضور على الفئة النخبوية في المجتمع، فيما يؤكد البعض أن الصالونات الأدبية تخلق حراكا ثقافيا جيدا، ومن المهم وجود الشباب فيها. تدريب وتأهيل د. عبدالمحسن القحطاني وقال صاحب صالون القحطاني الثقافي في جدة ورئيس نادي جدة الأدبي السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني «من الأهداف الأساسية لصالوني الثقافي استقطاب الشباب واستثمار حضورهم للصالون، أنا في الأصل لا أهدف إلا لتنوير الشباب. لا أريد إلا الشباب، أما من ناحية تشجيع الجيل الجديد على حضورها، فإنني أقول لك إن الذين يديرون أمسيات الصالون وينظمونها هم من طلابي الذين لا أدرسهم الآن ولكن سبق أن درستهم في الجامعة قبل عدة سنوات». أثر وسائل التقنية وحول دور وسائل التقنية الحديثة في عدم اهتمام الشباب بتسجيل حضورهم في المجالس الأدبية قال الدكتور القحطاني «الذي يهمني في هذا السياق هو تسخير وسائل التقنية الحديثة في خدمة الصالون، حيث قمنا في صالون القحطاني الثقافي الذي انطلق حديثا بحجز موقع للصالون على الإنترنت، سيتم إطلاقه، وسيكون الهدف الرئيسي للموقع استقطاب الشباب للصالون وربطهم بنشاطاته ودعوتهم للحراك الأدبي الثقافي». «المها» و«الكلمة» أميرة كشغري وقالت عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي والكاتبة المعروفة الدكتورة أميرة كشغري:»الذي أعرفه أن غالبية الصالونات الأدبية في جدة أغلقت حاليا، وقد كان لدينا في جدة صالون ثقافي نسائي اسمه «صالون المها الثقافي» وهو يعود للسيدة مها فتيحي لكنه أغلق قبل سنتين تقريبا لأسباب لا أعرفها، والآن هناك مجموعة من المثقفات من الأكاديميات والكاتبات والمذيعات والصحفيات أسسن «جمعية الكلمة السعودية» وهذا هو الملتقى الوحيد الذي نشارك ونلتقي فيه. ترخيص ورقم قانوني وأوضحت كشغري: أن الصالون بمعناه المحدد غير موجود، مشيرة إلى أن الصالونات الأدبية تخلق حراكا ثقافيا جيدا، ومن المفترض فيها أن تقدم تنوعا لكن بشرط أن تخرج من البيروقراطية، لذلك تمنت أن ينظر إليها على أساس أنها من مؤسسات المجتمع المدني وأن تعطى الترخيص أو الرقم القانوني بسهولة وبدون شروط «. جهود فردية وبينت كشغري أن «جمعية الكلمة السعودية» لم تحصل على الصيغة القانونية سواء من وزارة الثقافة والإعلام أو وزارة الشؤون الاجتماعية، وأضافت: «رغم أننا تقدمنا بطلب الترخيص منذ ثلاث سنوات، لكن في الحقيقة لا وجود للفتيات في مجموعة الكلمة السعودية، لكن الذي أعرفه أن هناك في جدة مجموعة من الفتيات، بينهن ابنتي، لديهن جمعيات كثيرة مقامة بجهود فردية خاصة، وهن يلتقين في بيت واحدة منهن ضمن لقاءات منظمة تستقطب مائة فتاة أو أكثر، ولديهن برنامج متكامل على طول العام فيه لقاءات ورحلات ومحاضرات وندوات، ومن بين هذه المجموعات هناك مجموعة «إنتر لك» ومجموعة «غراس» وجميعها خاصة بالفتيات. لايمكن التعويل عليها عبدالعزيز الشريف وأوضح الشاعر عبدالعزيز الشريف أنّ «الصالونات الأدبية لا يمكن الحكم عليها بشكل قاطع. لأن بعضها قدم شيئا مميزا للساحة وبعضها الآخر يقدم مجرد أنشطة اجتماعية رتيبة، لكنني أعتقد أنه لا يمكن التعويل عليها، بالشكل الحالي في خلق حركة ثقافية جادة ومنظمة، لأنه مهما كانت جهودها فإنها في نهاية الأمر مجرد نشاط خاص في منزل خاص، حيث لا يستطيع الحضور أن يجهروا بآراء قد تغضب المتحدث بوصفه «ضيفا» لا يمكن التعدي على آرائه. شباب التسلية وفي الدمام يفضل الشباب والشابات الابتعاد عن مجالس الأندية الأدبية لأسباب عدة، فقد أوضح