يبدأ الرئيس الاميركي جورج بوش غدا الثلاثاء جولته الافريقية بالسنغال الدولة الفرنكوفونية التي يدين 95% من سكانها بالاسلام وتتحدث اللغة الفرنسية، والتي اتضح في الاشهر الاخيرة انها تقترب من الولاياتالمتحدة على حساب فرنسا التي انتقدتها دكار اخيرا بسبب تباطؤ آليات التعاون. ويقول مراقبون ان زيارة بوش لافريقيا ستقصى فرنسا عن عدد من مناطق نفوذها التاريخية سواء كان ذلك مخطط له سلفا او جاء نتيجة غير مباشرة وخرجت صحيفة لو ماتان السنغالية الخاصة هذا الاسبوع تحت عنوان التخلي عن فرنسا، مشيرة الى وجود حالة انفصال بين السنغالوفرنسا حليفتها التاريخية والطبيعية السابقة. ورأت الصحيفة ان زيارة بوش لدكار ترمز الى تغير تدريجي في الاتجاه نحو الولاياتالمتحدة على حساب فرنسا. وكان رئيس الوزراء السنغالي ادريسا سي، ابدى اسفه نهاية ايار/مايو الماضي، ازاء نوعية التعاون بين بلاده وفرنسا التي تبذل الكثير لكنها تفتقر الى الدينامية ووسائل الرد السريع على الصعوبات المباغتة. ومنذ فترة قصيرة ايضا طردت السنغال تسعة فرنسيين اخلوا بقوانينها نافية ان يكون هذا الاجراء ردا على ترحيل 120 سنغاليا لم يسمح لهم بدخول الاراضي الفرنسية في اذار"مارس ونيسان"ابريل 2003. ويقول اماث دانسوخو زعيم احد الاحزاب السياسية المعارضة واحد نواب رئيس الجمعية الوطنية ان نظام الرئيس عبد الله واد يتخلى عن علاقاتنا التاريخية مع فرنسا لصالح الولاياتالمتحدة. ولا يخفي الرئيس واد عزمه على التقرب من الولاياتالمتحدة التي يشاطرها فلسفتها الليبرالية على اكثر من صعيد. اولا من خلال الحزب الحاكم في السنغال الممعن في ليبراليته، الحزب الديموقراطي السنغالي الذي يتزعمه، وثانيا بصفته احد محركي الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا (نيباد) وهي خطة شاملة طموحة تهدف الى اخراج افريقيا من الفقر عبر الاستعانة خصوصا بمستثمرين من القطاع الخاص في الدول الغنية. ونقلت صحيفة سود كوتيديان السنغالية الجمعة عن جورج بوش قوله الرئيس واد زعيم اكن له الاحترام. انه رجل يؤمن بالقيم ذاتها التي اؤمن بها. انه يؤمن بكرامة الحياة البشرية والديموقراطية والحرية ومبادئ التبادل الحر.وامتنع واد عن ادانة التدخل الاميركي في العراق، معتبرا انه غير قادر على منع دولة مثل الولاياتالمتحدة من القيام بما تريد. ولم يتردد ايضا في الترحيب بسقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين باعتبار ان العالم تخلص من نظام ديكتاتوري في حين ان الرأي العام السنغالي تظاهر ضد الضربة الاميركية-البريطانية على العراق حتى قبل شنها. لكن تعزيز محور دكار-واشنطن الذي بات معترفا به الآن، ليس بالامر الحديث. ففي العام 1990 ارسلت السنغال كتيبة تضم نحو 500 عنصر للقتال الى جانب التحالف المناهض للعراق بقيادة الولاياتالمتحدة خلال حرب الخليج. وفي العام 1998 زار السنغال الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي نظمت تظاهرات شعبية كبيرة لاستقباله. لكن الامر لن يكون كذلك بالنسبة لجورج بوش مع تعزز المخاوف المرتبطة بامنه وسلامته.