دخل جراحو عملية فصل توأمين بالغين ملتصقين من الرأس ليلتهم الثانية أمس الاثنين، وهم يعربون عن تفاؤلهم الحذر عن سير العملية غير المسبوقة. وقال الدكتور بريم كومار نير المتحدث باسم مستشفى رافلز عن أول عملية تجرى في العالم لفصل توأمين بالغين ملتصقين من الرأس كل جراحات الأعصاب خطيرة . وبينما كانت تعزف مقطوعات من الموسيقي الكلاسيكية في غرفة العمليات، استخدم الفريق الدولي الذي يضم خمسة من جراحي الأعصاب الوريد الذي أخذ من فخذ لادان بجاني التي تبلغ 29 عاما كأحد أوعية الدم في المخ. وقال نير إن عملية فتح الجمجمة التي تتقاسمها الشقيقتان جاوزت الفترة المقررة بثلاث ساعات لان العظام كانت سميكة ومضغوطة، خاصة عند منطقة تلاحم عظام الجمجمة. وأضاف نير إن الشقيقتين في حالة مستقرة وأن التخدير يعمل جيدا، مضيفا نحن متفائلون بحذر. وأعلن السفير الإيراني في سنغافورة عن عقد اجتماع للتبرع من أجل جمع 500 ألف دولار سنغافوري إضافية 290 ألف دولار أمريكي لتغطية نفقات العلاج وفترة النقاهة. ومن المنتظر أن تستمر فترة العملية الماراثونية الرامية إلى فصل رأسي التوأمين اللتين خاطرتا بالموت أو الإصابة بحالة إعاقة شديدة من أجل العيش منفصلتين مدة أطول مما كان متوقعا في بادئ الأمر وهي 48 ساعة وربما تمتد أربعة أيام . وقال نير ليس لدينا مهلة محددة. وكان الجراحون قد بدأوا قبل شروق الشمس في رتق الوريد الذي أخذ من لادان إلى أحد مخي التوأمين لتعويض الوريد المشترك لدى الفتاتين. وأضاف نير أن الجراحين يأملون في بدء فصل المخين مساء اليوم (أمس) الاثنين، وهي عملية معقدة تتضمن قطع أوعية دموية متصلة. واحتشدت صديقات التوأمين من خريجي كلية الحقوق في صالة المستشفى، بمن فيهن اللاتي قدمن من إيران. وعلى الرغم من حجم المخاطر المتوقعة، كانت لادان وتوأمها لاله تتمتعان بروح معنوية مرتفعة قبل بدء الجراحة أمس الأول. ورافقتهما مجموعة من الصديقات إلى غرفة الأشعة المقطعية على المخ وأخذت التوأمان تمزحان معهن بينما كانتا تتنقلان بواسطة كرسيين متحركين إلى خارج قسم الأشعة. وقالت بهار نيكو وهي إيرانية تعمل معلمة وتبلغ من العمر 24 عاما وقد أصبحت إحدى الصديقات المقربات للتوأمين لقد طلبتا مني أن أقبلهما في وجهيهما. وأضافت ثم فتح باب (غرفة العمليات) وودعناهما.. وبينما كانتا تدخلان الغرفة.. رفعتا أيديهما بفخر لكي يودعا الجميع. وقال كبير الأطباء جوه إن الفريق المكون من 28 طبيبا يضم أخصائيين من سنغافورة والولايات المتحدة وفرنسا واليابان وسويسرا ونيبال ممن يعملون في دورات تستمر ما بين ست إلى ثماني ساعات. وبعد تضحيات لانهائية للتكيف مع بعضهما البعض منذ ولادتهما كانت التوأمان مصرتين على قرارهما بمواجهة مخاطر الجراحة بدلا من الاستمرار في العيش ملتصقتين. وقال الأطباء إنهم يعتقدون أن العملية ستنجح نظرا لان التوأمين تتمتعان بمخين سليمين من الناحية التشريحية. وكانت العمليات السابقة لفصل التوائم الملتصقة من الرأس تجرى للأطفال صغار السن. وتحدث حالة التصاق التوائم من الرأس مرة واحدة من بين كل مليوني حالة ولادة وهي الأكثر ندرة من بين جميع التوائم المتلاصقة. وقد وصل التوأمان إلى سنغافورة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وكانتا تشعران بتفاؤل كبير بسبب نجاح الفريق السنغافوري في الفصل بين توأمين من نيبال يبلغان من العمر عشرة أشهر في نيسان إبريل من عام 2001. اقرباء وأصدقاء ينتظرون في احدى قاعات المستشفى