بعضهم أن مثل هذه المجالس تتسم «بالشللية»، وآخرون قالوا إنهم يفضلون المقاهي فهي توفر لهم أريحية في التعامل لا توجد في المجالس، وعزا بعضهم سبب الغياب إلى افتقار المجالس للتسلية، فهي تقدم مواد دسمة ثقيلة على المستمع. وقال فاضل عباس، الذي يقيم فعاليات أدبية تشهد حضوراً قليلاً من الشباب- حيث إن معظم الحضور من الآباء والأجداد الكبار- إن السبب ربما يرجع إلى أن الشباب يتجهون نحو اتجاهات مختلفة، ويرغبون في التسلية أكثر من جلوسهم للاستماع إلى محاضرة أدبية قد لا يكونون قد اعتادوا عليها أو لا يستمتعون بها. وأضاف أن للبيئة دورا، فمن يعيش في بيئة بعيدة عن الأدب لن يستطيع الاهتمام به، وأكد أن لاختيار القائمين على المجالس الأدبية دور مهم، لأنهم قد لا يطرحون مواضيع تتقاطع واهتمامات الشباب. نقاشات «تصدع الرأس» وقال عبدالله الشمري إن جدل حضور الشباب وغيابهم عن المجالس جدل قديم لن ينتهي، وكأن ذلك «دوري نهائي» بين الاثنين، من سينتصر: الشباب أم المجالس؟ مؤكداً انتصار الشباب، لأن ما يبحثون عنه التسلية، وما يوجد في المجالس نقاشات «تصدع الرأس». كرة القدم والتدخين وجزم حسين رضوان أن الشباب يوجدون في المقاهي، وأضاف أن قمة طموح الشباب مشاهدة كرة القدم والتدخين، فعن أي مجالس أدبية سيبحثون؟ مقترحاً توفير شاشات بلازما وقنوات رياضية في الصالونات الثقافية والأدبية لكي يفكر الشباب في الحضور. وأوضح أحمد حسين أن الأنشطة الأدبية تفتقد للإعلان الجيد، فمشاغل الحياة لا تسمح بملاحقة أخبار الأندية والتعرف على أماكن إقامتها، مقترحاً أن يعلن عنها إعلاناً جيداً متعدد المصادر. أهمية الترويج وتؤكد «حميدة أحمد» وجود قصور في الإعلانات، إذ إنها لا تعلم عما سيقام إلا بعد حدوثه عبر متابعة التغطيات الصحفية. فيما أشار أحمد سعيد إلى أن هذه المجالس تقليدية، مؤكداً ضرورة تقديم أعمال متميزة تجذب الشباب. واتفق حسين علي وعبدالله محمد على عدم اهتمامهما بالأدب، لذلك يفضلان عدم الحضور، وقالت «فاطمة علي» إنها تكره المجالس الأدبية، وإن ذهبت فإنها تذهب على مضض، لمجاملة القائمين عليها. تجديد الأطروحات وأوضح الشاعر حسين آل دهيم أن الشباب يتغيبون عن المجالس لتراخي المجالس الأدبية عن تبني الشباب في ظل اهتمامهم بالأسماء الكبيرة والمعروفة. وأكد آل دهيم أن الشباب أصبحوا أكثر وعيا ولديهم القدرة على استقاء المعلومة بسهولة، فإذا قرر الشاب الذهاب إلى ملتقى وسمع أنه قد لا يضيف إلى رصيده المعرفي شيئا فلن يذهب، مقترحاً على المجالس انتقاء الأطروحات التي تلامس رغبة الشباب وتكون جادة ومميزة بالنسبة لهم. وأقر آل دهيم بذهاب بعض الشباب والشابات كمجاملة أو إرضاء لصديق، مضيفاً «كثير منهم يذهب بدون إبداء أي تفاعل مع الشيء المطروح وذلك يرجع لنقص عامل الجذب فلو كان الأمر يهم الحاضر بالتأكيد سيكون حاضرا بكل حواسه وسيكون شخصا فاعلا، لكن مع نقص هذا العامل لن يكون حضوره إلا حضورا فيزيائيا للاستشراف أو المجاملة أو اكتشاف المكان. إشكالية المكان فيما أكد الشاعر فاضل الجابر أن الحضور للأمسيات الأدبية، والندوات الثقافية، وحتى المعارض الفنية منوط بشكل مباشر ومتصل بمكان الحدث، فلكل مكان روّاده الخاصون ويندر أن يتخلّص الحضور من سطوة وإشكالية المكان ليرتادوه بكل أريحية وطيب خاطر. وأضاف»أيضاً يحدث أن يكون المكان مرتبطا بأسماء معينة تفرض نفسها عليه، هؤلاء هم من سيسهمون بشكل كبير إما في استقطاب الآخرين للحضور أو تنفيرهم منه بحسب سعيهم وترويجهم للمادة