قالت الدكتورة آمال بوحليقة استشارية ورئيسة قسم العيون في مستشفى الجبيل العام ان مرض التهاب الملتحمة الفيروسي الوبائي الذي يصيب العين من الامراض شديدة العدوى ينتقل بالملامسة وهو من الفيروسات التي تنشط مع دخول فصل الشتاء والخروج منه ويكون بشكل وبائي. الدكتورة بوحليقة زميلة الكلية الملكية للجراحين في بريطانيا وعضو الكلية الامريكية لطب العيون والجمعية السعودية لطب العيون دعت الآباء والامهات للاهتمام بعيون ابنائهم ومراقبة اي تغيرات تظهر فيها. وقد عزت ظهور المرض بشكل وبائي مؤخرا في الجبيل الى ممارسات خاطئة اقدم عليها بعض تلاميذ المدارس. في هذا اللقاء تلقي الدكتورة بوحليقة المزيد من الضوء على هذا المرض الفيروسي. @ ما مرض التهاب الملتحمة الفيروسي الوبائي؟ وما اعراضه؟ مرض التهاب الملتحمة الفيروسي الوبائي هو التهاب حاد يصيب ملتحمة العين بسبب فيروس الغداني Adenovirus وبالذات الأصناف التي يطلق عليها الارقام 19, 11, 8. فترة حضانة المرض 4 - 10 ايام اما اعراضه فيسبب احمرارا في العين وتورما في الجفون مع شعور بالمضايقة وكأن جسما غريبا داخل العين كما تصاحبه دموع غزيرة وعدم قدرة على فتح العين في الضوء الساطع واحيانا يعاني المريض من التهابا في الغدد اللمفاوية أمام الأذن فتتورم وتؤلمه. في الحالات الشديدة قد يصاحبه نزيف تحت الملتحمة وتكون غشاء كاذب على الملتحمة. وقد يصيب كلتا العينين في اكثر من 50% في الحالات. اما قرنية العين وهي الجزء الشفاف الذي يشكل السدد الأمامي من مقلة العين فقد تصاب في 80% من الحالات وعادة بعد بداية ظهور اعراض التهاب الملتحمة بعدة ايام مما يجعل الاعراض اكثر حدة. @ هل المرض معد وما فترة العدوى؟ للاسف المرض يعتبر من الامراض شديدة العدوى وتمتد فترة العدوى عادة من اسبوع الى اسبوعين بعد ظهور الاعراض, وتنتقل بشكل خاص عن طريق الملامسة فمن السهولة بمكان انتقال المرض من شخص مصاب لمس عينه ثم قام بمصافحة مجموعة من الاشخاص بعضهم يلمس عينه فتنتقل اليه العدوى وهكذا, كما ان حمامات السباحة قد تكون طريقا لانتقال العدوى بالمرض. ولذا ننصح المصابين بمحاولة تجنب لمس اعينهم اثناء فترة المرض وغسل ايديهم بالماء والصابون بشكل متكرر كما يجب على الجميع تجنب مصافحة او تقبيل شخص مصاب بالتهاب في عينيه, ومن المفيد استخدام مسحات الكحول او المناديل المرطبة بالمطهرات لتطهير مثلا سماعة الهاتف بعد استخدامها من قبل المصاب وعدم استخدام ادوات المصاب كالنوم على وسادته وما الى ذلك. @ ما سر انتشار الفيروس بمنطقة الجبيل؟ واقعا الفيروس المذكور والكثير من الفيروسات الاخرى لها نشاط في اوقات معينة من السنة عادة مع دخول فصل الشتاء والخروج منه وعادة تأتي بشكل وباء ومن هنا جاءت التسمية. والجبيل لا تشكل استثناء في هذا الموضوع ولكن من الملاحظ ازدياد عدد الحالات في هذا العام عن هذا الوقت من العام الماضي مثلا, ويعزي البعض سبب الزيادة الى الممارسات الخاطئة من قبل بعض طلاب المدارس حيث توارد ان بعض الطلاب كانوا يتناقلون المناديل الورقية الملوثة بالافرازات من عين المصاب الى اعينهم طمعا في اجازة مرضية لمدة اسبوعين!! وهذا حقيقة يثير الدهشة والأسف معا فالتهاب القرنية, وهي كما سبق ان اشرنا هي الجزء الامامي من مقلة العين وشفافيتها مهمة جدا للابصار, قد يصاحب المرض في 80% من الحالات وتظهر الاصابة على شكل نقط متعددة معتمة كما في الشكل المرفق. صحيح ان معظم الحالات تشفى خلال اسابيع من الاصابة ولكن بعض الحالات ولا يعلم اي شخص من اي نوع سيكون. فقد يعاني ألما في العينين مع احمرار ومضايقات متعددة وصعوبة في الرؤية قد تمتد الى سنوات عديدة فهل أخذ اجازة من المدرسة توازي كل هذه المعاناة ناهيك عن الفقد الكبير الذي يمكن للشخص ان يفقده من دروس يجب عليه ان يعوضها فيما بعد بالاضافة الى ان هذا السلوك دليل على انعدام المسئولية حيث ان الشخص يضع نفسه عمدا ليكون حلقة في انتشار المرض الى اشخاص آخرين كأهل بيته الذين لاذنب لهم نهائيا. @ ينتقل هذا الفيروس بشكل كبير بين طلبة المدارس ما اسباب ذلك؟ من الطبيعي ان تنتشر الامراض المعدية في التجمعات كالمدارس واماكن العمل كما ان المرض يستهدف بشكل اكبر صغار البالغين وقد يكون لما اشرناه في السابق دور كبير في القضية. @ ما الاخطار المترتبة على انتشار هذا الفيروس على الاطفال الرضع؟ بشكل عام الامراض قد تظهر بشكل اكثر شدة في الاطفال الرضع وقد حضرت لنا طفلة في الشهر الثامن من العمر مصابة بالمرض وكانت تعاني من تورما شديدا في الجفن الى درجة ان الجفون كانت مطبقة تماما ولا يمكن فتحها بسهولة مما اعطانا انطباعا في بادىء الامر أنها قد تكون مصابة بمرض اكثر خطورة كالتهاب محجر العين ولكن بعد الفحص والعلاج الحمد لله تحسنت حالتها خلال ايام قليلة. @ هل هناك احصائية دقيقة عن هذا المرض؟ في مستشفى الجبيل وبناء على تعميم من سعادة وكيل وزارة الصحة للشئون التنفيذية هناك احصائية تصدر وترسل الى الوزارة بشكل منتظم ولاحظنا ان عدد الاصابات كانت في حدود 2 - 12 شهريا الا ان المرض في الأشهرالثلاثة الاخيرة زاد بحيث وصل في شهر صفر 1424ه, فوصل الى 33 حالة وفي شهر ربيع الاول الى 38 حالة اما في شهر ربيع الثاني فتراجع الى 24 حالة. @ ما الاجراءات التي اتخذت لوقف انتشار هذا الفيروس؟ كان لابد من العمل على عدة نطاقات للحد من انتشار المرض فأولا داخل عيادات العيون اثناء الفحص لتجنب نقل العدوى من مريض الى آخر ثم على المرضى انفسهم واخيرا على المجتمع ككل. ففي العيادات حرصنا على استخدام القفازات الواقية والتخلص منها بعد فحص كل مريض يشتبه في أنه يعاني التهابا فيروسيا وبائيا كما يتم تعقيم جهاز الفحص بالكحول بعد كل مصاب وتتم تعبئة نموذج التبليغ عن مرض سار لكل مريض ويرسل يوميا الى مكتب الطب الوقائي في الجبيل. اما بالنسبة للمريض فيعطى الأدوية اللازمة وهنا لابد من التنويه الى انه حتى الآن وعالميا لا يوجد مضاد خاص بهذا النوع من الفيروسات فالذي يعطى عادة هو ادوية لتهدئة اعراض الالتهاب وهنا تأتي اهمية الوقاية من المرض. @ هل نتعرف على برنامج مكافحة حالات الفشل الوظيفي للعين وما الاجراءات لنشر الوعي بهذا الخصوص؟ من المعروف ان التأخر في علاج مشاكل البصر والمشاكل التي لها علاقة بتوازن عضلات العين (الحول) بعد عمر السابعة قد يؤدي الى فشل وظيفي او ما يعرف بكسل العين وهو نقص في القدرة على الابصار قد يصعب جدا علاجه بعد هذا العمر ولذلك قمنا بتنفيذ برنامج لمسح روضات ومدارس الجبيل لفحص جميع الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 4 - 7 سنوات وذلك في الفترة من 17 ربيع الاول الى 9 ربيع الثاني 1424ه. وقد تم الكشف على الف وثمانية طلاب وطالبات وجد ان مائة وتسعا وسبعين منهم يحتاجون الى علاج حيث تم اعطاؤهم بطاقة لأخذ موعد في المستشفى وبدأنا بالفعل في علاج من حضر منهم الى المستشفى, كما تم تسجيل اسماء جميع الطلبة مع قوة الابصار لديهم وتسجيل ارقام الهواتف لمن يحتاج منهم الى متابعة لاستخدامه في حالة عدم استجابة اولياء الامور للتأكد من تحقيق الهدف الرئيسي للبرنامج وقد لوحظت استجابة كبيرة من الاهالي حيث وصلت الطفلة الاولى مع ذويها مباشرة بعد عودتنا من الكشف في اليوم الاول للبرنامج وننوي باذن الله المواصلة في الاعوام القادمة حيث الاحتياج فقط لفحص الطلبة المستجدين على الروضات.