أو الفعالية التي يودون إبرازها». تكرار المواضيع ومن جازان قال الشاب علي النعمي إن التقنية أفرزت عدة ملهيات تشغل الشباب عن الاهتمام بالمجالس والحلقات الثقافية والأدبية، وصار الشباب يقضون غالبية أوقاتهم أمام التلفاز ليشاهدوا دوريات العالم لكرة القدم ويمارسوا عددا من الرياضات في أوقات فراغهم خاصة مع انتشار الملاعب الخاصة. وبعض الشباب قد يفضل الذهاب مع رفاقه إلى المقاهي أو التنزه خارج البيت، وكثير من الشباب لم يعد يكترث بأي شيء عدا الإنترنت الذي يقضي عليه جل وقته. ويشير النعمي إلى أن جعل المجالس الثقافية بشكل مفتوح وعدم تقييدها بضيوف ومحاور معينة ومحددات هو ما يقلل من إحجام الشباب عن تلك المجالس لأنهم لا يحبون القيود، وكذلك يجب على أصحاب المجالس التنويع في المواضيع، وطرح مواضيع عصرية تهم الشباب، وعدم جعل تلك المجالس مكانا لتكرار المواضيع والضيوف. نظرات التقليل وأضاف النعمي أن للمثقفين دور كبير في هذا الغياب، خصوصا في المؤسسات الثقافية شبه الرسمية، فالشباب يشعرون فيها بالغربة، وحتى في الصالونات الخاصة لأنهم لا يتيحون الفرصة للشباب للتحدث فيها أو طرح مواضيع ليكونوا بالتالي هم من يلقي المحاضرات والندوات فيها، وهذا عائد للتقليل من قدراتهم والتشكيك في ثقافتهم، بل ينظر لهم البعض بنظرات التقليل، وهو ما يجعل بعض الشباب المثقفين يلجؤون للانكفاء على النفس والخروج مع رفاقهم إلى محلات القهوة للحوار وطرح المواضيع الثقافية بشكل محدود. صالون تويتر ويشير النعمي إلى أن لوسائل التقنية أثر بالغ وربما تشكل النسبة الأكبر من أسباب الغياب، لأن بعض الشباب قد يتململ من الحضور للمجالس والصالونات الخاصة لأنه قد يكون مقيدا فيها ببروتوكول الجلسة وتكون المشاركات محدودة وربما يكون الضيوف في مستوى أقل من التفاعل وإثارة جو الحضور، وتعدد أشكال وسائل التقنية من لابتوب وأجهزة اتصال كفيّة وهواتف محمولة ذكية له دور بارز في تغيُّب الشباب عن مختلف الفعاليات وليست الفعاليات الثقافية وحسب، وربما في مختلف المناسبات الاجتماعية. ويرى النعمي أن المجالس ستستمر لفترة من الزمن وستصل إلى زمنها الذهبي ثم تخبو، خصوصا إذا استمرت في بروتوكولاتها، فقد تفقد زخمها وينصرف عنها الشباب إلى وسائل جذب ثقافية أخرى. طابع نخبوي من جهته بيّن أحد مؤسسي صالون «إبداع الثقافي» بضمد، إبراهيم مبارك، أن أسباب عزوف الشباب عن المجالس الأدبية تعود إلى وجود فجوة بين الشباب والمثقفين من حيث الأفكار والاتجاهات، فضلاً عن كون المجالس الأدبية أصبحت ذات طابع نخبوي سواء كان ذلك على مستوى الحضور أو على مستوى الطرح، وفي اعتقادي أن الشباب باتوا يرون أن المجالس الأدبية لم تعد وسيلة مهمة لاكتشاف الجمال، إذ يرون أن هناك وسائل متعددة تساعدهم على ذلك وأن الأدب لم يعد يلبي احتياجاتهم الروحية والنفسية مقارنة بالوسائل التقنية والترفيهية. وقال «أعتقد أن كثيرا من المثقفين لهم مشروعاتهم الفردية التي تدار بعيداً عن المؤسسة الرسمية ولكنها في غالب الأوقات لا تصب في قالب الاهتمام بالشباب. المجالس الأدبية في جازان * ملتقى إبداع ضمد. * ديوانية الذروي، استضافت عددا من الشخصيات لسرد قصصها الإبداعية وتكريم الناجحين. * إثنينية الزاهد النعمي. * خميسية الموكلي وهي الأبرز والأقدم، وقد أقامت عدة أمسيات شعرية وندوات فكرية تتحدث عن التراث والأساطير والفلسفة والفكر. * ديوانية الكاملي التي أقامت أمسية في الإعجاز العلمي وأمسيات شعرية وندوات فكرية وأمسيات قصصية.